
على عهدي على ديني: أنا دمي فلسطيني فلسطيني
كتب محمد حسن العرادي
عندما يصدح الفنان الفلسطيني الشاب محمد عساف بأغنيته الرائعة ” على عهدي على ديني … على أرضي تلاقيني… أنا دمي فلسطيني فلسطيني” مؤكداً هوية الانتماء والحضور، يسرح بي الفكر والخيال إلى وجوب إجراء إختبار فحص دم لكل من يدعي العروبة والإسلام، بل وكل من يدعي الإيمان بمبادئ الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الانسان، فإذا جاءت نتيجة الفحص تؤكد بأنه يحب فلسطين فإنه يمنح شهادة الانسانية.
أما إذا أثبت الفحص بأنه لا يحب فلسطين، بل لا يكترث بقضية شعبها أصلاً، وربما لا يعرف عنه شيئاً، فعليه ان يعيد فحص مبادئه وأفكاره وتوجهاته السياسية، لأن من لا يُقر بحق الفلسطينيين في العودة والنضال من أجل إستعادة وطنهم المغتصب من قبل العصابات الصهيونية، يفتقر لأبسط معاني الانسانية ولا يستطيع الادعاء بأنه مؤمن بأي من حقوق الانسان أو الحرية والعدالة الاجتماعية.
كيف لا وهذا الناكر لحق الفلسطينيين يقبل الاضطهاد والارهاب المنظم الذي يمارسه نظام الابرتهايد العنصري ضد واحد من أنبل شعوب العالم قاطبة، واكثرها تحضراً ومدنية وإيماناً وصبراً وثقة بأن الله سينصرهم على اعدائهم المحتلين، قتلة الأطفال والنساء مهما طال الزمان رغم كل الجبروت والدعم الذي تقدمه القوى الاستعمارية لهذا الكيان الساقط أخلاقياً وانسانياً.
“أنا دمي فلسطيني… فلسطيني” تعني أن دمك إنسانياً، وأنك تمتلك وجدانا صافياً وضميراً حياً يفرق بين الحق والباطل ويقف إلى جانب الحق اينما كان، فتهب مدافعاً عن هؤلاء الذين شُردوا من ديارهم، وسرقت أرضهم ماءها وسماءها تحت سمع وبصر هذا العالم المنافق الذي يدعي الالتزام بمبادئ حقوق الانسان والمساواة والحريات، ليس هذا فحسب بل ساهم هذا العالم الغادر وما يسمى بالمجتمع الدولي بطمس الحقائق وتغييب الأدلة، من أجل انتزاع الأرض الفلسطينية ومنحها لأحقر انواع المحتلين السفلة.
أما إذا كنت من المؤمنين بالقول “على عهدي على ديني” فإنك مطالب بأن تلتزم بما يدعو له الدين من أخلاق ومثل فاضلة، فجميع الأديان السماوية وعلى رأسها الاسلام العظيم تؤمن بالعدالة وإحقاق الحق وارجاعه الى أهله، فإذا كنت مؤمناً فهلم إلى الدفاع عن ما تؤمن به، لا يكفي أن تلتزم بأداء فرائضك الدينية من الصوم والصلاة والزكاة وكافة العبادات الأخرى، إذا لم تكن مؤمناً بأن هذا الشعب الفلسطيني البطل جدير بالدعم والمساندة حتى يستعيد وطنه حُراً سيداً ومستقلاً ومتحرراً من براثن الاحتلال الصهيوني الغاشم.