
توزيع شهادات على المشاركين في برنامج “2 سيركولار”
الهادف إلى تعزيز كفاءة استعمال الموارد الصناعية في سبيل مستقبل مستدام وتنافسي
أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان أنه أنهى بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) برنامجه التدريبي بنجاح في إطار مشروع “2 سيركولار” المموّل من الاتحاد الأوروبي. و”2 سيركولار” هو مبادرة بقيمة 3.7 مليون يورو تدعم لبنان في الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر والدائري. ويتم تنفيذ المشروع بالشراكة مع وزارات الصناعة، والبيئة، والاقتصاد والتجارة، والمالية في لبنان، وجمعية الصناعيين اللبنانيين واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان.
يهدف المشروع إلى تعزيز كفاءة استعمال الموارد وتعزيز نماذج الأعمال التجارية الدائرية في القطاع الخاص في لبنان، وبخاصة في صناعة الأغذية والمشروبات.
أقام الاتحاد الأوروبي و”اليونيدو” احتفالاً لتوزيع شهادات على المشاركين في البرنامج التدريبي، في قاعة محاضرات مركز تشارلز هوستلر في الجامعة الأميركية في بيروت. واحتفى الاحتفال بسبعة وعشرين من مقدّمي الخدمات الذين أكملوا بنجاح أونلاين برنامجاَ تدريبياً مكثفاً في منهجية “تست” لنقل التقانات السليمة بيئياً. تساعد هذه المقاربة الشاملة الشركات في تحديد وتنفيذ تدابير موفّرة للتكاليف وناجعة في استعمال الموارد وتعزز الكفاءة التشغيلية والاستدامة.
مشروع “2 سيركولار” في سطور
يعتبر مشروع “2 سيركولار” ، بحسب البيان، بمثابة ركيزة رئيسية في إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار في لبنان، وهو يبني على نجاح برنامج “سويتش-مِد” المموّل من الاتحاد الأوروبي ومنهجية “تست” في يونيدو. ويركّز المشروع على: زيادة كفاءة استعمال الموارد في ثلاثين إلى أربعين من شركات الأغذية والمشروبات من خلال الحلول القائمة على منهجية “تست”. تطوير نماذج من الاقتصاد الدائري في الأعمال التجارية لدفع الابتكار والاستدامة. تيسير التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة لتعتمد ممارسات مستدامة ، مؤازرة التحوّل الأخضر (الصديق للبيئة) في لبنان بالتعاون مع وزارة الصناعة.
منهجية “تست”
تساعد منهجية “تست” الشركات على دمج التقنيات السليمة بيئياً في عملها لمنع التلوث وتحسين استخدام الموارد وتقليل التكاليف التشغيلية. ومن خلال البرنامج التدريبي على منهجية “تست” الذي يمتد على ستة أشهر ويموّله الاتحاد الأوروبي ويديره مدربو “يونيدو” المحليون والدوليون، بالشراكة مع الجامعة الأميركية في بيروت كشريكة في التنفيذ التقني وبالتعاون مع الجامعة اللبنانية، اكتسب سبعة وعشرون من مقدّمي الخدمات في أربع عشرة شركة معنية خبرة عملية. ونَجم عن عملهم تحديد تسعة وثمانين من تدابير كفاءة استعمال الموارد مع إمكانية تحقيق توفير كبير في استهلاكها: توفير 84720 متر مربع من المياه سنوياً. توفير 9111 ميغاوات ساعة من الطاقة الأولية بالسنة. تحسين 1502 طن من المواد سنويًا. خفض انبعاثات غاز الكربون بقيمة 3687 أطنان كل عام. توفير بقيمة 1.655 مليون يورو من الكلفة الإنتاجية. تحقيق أرباح في الاستثمارات بقيمة 2.73 مليون يورو، بمتوسط فترة سداد بلغت 1.7 من السنة فقط.
للمناسبة قال منسق المشروع – الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور أنطوان غوش : “لعبت الجامعة الأميركية في بيروت دوراً محورياً كشريك ليونيدو في التنفيذ الفني في مشروع “2 سيركولار” المموّل من الاتحاد الأوروبي ، حيث قامت بتنظيم برنامج حيوي لبناء القدرات لـسبعة وعشرين مهندساً في كفاءة استعمال الموارد والإنتاج الأنظف. إننا نعتقد اعتقاداً راسخاً أن هذه المبادرة يجب أن تتطوّر كبرنامج دراسي عبر الإنترنت للمجتمع الصناعي، ما سيوفّر التعليم المستمر الهادف إلى تحسين كفاءة استعمال الموارد وتحقيق إنتاج أنظف في العمليات، مما يتيح للشركات الصناعية تعزيز كل من أدائها التشغيلي وإشرافها البيئي”.
بدوره، قال الدكتور علي إسماعيل – الجامعة اللبنانية: “كشريك رئيسي في مشروع “2 سيركولار” الممول من الاتحاد الأوروبي والذي تنفذه يونيدو، ساهمت الجامعة اللبنانية بمستشارين في كفاءة استعمال الموارد ونظافة الإنتاج، وبخرّيجين شاركوا كمتدرّبين، واستضافوا تدريباً عملياً على النظم الغذائية وكفاءة استعمال الموارد وتحقيق الإنتاج الأنظف في صناعة المواد الغذائية لسبعة وعشرين مهندساً. وعكست مشاركة الجامعة اللبنانية تفانيها في دفع ودمج كفاءة استعمال الموارد وتعليم الإنتاج الأنظف في برامج الجامعة اللبنانية في سبيل قطاع صناعي أكثر استدامة”.
وقالت مسؤولة الاتصال وخبيرة كفاءة الموارد في مشروع “2 سيركولار” الدكتورة ندى صبرا: “بتقديم تدريب شامل نظري وميداني للمهندسين على تحقيق كفاءة استعمال الموارد الصناعية بالشراكة مع القطاع الأكاديمي، تلعب يونيدو، ومن خلال مشروع “2 سيركولار” الممول من الاتحاد الأوروبي، دوراً محورياً في تعزيز السوق الوطنية لتقديم الخدمات في مجال كفاءة استعمال الموارد الصناعية وتحقيق الإنتاج الأنظف، من أجل صناعة أمتن وتنافسية و مسؤولة بيئياً”.
وقالت المديرة العامة لوزارة الصناعة بالوكالة المهندسة شانتال عقل: “إن بناء قدرات مقدمي الخدمات على تحقيق كفاءة استعمال الموارد الصناعية هو في قلب أولويات وزارة الصناعة، وإنجاز محوري لمشروع “2 سيركولار” الذي يجب أن يستدام لأنه يعزّز تطوّر سوق تقديم الخدمات الوطني من حيث كفاءة استعمال الموارد الصناعية في سبيل التنمية الصناعية المستدامة والقدرة التنافسية ومرونة القطاع الصناعي اللبناني”.
أما ممثل جمعية الصناعيين اللبنانيين طلال حجازي فقال : “نحن نثمّن الدعم المستمر من الاتحاد الأوروبي ويونيدو في الدفع بكفاءة استعمال الموارد الصناعية وبممارسات الإنتاج الأنظف. هذه الجهود ضرورية للنمو الصناعي اللبناني والتحول الأخضر”.
وقال ممثل اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة إيلي مسعود : “هذا الإنجاز ليس مجرد شهادة – إنه التزام للاستدامة والكفاءة والابتكار في صناعاتنا. إن تفاني مقدمي الخدمات المدربين هو شهادة على حقيقة أن الاستدامة ليست مجرد خيار – إنها الطريق إلى الأمام”.
بدورها، أوضحت ممثلة وزارة الاقتصاد والتجارة زينة حركة أن “وزارة الاقتصاد والتجارة تعتبر كفاءة استعمال الموارد الصناعية ضرورة اقتصادية وأولوية بيئية. ومن خلال مشروع “2 سيركولار”، نقوم بتجهيز الصناعات اللبنانية بأدوات لتعزيز الإنتاجية مع تقليل التأثير البيئي. ومقدمو الخدمات المعتمدين حديثاً سيلعبون دوراً حاسماً في الدفع بممارسات الإنتاج المستدامة، وتعزيز القدرة التنافسية للبنان في الأسواق العالمية، وقيادة الانتقال نحو الاقتصاد الدائري”.
مديرة البرنامج – الشؤون الاقتصادية والقطاع الخاص – المفوضية الأوروبية ليا بولوني قالت: “من خلال مشروع “2 سيركولار”، يساعد الاتحاد الأوروبي الشركات في قطاع الأغذية والمشروبات في لبنان على توفير الموارد والعمل بشكل أكثر استدامة. لقد قمنا بتدريب سبعة وعشرين خبيراً على دعم الشركات في الحد من بصمتها البيئية واعتماد ممارسات أكثر صداقة للبيئة. وهذا جزء من التزام الاتحاد الأوروبي الأوسع ببناء المهارات الخضراء ودعم تحول لبنان إلى اقتصاد أكثر استدامة ودائرية”.
بناء مستقبل مستدام
إلى جانب كفاءة استعمال الموارد في قطاع الأغذية والمشروبات، يقوم مشروع “2 سيركولار” بتوسيع خبرة لبنان في خدمات الإنتاج المستدامة. إن السبعة والعشرين خبيراً وبينهم سبع نساء، أصبحوا الآن مؤهّلين كما يجب لدعم الصناعات اللبنانية في اعتماد أساليب إنتاج موفرة للموارد وأنظف، مما يعزز سوقاً وطنية مزدهرة للخدمات التي تركز على الاستدامة.
يبرز نجاح مشروع “2 سيركولار” التأثير التحويلي لكفاءة استعمال الموارد على المناعة الاقتصادية والبيئية. ومع استمرار لبنان في التعافي، سيكون اعتماد نماذج الأعمال الدائرية والممارسات الصناعية القائمة على الاستدامة ضرورياَ للنمو على المدى الطويل. وتبقى يونيدو، بالتعاون مع أصحاب الاهتمام الرئيسيين، ملتزمة بالدفع بالتحول الأخضر في لبنان وتعزيز قطاع صناعي تنافسي يستعمل الموارد بفعالية.
إن احتفال توزيع الشهادات يشكّل علامة فارقة في هذه المسيرة، حيث يُحتفل بإنجازات مقدمي الخدمات وبإعادة تأكيد التزام لبنان بالتنمية الصناعية المستدامة.
تشجّع “اليونيدو” الصناعات اللبنانية وصنّاع السياسات وشركاء التنمية على البناء على هذا الإنجاز من خلال الانخراط مع مقدمي الخدمات المدربين حديثاً والحفاظ على تطورهم المستمر. وفي الأشهر المقبلة، ستعمل اليونيدو مع ست عشرة شركة إضافية من شركات الأغذية والمشروبات التي تسعى إلى تعزيز كفاءة استعمالها للموارد. وستتاح لهذه الشركات الفرصة للتعاون مع مقدمي خدمات مختارين، بتوجيهات من “اليونيدو”، ما يضمن الجودة والتعلم المستمر.