![](https://ajwaapress.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250211-WA0054.jpg)
عشرون سنة، مرّت على ذكرى الشهادة…
دون ان يتوقَّف عيد الرابع عشر من شهر شباط، كل عام، عن غوْصِه في أعماقِ الزمن، للبحث عن سرِّ عبثيَّة علاقة الزهور الحمراء… بالدموع و الدماء… عندما أُوقِع ذلك الكبير عن صهْوة ذروة طموحِه يومَ قُدِّر له الخروج من الغابة إلى الغِياب… بعدما قرّر وَحيداً الذهاب لمواجهة التنّين، هو الذي تمرّد على سياق ال ” نعم ” الراضِخة التي سبقت وقفته الشامخة… في مرحلةٍ مفصليّةٍ نادرة ما تزال تَتَسبَّب بتلك الإنتِفاضات المُدهشة التي تستطيعها الحرية.
أيكون هذا السرُّ موجوداً، في بيت قربان البقاء، الذي لا يُفتح إلّا للَّذين يحوِّلون نتائج الشقاء .. إلى أعمالٍ مُثمرة، تُشبه اللوحات التي تُتْقِن الشرانِق رسمها، بعد حِياكتها لخيطان حريرها، البيضاء؟!
هو هذا الإبداع .. الذي ضاع، في تلك اللحظة الرهيبة، التي إستطاعت فيها.. أطنان أحقادٍ متفجِّرة تمزيق _ خُطوط حرير الرئيس رفيق الحريري _ و خِطَطِه، التي كان يعمل بواسطتها و بوحْيِها على إعادة إِلباس:” يأس ناس حرب الآخرين على أرضهم” حلَّة الحلول الخلَّاقة، التي إرتداها لبنان، منذ ما قبل التاريخ، هذا ال لبنان الذي عاد و أنجب من إمتهن مهمّة تحويل ” باني لبنان الحديث”… إلى قتيل، إمتزَجتْ أرجُوانِيَّة دِمائه بألوان و مشاعِر و أحاسيسِ كلّ الزهور الحمراء التي سيُنبِتُها تُرابنا كل 14 شباط على مدى الاجيال.
بقلم المحامي توفيق أنيس كفوري
(عضو لجنة متحف مؤسسة فؤاد شهاب وعضو المؤسسة)
محامٍ بالإستئناف
(نائب رئيس مجلس بلدية بيروت الأسبق).