
بشور في “يوم القدس العالمي”: القدس تنصرُناُ اكثر مما ننصُرُها ونصرتها تتطلب تنقية العلاقات العربية والإسلامية
قال المنسق العام لـ”تجمع اللجان والروابط الشعبية” معن بشور، في تصريح في “يوم القدس العالمي” : “إن احتفالنا منذ 43 عاماً، في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك بيوم القدس العالمي هو ادراك عميق بأن القدس هي جوهر الصراع الوجودي في منطقتنا بين أمتنا وبين المشروع الصهيوني الاستعماري، وما غزو لبنان عامي 1978 و 1982، وحروب تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا وقبلها الجزائر والسودان الاّ بعض مظاهر هذا الصراع الذي عرفته ايضاً العديد من أقطار الأمة”.
وأضاف: “احتفالنا بهذا اليوم لنصرة القدس تعبير عن وعي بأن القدس عامل وحدة لأمتنا، وحدة لأبنائها المنتمين الى ديانات مختلفة، والى مشارب فكرية متعددة ، وإلى تيارات سياسية متنوعة، وادراكاً بأن القدس تجمع وتوحّد، وأن الانتصار على أعداء أمتنا لا يكون الاّ بالتجمع والوحدة. لذلك فالانتصار للقدس اليوم هو دعوة لتنقية العلاقات بين الاقطار العربية والإسلامية وداخل كل قطر، والعلاقات بين مكونات الأمة الدينية والمذهبية والعرقية وداخل كل مكوّن على قاعدة الاحترام الكامل لخصوصية كل قطر وسيادته ولهواجس كل مكوّن ومخاوفه”.
وتابع: “اليوم يمكننا أن نقول ان القدس تنصرُنا اكثر مما ننصُرُها، فهي بانتفاضاتها المتتالية ، بمرابطيها ومرابطاتها في الحرم القدسي، بالمدافعين عنها والمدافعات، بالمعتكفين في أقصاها والمعتكفات، لا تدافع عن نفسها وعن فلسطين فحسب، بل عن امتنا كلها، مدركة ان العدو لا يحتل فلسطين وحدها، وإنما يريد احتلال إرادة الامة كلها ومصادرة ثرواتها وخيراتها، والغاء حضارتها وتاريخها، وتشويه معتقداتها وإرثها الروحي العريق”.
وختم: “لذلك، ان تتسع دائرة المحتفلين بيوم القدس العالمي ،عاماً بعد عام، هو دليل على ان هذه القضية تكتسب بُعداً انسانياً وعالمياً تعتزّ به، بل انها بفضل المقاومين على ارضها ، والمقاومين في اكنافها، ومعهم شرفاء الامة وأحرار العالم، إنما تتحوّل الى قضية معيارية تُقاس عبرها إنسانية كل انسان ، وإيمان كل مؤمن، وعروبة كل عربي، والذي لا ينتصر للقدس اليوم، وهي تخوض معركة من أشرف معارك الأمة والانسانية، لا يستحّق ان يكون جزءاً من أمة لها تاريخها نضالها وحضارتها، ولها شهداؤها وابطالها على امتداد التاريخ”.