ما الرابط بين ليلى عبداللطيف ومحمد علي الحسيني؟

كـتب سامح عسكر *
سألت نفسي ما الذي يجمع بين الشيخة “ليلى عبداللطيف” والشيخ “محمد علي الحسيني”؟

الأولى: مُتنبأة لبنانية ظهرت فجأة بصورة الحكيم العاقل الذي تصدق تنبؤاته
الثاني: مُتنبئ لبناني (برضه) ظهر فجأة بصورة الحكيم العاقل الذي تصدق تنبؤاته

في علم الاجتماع عندما تظهر شخصية بهذه الصفات، يجري البحث فوراً عن بعض الأشياء مثل (الممول + الأهلية العقلية + الاتزان النفسي + الهدف + الرؤية ..إلخ)

في الواقع الشيخ محمد علي الحسيني لا يقدم فكر أو فلسفة أو تحليل سياسي من أي نوع، بل خطاب شعبوي تهييجي يقفز فجأة للتنبؤ من دون المرور على مقدماته العلمية مثل الاستقراء والبرهان وجمع المعلومات الموثقة ..إلخ

الشيخة ليلى عبداللطيف تفعل نفس الشيء، لا تقدم فكر أو فلسفة أو تحليل اجتماعي من أي نوع، بل مجرد تنبؤ يُرضي ويداعب العاطفة الشعبية، أي هي تخاطب وتفهم جيدا الرأي العام، وهذا نوع من الذكاء الاجتماعي، لكن مُجمل ما تفعله ليلى لا علاقة له بالعلم بل هو نوع من (الدجل والنصب) الذي يقدم الفرضيات والأمنيات بصورة مقدسة تعيد المجد لأساليب المشعوذين في القرون الوسطى..

كذلك الشيخ محمد علي الحسيني يقدم فرضياته وأمنياته بصورة تحليل سياسي.

مثلا عندما يقول إن إيران باعت نصر الله..واحذر يانصر الله، واكتب وصيتك يا نصر الله، هو في الواقع يتحدث عن رغبته الشخصية في قتل الرجل، مصحوبة بفرضية من اختراعه أن محور المقاومة باع الشيخ حسن..

ما الذي يريد الوصول إليه هذا الشيخ؟

باختصار: هو يريد خدمة إسرائيل بتفكيك المحور وزرع الشك بين عناصره، وإشاعة تهم الخيانة والتملص والحقد ، وإحياء نزعات العرق (الفرس × العرب) كبديل عن انهيار أو ضعف نزعات المذهب (السنة × الشيعة) التي قضى عليها إسناد الحزب والأنصار والحشد لجبهة فصائل المقاومة في غزة

بالنسبة إلى جانب التمويل، فالذي يدعم نموذج ليلى عبداللطيف يهمه إشغال الشعب بعيداً عن مشكلاته اليومية، وإعادة الحديث مرة أخرى عن دور الأشباح والأجرام والكائنات المخفية على التأثير في الحياة العامة، وذلك كوسيلة مشهورة لتبرئة المسؤولين والأمراء عن تلك الأزمات الكبرى التي يعانيها الشعب، وأشهر من فعل ذلك هم المماليك في القرون الوسطى، حيث كانوا يدعمون المشعوذين لتحميل مسؤولية أزمات المجتمع لكائنات غيبية.

والذي يدعم نموذج محمد علي الحسيني يهمه إضعاف محور المقاومة ضد إسرائيل، وإشاعة الأحقاد العرقية والقومية بإعادة الحديث مرة أخرى عن المجد العشائري، وسبق الحديث عن أن التعصب بكل أشكاله (القومية والدينية) بين العرب لم يخدم سوى إسرائيل في الماضي، والذي يعمل على إحياء ذلك التعصب أو تلميعه أو تمجيده بأي شكل في هذا الظرف، هو عميل لإسرائيل (وش).

ولا يُفهم من كلامي تآمر الحسيني مع الصهيونية مباشرة… ليست لدي معلومات لذلك، لكن العمالة تتحقق بوحدة الهدف، في أجواء زمانية ومكانية واحدة، والذي يجمع بين إسرائيل والحسيني الآن، هو (الاصطفاف العسكري) ضد شعوب فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن، وسيمتد هذا الاصطفاف في حال رغبت إسرائيل في توسيع المعركة..

وكما قلت لحضراتكم أن هذه النماذج على مستوى العقل (صفر)

لكن الرأي العام لا يلزمه العقل والعلم والتحليل لينشط ويقتنع، بل يلزمه أسلوب شعبوي يخاطب فئة كبيرة وقناعاتها، فالعرب معظمهم سنة، إذن اعطهم خطاب سني عربي ضد الخطاب الشيعي الفارسي الإيراني للتأثير عليهم ودفعهم بعيداً عن دعم المقاومة، وتفهم إسرائيل وقبول الصهيونية والاستيطان اليهودي..

فإذا كان هذا الشخص (معمم شيعي) فستكون الحُجة أقوى، لأنه يعمل وفق الحجاج المنطقي (من فمك أدينك) هذا شيعي يشهد عليهم، هذا كان مع حزب الله يفضحهم ويهتك أسرارهم، وهو نفس وطبيعة عمل الجواسيس في التاريخ، فالجاسوس لا يلزمه مجرد النفع المادي، إنه مجرد حاقد أو كاره لبلده ومجتمعه، فيثور على ذلك البلد والمجتمع بالاصطفاف مع أعدائه.

ورسالة لمن يستضيفون هذا الجاسوس – أقصد الدجال – في قنواتهم، أعداء بلدكم أيضاً يستضيفون سعوديين معارضين في الخارج بنفس المنطق، من فمك أدينك، هذا سعودي يشهد عليهم، هذا كان معهم وصار يفضحهم، فإذا كان نموذج الحسيني يصلح كدليل، فبالتأكيد..أعداء بلدكم والجواسيس على مجتمعكم يملكون نفس الحجة..

* كاتب مصري ليبرالي… سفير للسلام وعضو منظمة بالأمم المتحدة، روائي وباحث تاريخي وفلسفي… مُحاضِر ومؤلف ١7 كتاب، يكره الطائفية والعنصرية مهتم بنقد الموروث وحقوق الإنسان.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى