
بضمير مرتاح… ميقاتي يبث تفاؤلاً انشائيا
في أول مقابلة صحافية ذكر أموراً بدل رأيه فيها في ثاني مداخلة تلفزيونية خصوصاً فيما خص الثورة التي اعتبرها من اسباب تدهور الاقتصاد، ولكنه عاد ودعمها مع مارسيل، في لقائه الصحفي مع النهار ذكر عن اصراره على حل الازمات، لكنه في لقائه مع MTV ألمح انه اذا اما يشكل الحكومة او يعتذر، وفي البداية قال إنه لن يحمل عصا سحرية لحل الازمات وفي لقائه التلفزيون طلب المساعدة من الجميع، قبل التكليف وعد بالسرعة بالتكليف بمهلة اسبوعين، وبعد التكليف رفض تحديد المهلة.
وقال إن ما يشاع عنه ليس سوى اتهامات سياسية ما أثار استغراب الكثيرين، وكأنه لم يستفد من أي شيء من خلال موقعه السياسي ونفوذه المالي والاقتصادي والشعبوي الذي خفت وتيرته خلال الفترة الأخيرة.
ولم نشهد كمتابعين للمتغيرات السياسية وتبدل التصريحات بين الواقع والخيال المثالي للرئيس المكلف إلا نثر لكلمات ايجابية تلمع الصورة وتبهر المستمع من تقدم الرئيس لبناء المدينة الفاضلة في لبنان، وهذا ما يسعى اليه كل اللبنانيين.
أحلام لا يعرف تفسيرها ابن سيرين
في سياق الكثير مما صرّح به الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رآى الكثيرون أن ما ورد من “خبريات” ليس سوى أحلام كتبت ونصت وقالها، اذا دخلنا الى كتب تفسيرات الأحلام لن نجدها، حتى بالكتاب الأكثر ضخامة الذي فصّله “ابن سيرين” لن نجد مخرجاً يقنع المواطن اللبناني الذي لم يعد يؤمن بسياسي حمل بنود الخارج ودعماً من أطراف ذات تجربة داخلية دمرت كيان الوطن.
وهذا بعض مما جاء في لقائه التلفزيوني الذي حمل الكثير من التناقضات والمحاور غير المنطقية في السياسات اللبنانية:
أكد الرئيس المكلف أن “هناك أمل لتجنيب الانزلاق الكبير والارتطام”، مشيراً إلى أنه “إذا كان بإمكاني وقفه فأتحمّل المسؤولية وإذا لم أقدم عليه فأنا أذهب باتجاه الحريق لتخفيف تمدده ولكن لوحدي لا أستطيع إنما أحتاج لمساعدة الجميع”، مضيفاً أنه “نحتاج لبعض المهل للخروج من الحفرة التي نحن فيها ولذلك فلنخفف من السلبية”.
وقال ميقاتي “أدائي وممارستي في الأشهر المقبلة هي التي تقرّر اذا كنت على قدر الطموح أو لا وكنت أول القائلين بوجوب الاستماع الى الناس بعد 17 تشرين، و”كل الاتهمات ضدي هي سياسية ولا أساس لها فأنا دخلت الى الشأن العام منذ 20 سنة كرجل أعمال وكانت لدي أعمالي وضميري مرتاح و”الناس الأوادم” تعرفني وتعرف أدائي وطريقة تفكيري”.
ولفت الرئيس المكلّف إلى أنه كان “ضد اعتذار الحريري ولكن هل نستسلم ونقاطع كل شيء؟ ولنظهر أننا ايجابيون ارتأى رؤساء الحكومات السابقين أن أتحمّل هذه المسؤولية”، مضيفاً “أنا وسعد الحريري واحد لكن لي أدائي وصورتي والسقف الذي وضعناه معاً كرؤساء حكومات سابقين هو سقف وطني لا شخصي للحفاظ على أداء دستوري كامل”.
إلى ذلك، أشار إلى أننا “لم نشأ المقاطعة وربما أسلوبي يريح رئيس الجمهورية ميشال عون وما نريده هو الوصول الى حكومة تكون آخر محاولة انقاذية للبلد، هذا وقد عقدنا 3 اجتماعات مع الرئيس عون وكنت دائماً أقدّم الطروحات وآخذ بملاحظاته وهي ملاحظات ذات قيمة للوصول الى حكومة متجانسة”.
وقال: “ثمة تفاهم وتعاون مع الرئيس عون لأن الموضوع هو إنقاذ الوطن. واتفقنا على وضع النقاط الخلافية جانبا إلى حين الوصول إلى الصيغة شبه النهائية. ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد وزيرا ولكن لا اسمي وزيرا استفزازيا”.
وردا على سؤال عن تمسك رئيس الجمهورية بالثلث المعطل، أجاب ميقاتي: “لم يفاتحني فخامة الرئيس حتى الآن بموضوع الثلث المعطل وأنا أريد التعاون ضمن السقف الوطني”.
وكشف ميقاتي أنه “لم نبدأ بعد البحث في الأسماء بانتظار يوم الاثنين وأستبعد تشكيل الحكومة قبل 4 آب”. وقال “دعيت الى حكومة تكنوسياسية منذ عامين ونحن عشية الانتخابات لذلك بحاجة لحكومة تقنية لمفاوضة صندوق النقد الدولي واجراء الانتخابات وبالنسبة للعدد أنا لست أسير أرقام والآن نتحدث بحكومة من 24 وزيراً”.
وأضاف “حقيبتا العدل والداخلية أساسيتان بموضوع الانتخابات ولذلك يجب أن يتولاهما شخصان مستقلان حياديان تماما لعدم التشكيك بصدقيتنا في إدارة الانتخابات النيابية”.
وشدّد على أنه “لا نريد وزير اقتصاد معارض لوزير المالية في الحكومة وتهمنا وزارة الطاقة التي كانت أكبر مصدر للهدر في السنوات الماضية بالاضافة الى وزارة الاتصالات التي كانت تُعتبر بترول لبنان واليوم على وشك ان تصبح شبيهة بكهرباء لبنان”.
وإذ أشار إلى أنه “حتى الآن هناك تفاهم وتعاون كامل بيني وبين رئيس الجمهورية ومهمتنا إنقاذ لبنان ونحن على توافق على المعايير وابقاء النقاط الخلافية جانباً ويجب ان نطرح أسماء مقبولة من الناس وتعطي أملاً وطموحاً بامكان اجراء الاصلاح في البلد”، أكد أنه “لا أقبل أن يفرض عليّ أحد وزيرا ولكن في المقابل أنا لا أختار أي وزير استفزازي وسأحاول تشكيل فريق عمل متجانس لقيادة البلد في الفترة المقبلة”.
وقال إنه “غير وارد أن أتسلّم وزارة الداخلية الى جانب رئاسة مجلس الوزراء”.
ورداً على نصيحة جبران باسيل بألا يكون الضحية الخامسة للحريري، رأى ميقاتي أنه “إذا كان ذلك من أجل لبنان فمستعد لأكون الضحية”، متسائلاً “رئيس العهد هو رئيس كل السلطات فهل يصغّر نفسه ويحصر نفسه بثلث معطّل؟.
وتابع: “سألني رئيس الجمهورية وأجبته بأنني مع التدقيق الجنائي كما صدر عن مجلس النواب وفي كل المؤسسات العامة من دون استثناء، وأنا لا أحمي حاكم مصرف لبنان أو سواه في حال كان هناك أي ارتكاب”.
وعن انفجار 4 آب قال ميقاتي: “4 آب هي جريمة العصر واليوم هي قيد التحقيق والمحقق العدلي له صدقية ومناقبية ونحن علينا نقدم كل الدعم له يجب تقديم كل الدعم له وأنا مع رفع كل الحصانات و”ما حدا فوق راسو خيمة”، وسأوقع مع كتلتي على اقتراح الرئيس الحريري، وأنا مع رفع كل الحصانات من أي نوع كانت في موضوع انفجار مرفأ بيروت”.
من جهة أخرى، أشار ميقاتي الى انه “سيكون ثمة مؤتمر بدعوة من فرنسا في 4 آب لدعم لبنان كما وسيكون ثمة مؤتمر في أواخر أيلول وسيكون أوسع ونأمل في أن تكون ثمة حكومة تزامنا مع المؤتمر الثاني، مؤكدا انه لمس اهتماما دوليا بعدم انهيار لبنان لأن هذه القنبلة ستكون في كل المنطقة والمطلوب وقف هذا الانهيار ودعم نهضة لبنان”.
إلى ذلك حكومياً، قال إن “اتفاق الطائف لا ينتهي بتكليف أو اعتذار شخص فهذا الاتفاق أنهى حرباً واذا كانت هناك ممارسة خاطئة فسنقول إنها خاطئة”، مؤكداً أنه لا يقيّد نفسه لا بأيام ولا أسابيع ولا أشهر لتأليف الحكومة وسيسعى جهده للتأليف في أسرع وقت”.
وعمّا إذا التزم بعدم الترشح الى الانتخابات النيابية، صرّح ميقاتي “لا أقبل أن يضع عليّ أحد أي شرط ولكل حادث حديث”.
وختم ميقاتي حديثه قائلاً إن “حزب الله قام بتسميتي كما باقي القوى السياسية وهذا زخم اضافي لي لتشكيل حكومتي”.
.