تغيرات ومخاوف في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث

متابعة ماهر بدر

تمر المرأة بعمر معين بحالة نفسية بسبب متغيرات جسمها، خصوصاً في مرحلة ما قبل الطمث، وفي معظم الأحيان لا تعرف العوارض أو معنى هذه المرحلة ولا كيف تتعامل معها أو الاستعداد لها.

وبهذا الشأن تجيب الدكتورة جوليانا (جيويل) كلين، من قسم صحة المرأة في مايو كلينك، فينكس، عن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وتُشير إلى هذا الوقت من حياة عندما يبدأ الجسم إحداث التحول الطبيعي إلى انقطاع الطمث، ما يعني نهاية سنوات الإنجاب. ومن الممكن أن تبدأ مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بحلول فترة وسط الثلاثينيات من العمر. وبينما تمرّ المراة بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، يتعرض إنتاج الجسم للإستروجين — الهرمون الأنثوي الأساسي — للارتفاع والانخفاض. وهذه التذبذبات قد تؤدي إلى بعض الأعراض مثل عدم انتظام الحيض وهَبَّات الحرارة وجفاف المهبل. وبمجرد ما يمر عليها 12 شهرًا متتالية بدون الدورة الشهرية، تكون قد تحوّلتِ رسميًا من مرحلة ما قبل انقطاع الطمث إلى انقطاع الطمث. وقد يحدث انقطاع الطمث في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر ولكن السن المتوسط هو 51 سنة.

مرحلة ما قبل انقطاع الطمث هي تغيّر بيولوجي طبيعي. وبما أن الأعراض تظهر وتختفي، يشعر كثير من النساء كما لو أنهن في أرجوحة ملاهي تهز عواطفهن. ومع أن النساء لا تشعرن جميعًا بذات الأعراض كلها، فإن المشكلات الأكثر شيوعًا تشمل اعتلالًا عامًا قد لا تدرك النساء أنه يرتبط بانقطاع الطمث. ومن المهم أن تعرف المراة أن هذا أمر طبيعي. إذ إنه يساعد على فهم المزيد عن الأعراض التي قد تشعر بها.

هَبَّات الحرارة ومشكلات النوم

عندما تصيب السيدة هبّة ساخنة، قد تشعر بإحساس مفاجئ بالدفئ أو الحرارة، وغالبًا ما يكون ذلك أعلى الجسم حول الوجه والرقبة. وقد يجعل ذلك وجهك يحمرّ ويتورد، وقد يبدأ جسمها في التعرّق. ويمكن أن تصيبها هَبَّات الحرارة أيضًا أثناء النوم. ونوبات “التعرّق الليلي” هذه قد تؤثر على النوم الجيد ليلًا.

التغيرات المزاجية

التغيرات المزاجية أمر شائع وتشمل سهولة الاستثارة أو الإرهاق أو الحزن أو القلق. وهذه التقلبات المزاجية قد تكون نتيجةً لانخفاض مستويات الإستروجين. والاكتئاب أيضًا من الآثار الجانبية الشائعة لانقطاع الطمث. من المهم أن تشارك المرأة مشاعرها وتقلباتها المزاجية مع اختصاصي الرعاية الصحية.

النسيان

أثناء مرحلة ما قبل الطمث، ربما تبدأ أيضًا في ملاحظة أن لديها صعوبات مع الذاكرة والتركيز. فقد تجد المرأة من الصعب عليها تذكّر أمورًا بسيطة، مثل أين تركتِ مفاتيحها أو لماذا تمشي في الغرفة. ويُسمّى ذلك أحيانًا “ضباب الدماغ” وهو شائع إلى حد ما.

غالبًا ما نجد نساءً يعربن عن قلقهنّ من أن يكون ذلك علامةً مبكرة على إصابتهن بالخَرَف، والأمر في الواقع ليس كذلك. وقد أظهرت الكثير من الدراسات أن ضباب الدماغ المرتبط بانقطاع الطمث موقت، ثم تعود الوظائف المعرفية إلى طبيعتها. وقد ينتج ضباب الدماغ أيضًا عن قلة النوم وقلة الراحة السليمة. وعندما يتحسن النوم غالبًا ما نرى تحسن في الذاكرة أيضًا.

زيادة الوزن

غالبًا ما يلاحظ النساء أنهن يأكلن الأكل ذاته ويمارسن التمارين ذاتها إلا أن وزنهن يزيد فجأة. إنه من الشائع أن تلاحظ النساء زيادة الوزن أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث والتحول إلى انقطاع الطمث خاصةً حول منطقة الخصر. فغالبًا ما تتسبب التغيرات الأيضية وفقدان العضلات في هذه الحالة مع تقدم العمر. ومن الممكن أن تؤثر زيادة الوزن بشدّة على صحتكِ، لذا فقد حان الوقت كي تلتزم المرأة بعادات نظام الحياة الصحية.

الخطوات التالية

مرةً أخرى، بما أن النساء لا يشعرن جميعهن بالأعراض نفسها، أو لا يتساوين في شدة الشعور بها، فإن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث هي الوقت المثالي لوضع خطة لمواجهة التغيرات التي تتعرض لها المرأة وستتعرض لها في المستقبل. وتوجد الكثير من الكتب والمصادر المتاحة عبر الإنترنت والتي قد ترغب في استعراضها واستخدامها للتواصل مع الآخرين.

أثناء انقطاع الطمث، تزداد خطورة الإصابة ببعض الأمراض والحالات الصحية، بما في ذلك مرض القلب، وهشاشة العظام، والتهابات الجهاز البولي. وتوجد الكثير من الأشياء التي بإمكان المرأة فعلها لتخفيف الأعراض وحماية صحتها.

التأكد من عدم ممارسة عادات نظام الحياة الصحي بما في ذلك:

ممارسة الرياضة بانتظام، بما في ذلك التمارين القلبية الوعائية وتدريبات المقاومة. حيث يساعد ذلك على الوقاية من فقدان العضلات، وتحفيز الأيض، وتقوية العظام. وتشمل تدريبات المقاومة رفع الأثقال أو ممارسة التمارين بالاعتماد على ثقل الجسم.

• الأكل وفقًا لحمية غذائية صحية متوازنة وتجنّب الأطعمة المُعالَجة وفرط تناول السكر.

• الحد من الكحوليات أو الإقلاع عنها.

• الحفاظ على وزن صحي.

• الإقلاع عن التدخين أو أي منتجات تبغ.

• الإقلال من الإجهاد والانتباه لصحتك النفسية.

مع أن العلاج الهرموني مصدر للقلق أحيانًا، فإنه يساعد على تحسين أعراض انقطاع الطمث. ولا يزال العلاج المعتمد على الإستروجين هو العلاج الأكثر فعالية لعلاج هَبَّات الحرارة. ويساعد الإستروجين أيضًا على الوقاية من فقدان العظام. وتوجد أيضًا خيارات غير هرمونية. ومن المهم أن تناقش السيدة مع فريق الرعاية الصحية مخاطر كل علاج وفوائده، وما الذي يناسبها.

فتجربة كل سيدة أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ومرحلة انقطاع الطمث تكون مختلفة. فأنه من غير الشائع أن تشعر النساء بعدم الأمان والعزلة مع حدوث هذه التغيرات. لذا لا بد من طلب الدعم من الأسرة والأصدقاء والجماعات الأخرى التي بإمكانها أن توفر للمرأة مكانًا آمنًا لتشارك ما تعاني منه. إن كانتِ تشعر أنها غير قادرة على تحمّل ما تعانينه، فمن المهم طلب المساعدة واستشارة فريق الرعاية الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى