دروس من الحياة – 6

لسانك حصانك... إن صنته صانك...

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

علمتني الحياة أن اكتساب الأصدقاء الموثوقين أمر بالغ الأهمية وصعب المنال أيضا ً، كما علمتني أن من المهم جداً التغاضي عن بعض الأخطاء البسيطة وغير المقصودة التي يرتكبها الأصدقاء والرفاق وربما بعض الأعداء أيضاً من أجل أن تسير الأمور من حال سيء إلى حال أفضل، ومهما كان الألم الذي يعتصر قلبك كبيراً وقاسياً فإن احتفاظك به لنفسك أفضل من إظهاره للآخرين، ومهما كان الهم الذي تحمله ثقيلاً فإن تعايشك معه بهدوء وتقبله خير من أن تدعه يؤثر عليك ويرديك عاجزاً مكبلاً بالقيود.

إن الآخرين مهما كانوا قريبين منك لن يستطيعوا أن يكتموا أسرارك إذا لم تستطع أنت كتمانها، وأنهم إذا اطلعوا عليها سيكونون في واحد من الموقفين، إما عاجزون عن مساعدتك أو عارفين بنقاط ضعفك، لذلك فإن من الأفضل لك الالتزام بالحكمة القائلة، “لسانك حصانك، إن صنته صانك وإن هنته هانك”، فلا تفشي سرك لأحد لا يستطيع أو ربما لايرغب في مساعدتك، حتى من باب التناصح، وقديماً قيل إحذر عدوك مرة وإحذر صديقك ألف مرة، فلربما إنقلب الصديق إلى عدو فكان أعلم بالمضرة.

تعلمت أيضاً أن الإنسان مسؤول بقدر ما يعرف، لذلك ليس عليك أن تسعى لمعرفة ما لا تحتاج معرفته، فقد تكون تلك المعرفة أسهل واقصر طريق لموارد الهلاك، وقد تضعك أمام مواقف صعبة تجعلك تؤذي من أحببت ومن وثقوا فيك ومن كانوا يعتمدون عليك لحفظ أسرارهم، وقد قيل من دخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه، فلا تتدخل في أمور الآخرين ولا تدس أنفك في شئونهم.

أخيراً فإن القدرة على إكتساب الأصدقاء نعمة من الله حافظ عليها بالقدر الذي تستطيع، ولا تفكر في الاستفادة من كل علاقة صداقة ترتبط بها مع الآخرين بدون مقابل، فالدنيا عطاء ودين، ولا تستقيم الأمور إذا كانت تسير في إتجاه واحد فقط، وقد قيل كما تدين تدان، فاحسب لنفسك أيها الإنسان وللحديث صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى