
نقاش اعمق حول أميركا ولوبياتها وهندسة الفوضى العالمية 9/…
الحكومة الخفية: إن خسرت أميركا انتهت... وتحاول التشكل قومية وامة عنوة عن حكومة الشركات الخفية؟
ميخائيل عوض
كيف صنعت الدولة الخفية حفاري قبورها؟
الحروب والثورة الصناعية الرابعة والخامسة فواعل موضوعية.
سارعت الحكومة الخفية العالمية بتحرير دولتها واداتها التنفيذية “أميركا من قوة تأثير الرأي العام بعد هزيمة فيتنام.
فأعادت هيكلة اذرعها العسكرية وحولتها إلى شركات الأمن الخاص والخدمات الحربية والجيوش إلى محترفة وجندها من طالبي الجنسية والملاذات والمرتزقة والهسبانك.
وظفت الإعلام وهوليود وعلوم الاجتماع للتخلص من جائحة فيتنام التي حفرت عميقاً في الوعي الجمعي.
أعادت صياغة أدواتها، فقررت استراتيجيات الحرب النظيفة والخاطفة والصدمة والترويع وعن بعد والتكنولوجية والسيبرانية والقيادة من الخلف والاعتماد على الحلفاء الاقليمين والأدوات المحلية، كمنظمات الإسلام الجهادي والسياسي المعولمة المتأمركة ومنظمات المجتمع المدني والثورات الملونة، ووظفتها في تدمير الجيوش والدول والقوميات.
لم تدرك التحولات الجوهرية التي ارتقت فيها الشعوب والبشر بفعل الثورات الصناعية الثالثة والرابعة ودنو الخامسة.
فالشعوب والبشر تحولوا في وعيهم وباتوا يرفضون التضحية من أجل الامبراطورية والامبراطور والحاكم، ولم تعد تغريها خاصة المواطنين الأميركيين والأوروبيين فكرة التضحية والقتال من اجل السماء والدين والكنيسة بعد حرب المائة وثلاثون سنة، ومعاهدة وستفاليا التي ادت إلى علمنة الكنيسة والدولة.
ولا باتت تقبل خوض الحروب بذريعة تفوق وعنصرية القومية والأمة، فقد عبرت إلى الوحدات ما فوق القومية وكرست قواعد وقيم التفاعل والمصالح على الحروب والتدمير.
تغيرت حديثاً القوانين والقواعد الضابطة للعلاقات بين البشر أفراداً وأمم وقارات، وتغيرت قوانين سادت فلم تعد الحروب وصفة التخلص من أزمات التضخم والركود”الأزمات الدورية للاقتصاد الرأسمالي وحرية الأسواق ويدها الخفية”.
تحولت حروب الحكومة الخفية ودولتها أميركا إلى عبء على الشعب الأميركي نفسه، فتمويلها من خزائنه ومن الضرائب وعلى حساب تحقيق حاجاته المادية ومستوى معيشته.
تكلفت أميركا على حروبها منذ 2000، عندما قبضت على إدارتها كتلة المحافظين الجدد، رجال الحكومة الخفية. ما يفيض عن 12 تريليون دولار ولم تربح أميركا الدولة والمواطنين منها شيئاً، في حين حققت لوبيات صناعة الحروب وبيروقراطية البنتاغون وشركات السلاح والنفط والطاقة مكاسب هائلة.
هكذا أصبحت الحروب والمغامرات التي ألزمت الحكومة الخفية أميركا لخوضها، وتحولت إلى وبال ومن نعمة إلى نقمة وعبرت حالة الرفض الشعبية بظاهرة ترامب، واليوم مع حرب غزة أطلقت موجهة عارمة من حراك الطلاب والشباب، وفي جامعات النخبة للإسهام في تشكيل ظاهرة شعبية انسانية قاطرة تستعجل الخلاص من العالم والنظام الأنكلو- ساكسوني ولترسي قواعد وقوانين ناظمة للعلاقات بين البشر بعيداً عن حاجات ومصالح الشركات العابرة للقومية. فغدت قضية غزة وفلسطين حافزة نوعية على التمرد ورفض النظم والدول التي تعمل في خدمة الحكومة العالمية الخفية ولوبياتها العولمية.
على حد سواء وأكثر فاعلية وتأثيراً، بدأت مفاعيل الثورة الصناعية الرابعة والخامسة التي انتجتها الحكومة الخفية والشركات بقصد تعظيم أرباحها وسيطرتها، فولدت ببيئات وحقائق وطرائق للتفاعل بين البشر بعيداً عن الحدود والسيادات واللغة والجغرافية والطبوغرافيا والعرق والجنس والدم والعقيدة، ووسائط القهر والسطوة التي كانت تحتكرها الحكومة الخفية وأدواتها من الدول والمؤسسات والمنظمات.
فالفكرة والإبداع والعالم الافتراضي واقتصاد المعرفة والشبكات والحواسيب والذكاء الصناعي والتعليم والسلاح وصناعته والانتظام وتنظيم التحركات والهويات الجمعية، باتت تكتسب بيسر وسهولة وبعيداً عن العوائق الطبيعية والصناعية.
وسائل الإنتاج الجديدة واقتصاد المعرفة/ العقل، جعلت من الانسان أثمن رأس مال وكسرت الاحتكار وحقوق الملكية الفكرية الأداة الاكثر خطورة، وتحقيقاً للربحية عند الشركات ولوبيات الحكومة الخفية.
باتت حقاً الكرة الأرضية قرية كونية وبات الكل يعرف الكل ويستطيع التواصل والوصول، فأصبحت فروع وقواعد وضوابط الاقتصاد واقنيته وآليات التوزيع والتصنيع مختلفة جوهرياً عما سبق وبالضرورة تنتج حاجاتها من مفاهيم وأفكار وقيم وعلاقات فوقية وحقوقية تناسبها وتتفاعل معها، وهذه كلها تعمل موضوعياً وبقوة حاجات الأزمنة والتطور البشري في غير صالح احتكار، وتسلط الحكومة الخفية وفرض أدواتها ونمطها ومصالحها وطبائعها.
هكذا صنعت الحكومة الخفية ودولتها أميركا ولوبياتها حفاري قبورها .
وهكذا تتحقق نواتج الفواعل الموضوعية وحاجات التطور وتلبية حاجات البشر المادية والروحية وقائع وحقائق مادية عنيدة، تعمل في غير صالح استمرار تسلط الحكومة الخفية، بل تنسف الأساس المادي الذي ارتكزت عليه، وتطورت بموجب قواعده ونموذجه، فالعالم والنظام الأنكلو- ساكسوني قد شاخ وأصيب بالزهايمر” بايدن” وأصبح عبئاً ثقيلاً على الحياة البشرية وتطورها الموجب والملزم حكماً.
…./يتبع
أميركا بيضة القبان وانتخاباتها الرئاسية تقرر كيف ستجري الأمور، وكم يستغرق وكم كلفة دفن النظام والعالم الأنكلو- ساكسوني ودولته وحكومته الخفية.