“الفن الجريح” في متحف دبانة

أجواء برس – صيدا

في ذكرى مرور 300 سنة على بناء متحف دبانة في مدينة صيدا أقيم معرض “الفن الجريح” الذي ينظمه بنك بيمو، بالشراكة مع “كوميرشال إنشورنس” و”مؤسسة دبانة”، بعد محطته الأولى في الأشرفية “فيلا عودة”، الذي ضم حوالي 59 عملاً فنيّاً لـ 35 فنّاناً حيث كانت هذه الأعمال معروضة في أماكن عدّة قبل انفجار 4 آب.
الفن أيضاً طاله هول الكارثة، أصيب بفجيعة وتقطعت أوصاله وضربه الشلل. متاحف تكسرت محتوياتها وغاليرهات أطبق الانفجار على أنفاسها، وعصف بلوحاتها ومنحوتاتها، ومجموعات فنية أخرى لدى أشخاص يحتفظون بها ككنز ثمين ضاعت منهم بعد أن تمزقت أمام أعينهم.

الفنّ كما الإنسان يُصاب بالجرح
داخل المعرض تُعرض الأعمال الفنيّة ترافقها مؤثرات ضوئية وموسيقى لتضفي على المكان جمالية وتُظهر اللوحات بطريقة مميزة، كما تستقبل الزائرين المرشدة منى البابا لتشرح عن كل لوحة أو عمل فني، تقول لـ “أجواءبرس”: بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب تضررت الأبنية في العاصمة بيروت ومعظمها كان يضم لوحات وأعمال فنيّة منها مصارف ومتاحف ومعارض ومنازل خاصة، وقد تضررت هذه اللوحات بفعل الانفجار، وقام بنك بيمو بمبادرة لجمع هذه اللوحات وعرضها في معارض متنقلة لأن الفنّ كما الإنسان يُصاب بالجرح لكنه يستطيع أن يتداوى لاحقاً ويتطوّر نحو الأفضل، وسيتبيّن في هذا المعرض كيف أن اللوحات استعادت حياتها بعد الضرر الذي لحِق بها، وهذا له أهمية فنيّة وإنسانية ووطنيّة أيضاً.
وأضافت، هناك لوحات قام أصحابها بتقديمها إلى المعرض والبعض اشتراها البنك من أصحابها، وجزء من الأعمال سيستعيدها أصحابها بعد انتهاء المعرض.
وقالت: تم عرض الأعمال في مساحات فنيّة بإضاءة خافتة تتحدث مع اللوحات وعلى أنغام موسيقى راقية، وإحاطتها بكتابات تهمس في أذنها الشعر هي رعاية وعناية من نوع آخر تخفف من آلام جروحها المفتوحة.
لفتت البابا إلى أن الأعمال لشفيق عبود وفريد عواد وصليبا الدويهي وبول غيراغوسيان وحسن جوني وسيسي سرسق وغيرهم، وآخرون أمثال هلا عز الدين ونبيل نحاس وأروى سيف الدين وهادي سي وميساك طرزيان وغيرهم رسمت لوحاتهم بعد انفجار 4 أغسطس، مترجمة تشبث أصحابها بمدينتهم وبالفن.
أما تحفة المعرض تتمثل بلوحة للرسام الإيطالي غيدو ريني من القرن السابع عشر، تصور القديس يوحنا المعمدان، اللوحة هي واحدة من مقتنيات متحف سرسق في بيروت في 4 أغسطس الماضي طالها الانفجار وأتلفها، فحضرت في معرض “الفن الجريح” كبوابة عبور إلى الحياة من جديد.

قصر دبانة 300 سنة على تشييده
يعتبر القيمون على قصر دبانة الذي تم تشييده قبل 300 سنة يتمحور حول حماية التراث، والترميم المحترف، وإعادة التأهيل لإحياء الإرث المعماري، تفعيل البناء التراثي بهدف إغناء البيئة، والمشاركة في المحافظة على التاريخ والثقافة.
ألفت البابا المشرفة على قصر دبانة قالت: هناك تشابه بين ما حصل في بيروت وما تعرض له القصر خلال الحرب الأهلية فقد تم احتلاله من قبل مهجرين لسنوات عدّة وتعرض للتخريب إلى أن قمنا بإعادة تأهيله بعد إخلائه، واحتضان قصر دبانة لمعرض الفن الجريح هو من ضمن الأنشطة التي يقوم بها القصر الذي يضم متحفاً للقطع الأثرية والأثاث القديم.

منحوتات تُظهر هول الكارثة
يضم المعرض منحوتة برونزية لهادي سي تحمل اسم “بيروت”، ولوحتين ضخمتين لأروى سيف الدين تندرج على لائحة الأعمال الفنية الثلاثية الأبعاد، حيث أنها بدلت وجهتها الفنية منذ وقوع الانفجار وهول ما رأته وتحولت إلى فن النحت بدل الرسم، وهذه المنحوتة شاهد حي لكارثة تعد الثالثة من نوعها في العالم من حيث ضخامتها.
ومنحوتة أخرى ترسم في طياتها أحرف الحب بالإنجليزية “Love” ومنحوتة “السلام” للفنانة التشكيلية نايلة رومانوس وقد تأذيتا من الانفجار، حيث كانتا معروضتين في فندق “لو غراي” وسط بيروت، أما منحوتة “ستة صفر تسعة” للفنان هادي سي هي عمل فني مستوحى من انفجار مرفأ بيروت وذلك نسبة إلى الساعة التي وقع فيها الإنفجار.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى