الله درك يا غزة… المستقبل ومساراته طوع نتائج حربك
تنتصرين وتنصرين الحق وتسحقين الاسلاموفوبيا وتنهين الحروب الدينية والطائفية
ميخائيل عوض
غزة هاشم والمعمداني تصنع المستحيل وتتحول الى اسطورة الشعوب في المقاومة.
محاصرة وجائعة ومدمرة وتطلق طوفان الاقصى العجائبية وتصمد وتقاتل ببسالة وكفاءة نادرة لسبعة اشهر برغم ما قدمته من قرابين وارواح الاطفال والنساء والشيوخ وطواقم الاعلاميين والمسعفين والكوادر الطبية وقد دمر اكثر من ٨٠% من عمرانها فأبراجها وابنيتها ومدارسها ومشافيها ومخابزها تبخرت.
صامدة تقاتل وتجدد في علوم وقواعد وتكتيكات حرب المقاومات والعصابات الثورية.
هزمت اسرائيل ومعها العالم الانجلو ساكسوني المتوحش والنظام الرسمي العربي والاسلامي وجماعات الاسلام السياسي والعسكري التي انشأها واستخدمها الانجلو ساكسون.
فوق كل هذه الانجازات العبقرية وغير المسبوقة والفرط استراتيجية اطلقت طلائع ثورة عالمية لتحرير البشرية من التوحش والليبرالية، وتامين المستقبل بإسقاط وهزيمة مخططات اعدت منذ مئات السنين وكلفت المليارات لتقسيم الشعوب وتدمير الدول ودفعها للاحتراب الديني والطائفي والمذهبي والجهوي والقبائلي.
اكدت غزة؛ ان البشر خلقوا احرار متساوين واخوة في الدين ونظراء في الانسانية والخلق.
من ابداعاتها ونواتج صمودها وقتالها الاسطوري انها افقدت الاسلاموفوبيا اندفاعتها قبل ان تستفحل. وانها اطلقت الصهيوفوبيا التي باتت تجتاح امريكا واوروبا وجامعاتها وهيئاتها التدريسية وتعمم على شعوب الكرة الارضية.
فالصهيونية ليست دينية يهودية انما هي تيار ومذهب سياسي من انتاج النظام الانجلو ساكسوني. اتباعه ومريديه ومناصريه من كل الشعوب والاديان والمذاهب وهم بالضبط عبدة المال وعبيده ومغتصبي الاديان بتسيسها.
غزة تؤسس لاستبدال الاسلاموفوبيا بالصهيوفوبيا لتتحد الشعوب وتنهي النظام الانجلو ساكسوني وعالمه وكل واخطر منتجاته القبيحة.
وغزة الاسطورة تلزم بايدن بالعمل على وقف حربها برغم تخلي اهلها من النظم والشعوب والطلاب والشباب عن نصرتها فيتولى امر نصرتها يهود وعلمانيون وملحدون ونصارى وتباع الفلسفات والديانات الارضية.
يكون السؤال المحق وقد فعلت كل تلك الافعال وتركت بصمتها واستدعت التحولات ماذا سيكون فعلها في اهلها من عربها والمسلمين؟.
هل من علاقة بين غزة والتحولات والطوفان العجائبي ومؤتمر حزب البعث في سورية والاتجاه لإقرار فصل الحزب عن الدولة ؟ وهل هذا لتأهيل سورية لدور رائد تنهض وتقود وتستثمر بتضحياتها الجسام لتمسكها بفلسطين وانشائها للمقاومة وتأمينها ورفضها لمبدأ التطبيع والتخلي عن الحق القومي ؟ ام هو تأهيلها لتقبل التسوية والتطبيع كما يزعم معارضون كان مطلبهم وكانت ثورتهم المزعومة تحت شعار الغاء المادة الثامنة من الدستور التي نصت على ان حزب البعث قائد الدولة والمجتمع وزج بمئات لاف المرتزقة لتدميرها واخضاعها والزامها بالتخلي عن روحها المقاومة وقبول الاملاءات والتطبيع؟.
والسؤال الاهم؛ هل تنتهي ظاهرة غزة وابداعاتها وما حققته من انتصارات وما حفزته من تغيرات جوهرية في الصراع وفي الاقليم والتوازنات وفي العالم وتباشير ثورة التحرر من هيمنة الليبرالية والنظام الأنجلو ساكسوني فتكون نتائجها السياسية كنتيجة نصر حرب تشرين ١٩٧٣ الذي بددها السادات بالانحياز الى خيار التصالح والتطبيع؟؟
غزة ستضل عنوان لمرحلة طويلة ونتائج طوفانها العجائبي وحربها الابداعية كاشفة لبواطن الامور وللاتفاقات التي جرت تحت الطاولات بل فاعلة في تقرير المسارات وفحص وغربلة المشاريع والمخططات والاستراتيجيات.
كلمة غزة الفاصلة في تقرير الوقائع والمعطيات قطعت بان لا مستقبل للتطبيع او لاتفاقات او لتسويات ولا للدولتين.
ففلسطين حق قومي لا يقبل القسمة او التفريط والا ما كانت صارت الطوفان العجائبية وحرب غزة التاريخية.
الله درك يا غزة العزة والاباء.
تقررين عودة ساحل الشام وبرها لمهنة صناعة مستقبل البشرية.