السيد: من هو اللعنة أو الطاعون؟ إما ما تريد أميركا أو الحرب

أعلن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله أن “عندما اقتحم أحمد قصير مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور وأدت العملية إلى هذا الحجم ‏الهائل من الخسائر الذي ليس له سابقة، وهذه العملية التي ليس لها مثيل، صدم العدو، لم يكن فقط ‏الذي يتهاوى هو مبنى الحاكم العسكري الاسرائيلي، الذي تهاوى في 11-11 كل المخطط ‏الاسرائيلي كل الآمال الاسرائيلية كل الأحلام الاسرائيلية في إدخال لبنان في العصر الاسرائيلي ‏وإلى الأبد، هذه أهمية هذه الانطلاقة وهذه العملية العظيمة التي أسست كما قلت للتحرير الأول ‏وخصوصا في مرحلته الأولى”.

وأضاف خلال الإحتفال الذي أقامه “حزب الله” في مناسبة “يوم الشهيد” في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية: “بعدها بدأ العدو يعُيد حساباته وبدأ يفكر ويخطط للانسحاب والخروج، كنا دائما نقول في كل عام ‏هي العملية الأضخم في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، ونسأل الله أن تأتي ‏عملية أضخم منها وأعظم منها وأكبر منها، وهذا ما نأمله ونتطلع إليه دائما على يد الفلسطينيين، أو ‏على يد اللبنانيين، على يد أي مقاوم في جبهة المقاومة لهذا الكيان الغاصب والمحتل”.

وقال: “هذا اليوم وهذه المناسبة العظيمة والمهمة اتخذها حزب الله يوما لشهيده، كما يفعل كثيرون ممن ‏يحترمون شهداءهم، يعملون يوم للشهيد، يوم الشهيد يعني هو يوم كل الشهداء ليس يوم نوع خاص ‏من الشهداء، هو يوم الشهداء القادة، الشهداء العلماء، الشهداء الاستشهاديين، الشهداء الشهداء ‏الشهداء من كل العناوين ومن كل الحيثيات التي يمكن أن ينتسب إليها هذا الشهيد قبل شهادته”…

وعلق على ما قالته “المسؤولة الاميركية ‏المعنية بلبنان ومنطقتنا في وزارة الخارجية الاميركية قبل ايام، تحدثت عن سيناريوات لها ‏علاقة بلبنان، الى اين يمكن ان يذهب لبنان؟ وتحدثت ايضا عن سيناريوهات كارثية وخطرة، انا لا ‏اريد ان اناقش لا السيناريوهات ولا كل المضمون الذي قالته وانما اريد ان اقف عند جملة واعلق ‏عليها واشرح بعض الامور وهي عندما تحدثت عن احد السيناريوهات الذي يمكن ان يؤدي الى ‏الخلاص من حزب الله، واستعملت عبارة في الانكليزية – هلق اختلف المترجمون – منهم من قال ‏إن ترجمتها (لعنة) أي اللعنة التي اسمها حزب الله، وآخرون ترجموها طاعون وآخرون ‏ترجموها  وباء – الىن لأنني لست خبيرا باللغة الانكليزية لا أستطيع أن أحسم – سواء قالت لعنة او ‏طاعون او وباء وهي تخاطب الشعب اللبناني وتتحدث عن حزب الله، وفي يوم شهيد حزب الله ‏اسمحوا لي ان اعلق على هذه الكلمة، ايضا ليس للتوصيف وانما أيضاً لبناء الموقف، حسنا ‏فلنتكلم مع بعضنا بصراحة مع اللبنانيين ولنخرج قليلا من الزواريب والشوارع والصراعات الصغيرة، ‏نذهب الى الكبير والى الحقيقة، من هو اللعنة؟ من هو الطاعون؟ من هو الوباء؟ لا نريد ان نفتح ‏كتب التاريخ، بل دعونا نتحدث قليلاً بإشارات من الزمن المتعلق بالأربعون ربيعا  1982، كلنا ‏يتذكر الاجتياح الاسرائيلي في عام 1982 وما فعلته اسرائيل في لبنان من خلال اجتياحها، عندما ‏دخلت الى العاصمة بيروت واغلب المناطق اللبنانية، ما فعلته باللبنانيين والفلسطينيين والسوريين ‏والجميع، حسنا ارتكبت جرائم حرب دمرت قصفت ارتكبت مجازر صحيح ام لا؟ برعاية من؟ ‏بحماية من؟ بدعم من؟ بتأييد من؟ وبتمويل من؟ الولايات المتحدة الاميركية، اذا كان الاجتياح ‏الاسرائيلي للبنان عام 1982 لعنة ووباء، تمكنا من ان نتخلص منه، فهذه اللعنة وهذا الطاعون هو ‏بالدرجة الاولى صنع في الولايات المتحدة الأميركية –هلق منعرفلنا كلمتين انكليزي – يعني ‏MADE IN USA‏ – وهذا كل العالم تعلمه، انتم اللعنة، كل جرائم اسرائيل من الـ 82 لعام ‏‏2000 المجازر التي ارتكبتها خصوصا في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا من الـ 85 حتى ‏‏2000 وكلها موثقة وموجودة اليوم في افلام وتلفزيونات ووثائق وليس انه قال ابي عن جدي، لا ‏هناك افلام موجودة والشهداء موجودين وعائلاتهم ما زالوا أحياء، هذه المجازر انتم الاميركيون ‏الادارة الاميركية لا اقصد الشعب الاميركي، انتم الادارة الاميركية انتم اللعنة والطاعون الذي جاء ‏الى بلدنا..

والمقاومة التي يمثل حزب الله فيها فصيلا أساسياً الى جانب اخوانه في بقية حركات ‏وفصائل المقاومة هو الذي ازال هذه اللعنة وطرد هذا الطاعون من لبنان… وعلى كل اللعنة ‏الاميركية تخرجها من الباب فتعود اليك من النافذة، الوباء الأميركي تخرجه من الباب فيعود اليك ‏من الطاقة – من البخواش عنا بالضيع بقولون من البخواش من ثقواب ويلي بدكم اياه – يتسلل من ‏جديد لأن لا حدود لأطماعه وأهدافه، حسنا بعد الـ 2000 تدمير المنطقة بالحروب من ‏أفغانستان الى العراق الى حرب تموز التي اردتم من خلالها اقامة شرق اوسط جديد هذا عمل ‏من؟ هذا عملكم المباشر انتم الاميركيون انتم اللعنة انتم الطاعون انتم الوباء، وشعوب منطقتنا هم ‏الذين واجهوا هذه اللعنة وطردوها وصمدوا في وجه هذا الطاعون وهذا الوباء ولم يستسلموا له ومنهم ‏حزب الله، في العقد الماضي من الذي جاء بكل التكفيريين والارهابيين من كل انحاء العالم الى ‏سوريا والى العراق، صاحبكم ترامب هو يقول هيلاري كلينتون وإدارة اوباما والسي أي اي ‏والجيش الاميركي وانتم تعترفون، الطاعون الارهابي والتكفيري واللعنة والوباء الارهابي ‏والتكفيري انتم اتيتم به الى منطقتنا والى لبنان، وحزب الله والشعب اللبناني والجيش اللبناني ‏والدولة اللبنانية هم الذين واجهوا هذا الطاعون في جرود السلسلة الشرقية، وايضا كي لا نطيل ‏اكثر نختصر المراحل منذ 2019، الفوضى التي جئتم بها الى لبنان تحت عنوان تشرين – سوف أتكلم بصراحة لأنهم بدأوا يتكلمون – هم الاميركان بدأوا يقولون نحن في السنوات الماضية ‏أحضرنا الـ ‏NGO’S‏  طبعا يتكلمون عن اغلب الـNGO’S ‎‏ نحن احضرنا الـNGO’S‏ قمنا ‏بتدريبهم وبتمويلهم، هذا الحراك الذي حصل في لبنان وكان لدينا شجاعة منذ اليوم الاول ان ‏نتهمه في خلفيته وفي قيادته وفي ادارته، وكان لدينا شجاعة رغم ان كثير من الناس في البلد ‏أُخِذوا وتأثروا جداً بالشعارات الرنانة الطنانة التي اطلقت في تلك المظاهرات، حسنا لماذا هذا ‏ذاب كالملح؟ لان الحقائق ظهرت، وظهرت الخلفيات والوقائع، من الذي أراد الفوضى في لبنان ‏في 2019 عندما فشلت مشاريع الحرب الاهلية قبل ذلك؟ انتم الاميركيون، عندما رعيتم هذا ‏الحراك ولم يبقى هناك خطا أحمر لا رئيس جمهورية ولا رئيس مجلس ولا رئيس حكومة ولا ‏وزير ولا نائب ولا مقام ديني ولا مقام سياسي ولا حزب ولا قوة ولا جهة ولا حرمة ولا زوجة ‏ولا اخت ولا بنت صحيح ام لا؟ هذا كله كان متعمدا – هيدا مش فلتان لسان – هذا كله كان ‏متعمدا، الاهانة والسباب والشتائم والاتهام بلا طائل والحكم على الجميع كلن يعني كلن انهم ‏فاسدون وانهم مذنبون وانهم وانهم.. وان القديسين هم الذين يلجأون الى مغارة السفارة الامريكية ‏في لبنان، ألم تكن مطالب فوضى تشرين 2019 استقالة رئيس الجمهورية؟ واستقالة الحكومة ‏واستقالة المجلس النيابي!؟ يعني ماذا؟ يعني تقويض الدولة، هذه لعنتكم لعنة الامريكان وطاعون ‏الامريكان ووباء الاميركان، والتي وقف الوطنيون في لبنان بشجاعة وقوة في مقابل هذه ‏الفوضى ومن بينهم كان حزب الله التي تصفينه باللعنة والطاعون،  ومنذ ذلك الوقت بدأت هذه ‏اللعنة وتمتد آثارها الى الان في الوضع الاقتصادي وفي الوضع المعيشي، الانهيارات الاقتصادية ‏والانهيارات الادارية والانهيارات في سعر العملة الوطنية، وبدأ معها الحصار الاميركي المستمر الى ‏الآن، لم يتغير شيء، حسنا يأتي أحد ويقول لا يوجد حصار اميركي، نعود قليلا، الحصار معناه ‏ان تأتي سفن اميركية وتحاصر البحر اللبناني وتتموضع قوات اميركية على الحدود بين لبنان ‏وسوريا مثلا؟ هم لديهم اسرائيل! لا! الحصار الذي نتحدث عنه ينفذوه وهم جالسين في واشنطن، ‏ممنوع اي دولة ان تقدم مساعدات الى لبنان، ممنوع اي دولة ان تأتي وتستثمر في لبنان، ممنوع ‏اي دولة ان تمد يد العون الى لبنان، ممنوع اي دولة ‏ان تضع ودائع في البنك المركزي في لبنان، هذا الحصار، ما هو الحصار؟ ان يضع لك سفينة في ‏البحر؟ هذا اليوم هذا هو الحصار، ان يضع عليك عقوبات وينفذ حصار على البلد، انهم مثلا خائفين ان يضعوا ‏عقوبات على البنك المركزي! هم يفعلون ما هو اسوأ، ممنوع على احد ان يساعد لبنان، الأنكى ‏من ذلك اذا كان هناك دولة في العالم لديها الشجاعة والجرأة ان تخرج على الحصار الاميركي ‏وتمد يد المساعدة الى لبنان ماذا يأتي الأميركيون ليعملوا؟ يأتون الى الدولة اللبنانية الى الحكومة ‏اللبنانية، ممنوع ان تأخذوا المساعدة، ممنوع! هذا ما اسمه؟ هذه هي اللعنة وهذا هو الطاعون، نحن ‏سمعنا في الايام القليلة الماضية ان هناك هبات روسية يريدون اعطاء هبة فيول وهبة قمح، لنرى ‏هل سيسمح للبنان وهل سيجرأ لبنان –  لدينا مشكلتان  في هذا الموضوع – على قبول هذه الهبات او ‏سيأتي الامريكان ويقولون ممنوع ويضربوننا على يدنا كالاطفال الصغار ويعملولنا هيك – ‏يضرب على يده – ويهددونا! حسنا هذا الذي حصل معنا في الموضوع الايراني، قبل اكثر من ‏سنة سنتين عندما كان لبنان لا يزال يقدم دعم للبنزين والمازوت والغاز وما شاكل الوقود عموما ‏ويدفع بالعملة الصعبة، نحن تكلمنا مع الاخوان في ايران وقبلوا هذا قبل سنتين، انه حسنا نتيجة ‏خصوصية لبنان ووضع لبنان نحن ليس لدينا مشكلة ان نبيع فيول وبنزين ومازوت وغاز للبنان ‏بالليرة اللبنانية وايضا نراعيكم بالسعر، هذا عندها كل الخبراء قالوا انه يوفر مليارات الدولارات ‏على الخزينة اللبنانية ويحافظ على السعر في السوق وباب غوث ونجاة كبرى للبنان، لماذا لم ‏يحدث؟ لان الامريكان منعوا، والاميركيون هددوا، والاميركيون حذروا، حسنا، ممكن في حينها ان ‏يأتي أحد ويقول انه هذا الموضوع بيع وشراء ولذلك هناك عقوبات، قبل مدة جرى كلام في البلد ‏انه انتم يا حزب الله هل بإمكانكم ان تساعدونا في استحضار مساعدة من ايران في موضوع ‏الفيول لانه اذا استطعنا خلال 6 او 7 او 8 اشهر ان نحسن ساعات التغذية الكهربائية ونجعلها ‏8 أو 10 أو 12 ساعة، هذا يعمل تحول كبير في البلد، بالفعل تحدثنا مع الإخوان المسؤولين في ‏الجمهورية الاسلامية رغم ان الموضوع كبير ومشكورين جداً ووافقوا وقبلوا وجرت اتصالات ‏رسمية…

ذهب الوفد اللبناني وجرت نقاشات وطلبوا كمية معينة ‏والكمية التي طلبوها تم الموافقة عليها، ومن دون قيد ومن دون شرط ومن دون ملاحظات ومن دون اي شيء،… ببساطة لماذا توقف؟ لأن الأميركي منعه! اللعنة الاميركية ‏منعت! ‏الوفد اللبناني يذهب إلى الجزائر ويتوسل للجزائر أن ترجع “سوناطراك” وتبيع فيول للبنان، ويفتل من دولة لدولة ومن بلد لبلد، صحّ أو لا؟ وسيشتري، يعني سيدفع أموالا، هناك دولة أخرى صديقة ولا تريد شيء وبلا قيد وبلا شرط وبلا أي حرج وحتى بالشكل لا يقفون عند شيء لا بالشكل ولا بالمضمون، لا شيء لا شيء على الإطلاق، نريد أن نساعدكم تعالوا وخذوا هذه المساعدة، لا يسترجون لماذا؟ لأن الأميركي حذرهم ومنعهم وهدّدهم، هذا يجب أن يعرفه الشعب اللبناني”.

وسأل: “إذا من هو اللعنة؟ من هو الطاعون؟ من هو الوباء؟ بعض الناس قد يشتبه عليهم الموضوع ويقول لك إن ترسيم الحدود البحرية الأميركي ساعد لبنان وكل يوم يقول الوسيط الأميركي أن لبنان إن شاء الله سيكون عنده غدا غاز ونفط وكهرباء إلى آخره. أنا أحب أن أقول لكم بوضوح شديد، هم لم يوقعوا اتفاق الترسيم حبا باللبنانيين ولا من أجل عيون اللبنانيين ولا من أجل أن يصبح عند اللبنانيين غاز وكهرباء، هذا كذب ونفاق وليس صحيحا، هو بعظمة لسانه قال إننا أجرينا الاتفاق لتجنيب المنطقة الحرب، لأن الإدارة الأميركية الحالية عندها أولويات مختلفة لها علاقة بأوكرانيا وبروسيا وبالطاقة في المنطقة، وأيضا تعرف ظروف الكيان الاسرائيلي وتعرف معنى الذهاب إلى حرب بين الكيان وحزب الله وما يمكن أن يحصل في كل المنطقة، ولذلك قبلوا بخط 23، العالم طلعت روحها 10 سنوات وهي تطالب وهو يقول لك أبدًا إما أن تأخذ هذا الخط أو لا شيء، لا أحد يربحنا جميلة، لبنان حصل على – لا أقول على كامل حقوقه – أقول حصل على مطالب الدولة اللبنانية بقوته وبإلتقاطه للحظة التاريخية، وإلا إذا أنت يا أميركي حقًا قلبك يحرقك على الشعب اللبناني وعلى الكهرباء وتريد أن يصبح عندنا غاز – سيصبح عندنا غاز بعد عدة سنوات عد وشد – الآن ماذا؟ من الذي يمنع حتى الآن مجيء الغاز المصري إلى لبنان، من الذي يمنع حتى الآن وصول الكهرباء الأردنية إلى لبنان، هو الذي وضع قانون قيصر، وحجّة قانون قيصر، الذي يمنع المساعدات عن لبنان والذي يمنع الودائع عن لبنان والذي يحاصر لبنان هو الأميركي”.

وخلص إلى القول: “لذلك أريد أن أختم هذا التوصيف لأقول، المشكلة يا إخواننا في لبنان عندما لا نعرف من العدو، عندما يحكى عن الوعي، عندما يحكى عن البصيرة، أهم شرط أن تعرف عدوك وصديقك، لكن عندما يختلط عليك العدو والصديق فتلجأ إلى عدوك من عدوك وتلوذ من الوحش بالوحش وتلجأ إليه، ما هو المصير الذي ستؤول إليه؟ أما الإنسان البصير العاقل يلوذ بالله سبحانه وتعالى، يلوذ بالصادقين، بالمخلصين، بالأوفياء، وهم كثر وأقوياء في هذا العالم. الإنسان الحريص على بلده هنا لا يكفي أن ندين اللعنة الأميركية والطاعون الأميركي، يضحكوا على اللبنانيين ويرسلون لنا مسؤولة كبيرة في الإدارة الأميركية أنهم أنشأوا طاقة كهربائية بالضيعة الفلانية ليستخرجوا الماء، وهنا أنشأوا طاقة كهربائية، ويضحكون على هذه الضيعة وعلى هذه الضيعة، وأنهم زادوا الإنفاق هذه السنة وسيصبح 70 مليون دولار، أنت تربحنا ألف جميلة بـ 70 مليون دولار وتأخذ بلدنا، هناك أحد مستعد أن يقدم مساعدات بمئات ملايين الدولارات إذا كنت حقا تحب الشعب اللبناني ويحرقك قلبك على اللبنانيين وبلا قيد وبلا شرط اسمح له. فأولا لندين هذه اللعنة وهذا الطاعون، وثانيا لندع اللبنانيين إلى الوقوف، عدم الاستسلام للطاعون، عدم الاستسلام للوباء، يجب أن تقوم بإجراءات وإلا هذا الطاعون سيطيح بك وهذا الوباء سيأخذك إلى المهلكة، ومن أجل من؟ من أجل إسرائيل التي يقول بايدن لو لم تكن موجودة لأوجدناها”.

وأضاف السيد نصر الله: “النقطة الأخيرة بالرئاسة، ملف رئاسة الجمهورية في لبنان لا شك أنه ملف مهم جدا ًونحن ننظر إليه بأهمية عالية وبالغة. والفراغ في الرئاسة ليس هدفا لأحد وأنا شخصيا مثل ما أتحدث عن حزب الله أُحسن الظن بالبقية بالآخرين، يعني اتهام هذا الفريق أو ذاك الفريق أن هؤلاء يريدون الفراغ وهدفهم الفراغ ومشروعهم الفراغ هذه اتهامات بلا دليل، وأنا أقول حتى لمن نخاصمهم ونختلف معهم نحن لا نظن بأحد أنه يريد الفراغ، الكل حقيقة يريد رئيس جمهورية. نحن من بين هؤلاء نريد رئيس جمهورية في أقرب وقت ممكن، البعض يعتبر أن هذا شأن يمس المسيحيين فقط أو يمس الموارنة من بين المسيحيين، وأنا أقول هذا يعني اللبنانيين جميعا لأن الفراغ في سدة الرئاسة ينعكس على كل اللبنانيين بل على كل المقيمين في لبنان وعلى كل الوضع اللبناني، الاجتماعي والمالي والمعيشي والسياسي والأمني والحياتي، ولذلك المصلحة الوطنية الكبرى بالتأكيد هي أن يُنتخب رئيس جمهورية للبنان في أسرع وقت ممكن وهذا ليس موضع نقاش”.

واستطرد: “ولكن هذه الأهمية وهذه الضرورة لا تعني أنه من أجل أن نسد الفراغ أن نملأ الفراغ بأي كان أو كيف ما كان أو بأي رئيس، هذا تناقض، يعني عندما نتحدث عن أهمية موقع الرئاسة بالنسبة للبنان وللدولة وللشعب وللحاضر وأيضاً للمستقبل ونتحدث عن مصير بلد بـ 6 سنوات، هناك في لبنان من يكبر الموضوع ويحمل مقام الرئاسة ما لا تحتمل – بعد الطائف – وهناك من يسخف الموضوع إلى حد كأن الرئاسة ليست بشيء، هذا إفراط وتفريط، مع الصلاحيات الموجودة ضمن اتفاق الطائف والدستور اللبناني الحالي رئاسة الجمهورية موقف ومفصل مهم وحساس ومصيري بالنسبة للبنان ويترك أثره على 6 سنوات وما بعد سنوات، يعني لا تنتهي بعد انتهاء 6 سنوات. عندما نقول على هذه الدرجة من الأهمية ونأتي ونملأ الموقع كيف ما كان وبأي كان معنى ذلك أننا نستهين بالموقع ونناقض أنفسنا، إذا انطلقنا من أن الموقع على درجة عالية من الأهمية هنا يصبح مسؤولية اللبنانيين حقا أن يعملوا وأن يناضلوا سياسيا، أعني كلمة نضال لأن هناك أخذ وعطاء وجدل وتعب وإلى آخره لأن يصلوا إلى الخيار الأفضل، الأنسب، لشغل هذا الموقع وهذه المسؤولية. ولذلك صحيح أن عامل الوقت يضغط والموقع مهم والشغور سيء جدا، لكن هذا كله لا يجب أن يؤدي إلى أن نملأ الموقع بأي كان، بل يجب أن يحث الأطراف كلها على العمل لملأ الموقع بالشخص المناسب”.

وتابع: “في ظل عقل أميركي من هذا النوع، في ظل تدخل أميركي تفصيلي في لبنان على مستوى القيادات الرئيسية وحتى على مستوى الوزارات ولم يعد هنالك وقت لأدخل بالتفاصيل، فيما يندى له الجبين، لبلد يدعي بعض أهله أنهم أهل سيادة وحرية واستقلال عندما يعرفون أن السفارة الأميركية إلى هذا المستوى تتدخل بالتفاصيل اللبنانية والحكومية والوزارية، في هكذا حالة نحن كمقاومة وبيئة مقاومة وجمهور مقاومة الذي هو جمهور كبير، هنا لا أتحدث فقط عن حزب الله، أتحدث عن حزب الله وعن حركة أمل وعن بقية القوى الوطنية والإسلامية التي نلتقي على هذا القرار وعلى هذا الخيار، يحق لنا كجزء كبير من الشعب اللبناني لن أتحدث لا بأغلبية ولا بأقلية، كجزء كبير من الشعب اللبناني أن نقول نريد رئيسا للجمهورية في بعبدا مطمئنا لهذه المقاومة، هذا طبيعي، هذا أضعف الإيمان، بصراحة يعني ماذا؟ حتى أفسر هذه النقطة قليلاً، نحن كنا نتجنب أن ندخل بالمواصفات ولكن هذه المواصفة لا بد من قولها، يعني بصراحة باللبناني بالعامي المشبرح، رئيس في بعبدا أولاً لا يخاف، ليس إذا صرخوا عليه بالسفارة الأميركية أو بالخارجية الأميركية أو بالقيادة الأميركية الوسطى فضلاً عن الذين أعلى منهم يبدأ بالرجف والخوف ويتنازل، نريد رئيساً شجاعا لا يخاف، يُقدّم المصلحة الوطنية على خوفه. وثانيا بصراحة أكثر نريد رئيسا لا يباع ولا يُشترى، وهناك تجارب طبعا، والحقائب جاهزة، يعني هناك دول ليس عندها مشكلة أن تشتري رئيس جمهورية بـ 50 مليون و 100 مليون، حسب سعره. إذا كنا حقا وطنيين وسياديين واستقلاليين ودعاة حرية يجب أن نبحث عن رئيس جمهورية لا يخاف ولا يُباع ولا يشترى، هذا الذي نريده بالدرجة الأولى، لاحقاً نتحدث بالصفات الأخرى، نبدأ من هنا ولاحقاً نتحدث عن الباقي”.

هناء حاج

صحافية لبنانية منذ العام 1985 ولغاية اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى