باسيل في عشاء التيار: نريد رئيساً يواجه المنظومة ليوقف إجرامها

أقام “التيار الوطني الحر”، احتفالية العشاء السنوي التمويلي في فندق Hilton Beirut Habtoor Grand، بحضور الرئيس ميشال عون وعقيلته ناديا الشامي عون، رئيس التيار النائب جبران باسيل وعدد من نواب التيار وكوادره.

وألقى باسيل كلمة شدد فيها على “ضرورة التمويل الداخلي للاحزاب كي تبقى مستقلة في قرارها”، متطرقا إلى مواقف التيار من الأمور السياسية الحالية، وقال: “نلتقي اليوم في عشائنا التمويلي السنوي، في تقليد يجمع ذكرى حرب التحرير ب14 آذار لاستعادة سيادتنا، مع نضالنا السنوي لنبقى مستقلين بتمويلنا وأحرارا بقرارنا، لقد كنا أساس 14 آذار في العام 89، وقلب 14 آذار في العام 2005، هم تركوا 14 آذار ونحن بقينا فيه”.

وقال باسيل: “إن قيمة هذا العشاء كبيرة وقيمتكم اكبر عنا، لكننا لا نستطيع أن نكمل بهذه الطريقة، ففي مؤتمرنا هذه السنة سوف نحيي مشاريعنا الاستثمارية التي كنا بدأنا الاعداد لها في العام 2019 وتوقفت بسبب 17 تشرين، سوف نطلعكم عليها تباعا، ونريدكم ان تستثمروا فيها، ليكون التيار منتجا لنفسه وللمساهمين بمشاريعه، ويتأمن له تمويل ذاتي يزيد فعاليته، لأننا لا نستطيع ان نكمل مواجهة ماكينات مالية سياسية واعلامية ضخمة في البلد بعشاء، اما رمزية هذا العشاء فهي ان تيارا نشأ من وجع الناس وحلم الناس، لا يتمول الا من الناس. هذا فخرنا وهذه ميزتنا. نمد ايدينا لشعبنا وليس للخارج لأن الذي يتمول من الداخل ينبع قراره من الداخل اما من يتمول من الخارج فيصبح مرهونا للخارج، ان الرمزية تبقى في أن تيارا بهذا االحجم وبهذا الانتشار يتمول من عشاء واذا اتتنا مساعدات ومساهمات ثانية فهي مشكورة، لان مردودها كبير علينا وعبئها صغير على اصحابها الذين يقدموها عن قناعة ولا ترتب أي التزامات أو الزامات لا عليهم ولا علينا، وتبقي علاقتنا علاقة أحرار مع أحرار، ان التيار حر غير مرتبط بتمويل ولا هو قبل ان يقيد قراره، ويصبح أسير تمويل من فرد أو جماعة أو دولة. هذا كلفته كبيرة علينا لكننا ارتضيناها ووجدنا انها أقل بكتير من ثمن فقدان الحرية، واخترنا ان نبقى أحرارا”.

 

وعن العقوبات قال باسيل: “لقد ارتضينا العقوبات لنبقى احرارا، كي لا يسجل علينا احد في يوم من الإيام انه اشترى حرية خيارنا وقرارنا لا بالترغيب ولا بالترهيب. صحيح ان العقوبات كان لها ضرر مادي، وسيبقى هذا الضرر طالما بقيت؛ ولكن كان لها منفعة معنوية مهمة كثيرا. كشفت نظافتنا، لأنه بمجرد ما وضعوني على لائحة OFAC، انكشفت كل حساباتي في لبنان وفي العالم.

واردف: “لقد نشأ التيار على مبدأ الحرية والسيادة والاستقلال، ولهذا فإن السيادة مزروعة بجيناته الوطنية، لا يستطيع أحد أن يأخذ من لقب سيادي، هذا لا يعني انه يحتكر السيادة ابدا. وكل الطارئين على موضوع السيادة مرحب فيهم، كسياديين جدد ونبقى نحن السياديين الاصيلين، نمارس السيادة ليس فقط بالحدود والأرض والقانون، لكن ايضا بالقرار الحر، فما النفع اذا كانت حدودنا مسيجة، وأرضنا محررة، وقوانيننا مطبقة لكن قرارنا ليس حرا ومرهونا لفئة او لدولة، بالمال او بالتبعية؟ بمعنى آخر، ماذا تنفع سيادة الأرض اذا فقدنا سيادة القرار؟ القرار يكون حرا عندما تأخذه من رأسك، ومصالحك، وليس بناء على مصالح وحسابات غيرك. يحق لك أن تأخد بالاعتبار مصالح غيرك، ولكن المهم ان تأخذ قرارك بحريتك وليس غصبا عنك، وبقناعتك ومصلحة بلدك. سيادة القرار، انك تقول نعم عندما تريد ولا عندما تريد. “ليكن كلامك نعم نعم، لا لا” ونحنا قلنا: لا، يستطيع الخارج ان يعاقبنا، ولكن لا، لن يأخذ قرارنا.يستطيع المتسلط ان يقهرنا، ولكنه لا، لن يأخذ ارادتنا. يستطيع المتجبر ان يسحقنا، ولكن لن يأخذ توقيعنا. هذا هو معنى وجودنا معا الليلة. لبنان سيبقى وطن حرية ولا يستطيع أحد أن يحولنا عبيدا او تابعين، اليوم وغدا ومن زمان، نحن السيادة بلبنان”.

 

وقال باسيل: “في موضوع ال لالا، والنعم نعم: أولاً نريد رئيساً يواجه المنظومة ليوقف إجرامها لا ان يكون جزءا منها وإستمرارا لمسارها، وقراره من رأسه وليس من غيره، ثانيا نريد رئيسا يجعل من لبنان محورا، ولا يضعه على محاور صراعات لا تعنيه، ويتصدى للدول ويرفض بقاء النازحين واللاجئين، ولا يسكت إذا هدده سفير. ثالثا نريد رئيسا يعرف إن الرئاسة مسؤولية وشغل وتعب وسهر، وفهم في الملفات كلها من اقتصاد إلى مال وقانون، وإن القصر الجمهوري هو خلية عمل وليس كازينو، وإن مدخول الكازينو يعود للدولة وليس للمرابات والزلم. رئيسا، اذا جاع شعبه، يطعمه بالقانون، ولا يتحجج بجوع شعبه ليطعم نفسه من خارج القانون. رابعا نريد رئيسا اذا انتخبناه نستطيع ان نتطلع بعيون أولادنا وتيارنا وشعبنا، لا أن نخجل اذا سألونا لماذا اخترتموه؟ خامسا نريد رئيسا يحفظ للرئاسة موقعها وصلاحيتها ويصدق انه هو سلطة وليس صورة، وانه شريك بالحكم وليس حكما بلا صفارة. هل عرفتم قيمة الرئيس القوي بعدما انتهى عهده؟ بدولار 5 او 10 و20 الفا إعتبروا عهده جهنم، بدولار 100 و200 ألف ومليون ماذا يعتبرون عهدهم؟ دم ودموع، سوف تبكي الناس عندما تكتشف انها لن تجد رئيسا يواجه كل طامع بثرواتنا وأرضنا، وكل متسلط على شراكتنا وكل معتد على أموالنا ومؤسساتنا”.

 

وقال رئيس التيار:”يبقى عهدهم ثنائية التسلط والفساد (الله يسترنا ما يصيروا ثلاثية)، اولا في عهدهم ينشأ مطار من دون مناقصة كرمى لراعيهم الجديد. ثانيا في عهدهم تحدث الIMF عن “حالة اللا فعل” للحكومة والبرلمان والمصرف المركزي وانه بدون الاصلاحات، لبنان سيغرق في ازمة لا نهاية لها. نحن لسنا مغرومين بصندوق النقد ولكننا نعتبره وسيلة ضغط لتنفيذ الاصلاحات اللازمة وتأشيرة للحصول على المساعدات والاستثمارات. لكن المشكلة ان البنكرجي لا يريده، لهذا ترفضه المنظومة وتصبح بحالة اللافعل، وبدون خطة بديلة، بديلهم تعاميمه المشبوهة ومراسيمهم اللاشرعية. ثالثا في عهدهم يديرون البلد بالطريقة التي يغيرون بها الساعة، لا يسألون عن توقيت دولي وعن ارتباط باقتصاد عالمي، وعن عزل لبنان عن المجتمع الخارجي وتوقيتاته وتطوراته. ولا تتفاجأوا انه في الوقت الذي حولت فيه دولة الإمارات العربية يوم الأحد الى نهار عطلة شطبوا نهار الأحد من الرزنامة، السلطة التنفيذية ذابت بالسلطة التشريعية، لكن أين أنتم ايها الناس؟ السكوت لا يجوز، ويجب الا يكون أقل من طعن بقرارهم او عصيان له، اذا لم يلغ القرار بشرط ألا يكون رد فعل طائفيا، لأن القصة ليست طائفية، بل هي عجرفة وجهل واثبات الذات. شوفوا “انا الحاكم بأمري”.

وعن اللاجئين قال باسيل: “ان مصدر الخطر هو وجود اتجاه دولي واضح لنقل النازحين واللاجئين لوضعية التجنيس والتوطين، واذا لم تتسرع عودتهم، فالتحول الديمغرافي وتغيير الهوية السكانية سيفرض بالامر واقعا وسينهي صيغة لبنان وهويته. تصوروا كيف سيكون لبنان بعد عشر سنين لو بقيوا واستمرت اعداد ولاداتهم تفوق 5 مرات اعداد ولاداتنا، تصوروهم مكتومي الجنسية، مع مجتمع دولي يضغط لتجنيسهم. ماذا سيبقى منا ومن دولتنا؟ نحن لا نريد خلافا مع الغرب، ولكن لن نسلم رقبتنا ونتفرج على زوال بلدنا ارضاء لمصالحه. الضغوط كبيرة وبلغت حد التهديد. أن هذه المؤامرة ستصيب كل الطوائف وكل المناطق، وهي لتغيير وجه لبنان والنسيج الديموغرافي فيه وفي سوريا. مؤامرة تتكامل مع الانهيار المالي، وبالمؤامرتين تترتب على بعض السياسيين مسؤولية كبيرة، هذه المؤامرة تذكرنا بالHela Hela و”بالنازحين جوا جوا وباسيل برا برا”. صمدنا وتجاوزنا وقطعت، اليوم ثلاثية التيار تعطينا الرؤية للمستقبل، ليبقى التيار شعلة نضال وحامل الأمل؛ تيار العمل وليس تيار الكسل، يضع الافكار والخطط، ولا يقع باليأس والقرف، تيار الطاقة الايجابية للبنان الواحد”.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى