افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثاني عن التراث غير المادي بمقر مركز الآثار الإيطالي

كتب ماهر بدر

افتتح الدكتور ديفيد سكالماني مدير المعهد الثقافي الإيطالي ومدير مركز الاثار الإيطالي بالقاهرة أعمال المؤتمر الدولي الثاني عن التراث غير المادي بمقر مركز الآثار الإيطالي،  بحضور السيدة الدكتورة سهير قنديل رئيس مؤسسة مصر المستقبل والسيد الدكتور بدوي اسماعيل العميد السابق بكلية الآثار بالأقصر ومؤسس مؤسسة مصر المستقبل،  والدكتور محمود الشنديدي مدير عام مركز التراث الثقافي والعالمي وأمين عام المؤتمر،   وبمشاركة الدكتور مصطفى جاد خبير التراث غير المادي باليونسكو والعميد السابق للمعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون ورئيس اللجنة العلمية العليا للمؤتمر والدكتور ابو الفضل بدران الأمين العام الاسبق للمجلس الأعلى للثقافة ونائب رئيس جامعة جنوب الوادي، وبحضور الدكتور شحتة حسني عميد كلية التربية للطفولة بجامعة الزقازيق مقرر عام المؤتمر، وبحضور د. جيراردو لاروسو رئيس الأكاديمية الرومانية للفنون بروما والدكتورة ميرفت عبدالناصر مدير مركز هرموبوليس للتراث بالمنيا والدكتور ميسرة عبدالله نائب الرئيس التنفيذي لمتحف الحضارة.

قد قال الدكتور ديفيد سكالماني في كلمته الافتتاحية أن التراث غير المادي غاية في الأهمية من أجل التواصل الحضاري بين الأمم و الشعوب، وأنه لا يقل أهمية عن التراث المادي، وأن الجهود المبذولة لدعم كل مكونات التراث غير المادي من حرف و فنون تقليدية وتراث شفهي و موسيقي، وكافة مكونات التراث غير المادي هو أمر مهم لحماية هذا النوع من التراث من الاندثار وللمحافظة على خصوصية و هوية الشعوب في مواجهة العولمة. كما أكد مدير المعهد الثقافي الإيطالي على أن جهود المعهد للتعاون مع الهيئات والجامعات و المؤسسات المتخصصة في التراث بمصر و غيرها من الدول يشكل حجر الزاوية في رؤيته لدعم علاقات التعاون الثقافي والعلمي بين مصر وإيطاليا، و قد حرص المعهد في رؤيته على تبني الأفكار والمقترحات التي تساهم في خلق شبكات للتعاون ومساعدة الباحثين والدارسين والاستفادة من الأفكار والبرامج التي لاقت نجاحاً في ايطاليا، للاستفادة منها في تطوير أفكار تناسب التراث الثقافي في المادي في مصر. وقد رحب سيادته بالحضور والضيوف من مصر وإيطاليا والدول المشاركة.

وصرح الدكتور محمود الشنديدي امين عام المؤتمر أن هذا المؤتمر الدولي الثاني للتراث غير المادي والذي تعقد فعاليته في الفترة من 12 إلى 14 فبراير، بالتعاون بين المعهد الثقافي الإيطالي ومؤسسة مصر المستقبل وكلية الطفولة بجامعة الزقازيق والأكاديمية الرومانية للفنون بروما، وبمشاركة باحثين من مصر وإيطاليا والسودان وليبيا والجزائر وتونس وفلسطين وغيرها من الدول، يهدف إلى تقديم رؤى وتصورات علمية وفنية تساهم في عمليات توثيق وحماية وعرض عناصر التراث غير المادي والعمل على حماية عناصر التراث غير المادي، ومنها الحرف والفنون والصناعات التقليدية من الاندثار، والعمل على الاستفادة من مكونات التراث غير المادي في عمليات التنمية الاقتصادية ودعم عمليات الاستدامة، وإتاحة الفرص للشباب والباحثين للمشاركة في رفع الوعي المجتمعي بأهمية التراث غير المادي كأحد العناصر التي تشكل هوية الأمم ودعم عملية الخصوصية الثقافية، والحفاظ على ذاكرة الأمم والشعوب في مواجهة عمليات العولمة وتهميش المكونات الثقافية للشعوب صاحبة الحضارة في الشرق والترويج لنموذج مادي يؤسس لسيطرة نموذج ثقافي واحد على ثقافات وحضارات متنوعة.

كما أكد أمين عام المؤتمر أن عدد الأوراق البحثية المقدمة من مختلف الباحثين تبلغ 70 ورقة بحثية تغطي محاور المؤتمر المختلفة،  بالإضافة إلى ورشة عمل دولية للتدريب على عمليات توثيق التراث غير المادي وطرق دعم الصناعات التقليدية وتشجيع المجتمع على المشاركة في هذه العمليات، ودعم مبادرات تعليم التراث وتسويق التراث غير المادي كأحد عناصر الجذب السياحي.

كما أكد الدكتور مصطفى جاد خبير التراث غير المادي باليونسكو إلى أهمية المشاركة في وضع عدد من عناصر التراث غير المادي في الدول العربية على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، من خلال تسجيلها وتقديم البرامج اللازمة لحماية الصناعات التقليدية والحرف والفنون ودعم عناصر الاقتصاد الثقافي كأحد الحلول لخلق فرص العمل، وتشجيع المشاركة المجتمعية في هذه المشروعات و من خلال شبكات العمل التي تخدم التراث من دون فصل او تهميش.

أكد الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور ابو الفضل بدران في كلمته على أهمية التراث غير المادي بمختلف عناصره، ومنها الحكايات والقصص والسير الشعبية في تكوين وجدان الشعوب والأمم، وإلى أهمية العمل على حماية مكونات التراث غير المادي من الاندثار من خلال إنشاء برامج جامعية تهتم بالبحث في شتى عناصر التراث وتوثيقه وتعليمه، وأن التعاون بين الدول صاحبة التاريخ الثقافي والحضاري مثل مصر وإيطاليا هو أمر مهم لدعم التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب.

وقد صرح الدكتور بدوي إسماعيل مؤسس مؤسسة مصر المستقبل إلى أنه سيقام على هامش المؤتمر معرض فني بمقر المعهد الثقافي الإيطالي لرموز الحركة التشكيلية في مصر، والتي سيعرض فيها أعمال مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين يستلهمون عناصر التراث غير المادي والتراث المادي في التعبير الفني.

وقد افتتح المعرض مدير المعهد الثقافي الإيطالي د. ديفيد سكالماني و ورئيس جامعة حلوان الاستاذ الدكتور سيد قنديل والدكتور شحتة حسني عميد كلية التربية للطفولة بجامعة الزقازيق وعدد من الفنانين التشكيليين، ويستمر المعرض للجمهور لمدة عشرة أيام، حيث استمع الحضور لشرح الأعمال الفنية التي شارك بها رواد من الحركة التشكيلية المصرية.

وسوف تختتم أعمال المؤتمر بورشة دولية بمشاركة الباحثين والحضور من دول العالم المختلفة، ونشر الأبحاث العلمية في المجلات العلمية المحكمة، كما سترفع التوصيات إلى كافة الهيئات والمؤسسات المعنية بالتراث في العالم ومنها اليونسكو ووزارات التراث والآثار ومؤسسات المجتمع المدني لدراستها والاستفادة منها في برامج حماية وتسويق و دعم التراث غير المادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى