
هل إسرائيل قادرة على تحمل حرب أطول مع الفصائل الفلسطينية؟
د. ريم حمود
سؤال يتبادر إلى أذهاننا، مع اختلاف وتطور الأحداث السريع تختلف التساؤلات حوله كما الأجوبة!
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذا الشأن ونقلاً عن وسائل إعلام أميركية “إن القتال ضد حركة “حماس” في غزة سيستمر”، معتبراً أنّ “وقف إطلاق النار سيعني استسلام إسرائيل للحركة”.
وأضاف نتنياهو إنه “لا يسعى لاحتلال غزة، بل إلحاق الهزيمة بحماس، موضحاً أنّ الأهداف وضعت، لكني لم أضع جدولاً زمنياً لتحقيقها، لأنه وبحسب قوله، الأمر قد يستغرق وقتاً أطول”، مشيراً إلى أنه “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون إطلاق سراح الرهائن”.
فيما أوضح خبير الشؤون الإقليمية والأمن القومي، اللواء محمد عبدالواحد، في حديثه لـ”سپوتنيك” أنّ “الهدف الأول منذ بداية الحرب كان القضاء على حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، وظهر هدف تحرير الأسرى نتيجة الضغوط في تل أبيب، وحتى الآن لم تحقق إسرائيل أي من هذه الأهداف”.
وقال: “لكن ربما هناك أهداف مخفية تبلورت في إصرارها على إخلاء شمال غزة وإصرارها على فصل شمال القطاع عن جنوبه، وعلى تهجير السكان إلى جنوب القطاع حتى خلال الحديث عن الهدنة، وأيضاً إصرارها على القضاء على كل سبل الحياة في شمال القطاع وهو هدف ظهر خلال فترة الصراع”.
فيما قال الخبير حول قدرة إسرائيل على مواصلة القتال: “فيما يتعلق بقدرة إسرائيل العسكرية، هي قادرة على الاستمرار حيث أنها واحدة من أقوى دول المنطقة، ولديها ترسانة عسكرية كبيرة، كما أنّ الدعم الأميركي المطلق جعل المخازن العسكرية الأميركية مفتوحة لخدمة المجهود الحربي، لكن لديها الآن مشكلة تتعلق بخسائر في الأرواح في صفوف الجنود”.
مضيفاً: “هذه قضية حساسة جداً في المجتمع الإسرائيلي، وقد تمثل مشكلة للحكومة خلال الفترة المقبلة، بخاصة مع ارتفاع عدد القتلى سواء المدنيين في عملية 7 تشرين الأول، أو العسكريين خلال العملية القتالية، وهي مسألة ليست في مصلحة الحكومة التي تواجه بالفعل اتهامات شديدة في الداخل من المعتدلين”.
فيما أوضح خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، بيير عازار أنّ “الحرب التي تدور رحاها اليوم على أرض إسرائيل أدت إلى توترات لم تكن إسرائيل تحسب لها حساب، وفقدت إسرائيل نقطة حساسة ليس فقط قضية الردع وإنما أيضاً تعرض شعب الله المختار، وفق المعتقد اليهودي، إلى “انتكاسة، وهو أمر مهم جداً في دولة مرتكزها ديني في الأساس”.
وأضاف أنّ “من يحرك الأوضاع في إسرائيل هي الحركة الصهيونية مما يجعل هذا الصراع شديد التعقيد”.
وأوضح أنّ “الإشكالية الكبيرة التي حصلت في البعد الاقتصادي لإسرائيل هي أن الواقع الإسرائيلي فقد اليد العاملة التكنولوجية (نتيجة استدعاء الاحتياط وهم من العاملين)، وأصبحت إسرائيل أمام معضلة لكي تدير اقتصادها في البعد التكنولوجي، فإذا قررت الاستعانة بالشعب اليهودي الموجود داخل إسرائيل ستفقد البعد العسكري”.
لافتاً إلى أنّ “إسرائيل حالة استثنائية عن بقية الدول فهي جيش له دولة وإذا استخدمت كل الشعب كقوة قتالية ستفقد الاقتصاد، وبالتالي ستحتاج لمرتزقة لإدارة الاقتصاد ما يمثل إشكالية كبرى، وإذا استعاضت عن الحالة الأمنية بعدم المس بالقدرات البشرية اليهودية في خدمة الجيش اليهودي فإنها ستحتاج إلى مرتزقة أمنيين لحمايتها”.
وتابع عازار: “إذاً الخسارة الكبيرة في البعد الاقتصادي سببها أنها فاقدة للذراع الأمنية والاقتصادية إذا قررت استخدامهما معاً، ومن ثم تعرض الاقتصاد إلى هزّة كبيرة لكن هذا لا يهمها لأن لها تأثيراً كبيراً على الرأسمالية في العالم”.