بعد معتقل أنصار نجاح في سجن جلبوع

أجواء برس- بيروت

كتب صباح الشويري

قد تكون تجربة الأسرى في المعتقلات اللبنانية أول بصمات القوة والمقاومة والارادة في مواجهة الاعتقال والأسر، لتليها خطوات مماثلة على رغم التشدد والحراسة الأمنية التي تفرضها قوات الاحتلال. ولعلها الخطوة الأخيرة التي حصلت في سجن جلبوع (قريب من مدينة بيسان) الشديد الحراسة، حيث أعلنت السلطات الإسرائيلية هروب 6 أسرى فلسطينيين من خلال نفق حفروه بدقة يصل طوله إلى عشرات الأمتار أخذتهم الى خارج أسوار السجن.

النفق الذي هرب منه الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي

 

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنه “في أعقاب بلاغ ورد من مصلحة السجون حول هروب 6 سجناء أمنيين من سجن جلبوع، بدأت قوات كبيرة من الشرطة مع عناصر من حرس الحدود والجيش عمليات تفتيش بالتعاون مع جهاز الأمن العام”.

وأضافت: “تم إطلاع ضباط الأمن في التجمعات المجاورة على حالة الهروب، وتم إنشاء نقاط تفتيش على الطرق”.

وأشارت إلى أنه “تم إنشاء غرفة عمليات موحدة على الفور، ونشر قوات الشرطة في الأماكن المحيطة”، لافتة إلى أن قوات الشرطة الخاصة والكلاب ووسائل الشرطة الجوية تشارك في عمليات التفتيش.

الشرطة الإسرائيلية تعاين مخرج النفق الذي هرب منه الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي

من هم الأسرى الستة؟

محمود العارضة

أبرزهم الأسير محمود عبد الله علي عارضة (46 عاما)، من مواليد 1/1/1975، من بلدة عرابة في جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة)، معتقل بتاريخ 21/9/1996، ومحكوم بالسجن 99 عاما، واتهمه الاحتلال بتشكيل خلايا عسكرية، والتستر على الشهيد صالح طحاينة الذي استطاع الهرب من سجن النقب، وقتله جيش الاحتلال في تسعينيات القرن الماضي.

وهو من الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في السجون، واعتقل أول مرة عام 1992 بتهمة تنفيذ عمليات عسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحكم عليه بالسجن 4 سنوات، أمضى منها 3 سنوات ونصف السنة، وأفرج عنه بعد اتفاق أوسلو عام 1994.

ويعدّ محمود العارضة من الأسرى المفكرين، فله مؤلفات في الأدب والثقافة والأمن، وحافظ للقرآن الكريم، وصنّفه الاحتلال من الأسرى الخطيرين في سجونه بعد محاولته الهرب، وقدرته على تشكيل خلايا عسكرية وهو داخل السجن.

وهو من عائلة مناضلة، فشقيقه أحمد اعتقل مدة 21 عاما، وشقيقه رداد اعتقل مدة 19 عاما، وشقيقه شداد أمضى بضع سنوات داخل السجون، فضلا عن شقيقته هدى الأسيرة المحررة التي تعيش اليوم في غزة.

أيهم كممجي

الأسير الثاني هو أيهم فؤاد نايف كممجي (35 عاما)، من مواليد 6/6/1986، في كفردان غرب جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة)، ومعتقل منذ 4/7/2006.

كان أيهم من عناصر الاستخبارات العسكرية الفلسطينية، وتم توقيفه في سجن جلبوع التابع للسلطة الفلسطينية عام 2004، بعد اتهامه بعملية ضد الاحتلال، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم السجن الفلسطيني، واعتقله مع اثنين آخرين اتهمهما بقتل جندي إسرائيلي.

حاول أيهم الهروب من السجن عام 2014، ولكن إدارة سجون الاحتلال اكتشفت الأمر، ونقلته إلى الزنازين في طوابق عالية وليست أرضية، ويعدّ من عناصر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وحكم عليه بعد اعتقاله بالسجن مؤبدين ومدى الحياة، وأكمل أيهم دراسة الماجستير في السجون، إضافة إلى أن شقيقه عهد ما زال معتقلا داخل سجون الاحتلال.

محمد قاسم العارضة

الأسير الثالث هو محمد قاسم أحمد العارضة (39 عاما)، المولود في 3/9/1982، وهو من بلدة عرابة في جنين، ومعتقل منذ 14/5/2002، ومحكوم بالسجن 3 مؤبدات و20 عاما.

اعتقل محمد عام 2001، واستطاع بعد 18 يوماً الهرب من سجن عوفر القريب من رام الله، ولكن بعد مطاردته على مدار أشهر اعتقل مرة أخرى في رام الله (وسط الضفة الغربية) في 14/5/2002، بتهمة المسؤولية عن قتل 3 مستوطنين وجرح 60 آخرين في ما يعرف بعملية معسكر 80 في حيفا.

ويعدّ محمد من مؤسسي سرايا القدس (الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين)، وحصل على شهادة الماجستير بالتاريخ قبل شهرين، وهو داخل السجون، وتنقل من سجن إلى آخر قبل أن يستقر به الحال قبل قرابة 4 أشهر في سجن جلبوع الذي استطاع الهرب منه.

زكريا الزبيدي

الأسير الرابع هو زكريا محمد عبد الرحمن الزبيدي (46 عاما)، من مواليد 19/1/1975، من مخيم جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة)، وهو أسير موقوف منذ عام 2019 ولم يحكم عليه بعد.

هدم الاحتلال منزل زكريا بعد اعتقاله الأول، وهو مصاب بقدميه وما زال يعاني من تبعات الإصابة، وتعرض زكريا لمحاولات اغتيال عدة في الانتفاضة الثانية؛ لأنه كان قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في جنين.

أصدر الاحتلال عفواً عن زكريا عام 2007، ولكنه عاد إلى مطاردته عام 2012، فاضطر إلى البقاء في سجن الأمن الوقائي الفلسطيني مدة 4 سنوات، قبل أن يأتيه عفو آخر عام 2017. وأعاد الاحتلال اعتقاله عام 2019 مع المحامي طارق برغوث الذي حكم عليه مدة 15 عاما، بتهمة إطلاق النار على جنود جيش الاحتلال، بالشراكة مع زكريا الزبيدي.

يعقوب قادري

الأسير الخامس هو يعقوب محمود أحمد قادري (49 عاما)، المولود في 22/12/1972، والمعتقل منذ 8/10/2003، وهو من منطقة بير الباشا في محافظة جنين (شمال الضفة الغربية).

اعتقل مرات متعددة داخل سجون الاحتلال، وكان يمضي فترات متفاوتة منها سنة ونصف السنة، أو بضعة أشهر، ولكن الاعتقال الذي كان عام 2003 جاء بعد اتهامه بتجهيز عبوات ناسفة واستخدامها من قبل استشهاديين في تنفيذ عمليات ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.

يعاني يعقوب آلاماً في ظهره لوجود انزلاق غضروفي، وكذلك يعاني مشكلات في ضغط الدم، ونقل مرات عدة إلى عيادات السجون لمعالجته، وهو محكوم بالسجن مؤبدين، و35 عاما.

مناضل انفيعات

الأسير السادس هو مناضل يعقوب عبد الجبار انفيعات (26 عاما) المعتقل منذ بداية عام 2019، وهو من بلدة يعبد من محافظة جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة)، من مواليد عام 1995.

اعتقل مرات عدة، وأمضى ما مجموعه قرابة 6 سنوات داخل سجون الاحتلال، كان من ضمنها اعتقال إداري بلا تهمة، وفي اعتقاله الأخير بداية 2019 تم تحويله إلى الاعتقال الإداري 6 أشهر، وبعد ذلك أصبح يحول إلى المحاكم في محاولة من الاحتلال لتثبيت تهمة عليه، إلا أنه يعدّ أسيراً موقوفاً إلى الآن بلا تهمة أو حكم واضح.

بطاقات هوية الأسرى الفلسطينيين الهاربين من سجن جلبوع الإسرائيلي

النفق الذي هرب منه الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي

النفق الذي هرب منه الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى