كريم عوض الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس: تحد من نوع اخر

مرت المجموعة المالية هيرميس، إحدى أكبر شركات الخدمات المالية في المنطقة، بتحولات كبرى خلال تاريخه الممتد على مدار 37 عامًا. لذا كان من الطبيعي أن يفكر كريم عوض مليًا، عندما عرض عليه مجلس الإدارة منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة في عام 2013. حينها كانت مصر تعاني من أزمة سياسية، كما كانت الشركة نفسها تخضع لتغييرات كبيرة. يقر عوض بذلك قائلاً: “كنت في الواقع قلقًا للغاية بشأن تولي المنصب، إذ كانت فترة صعبة للغاية بالنسبة إلينا”.وبالطبع، وافق في النهاية على تولي المهمة. ومنذ ذلك الحين، وضع الرئيس التنفيذي مسارًا لتنويع أعمال المجموعة المالية هيرميس، لتنجح في توسيع نطاق الخدمات المالية التي تقدمها، فضلًا عن الأسواق التي تغطيها. فيما لا تزال ذراع الخدمات المصرفية الاستثمارية تشكل غالبية أعمال المجموعة، إلا أنها نجحت أيضًا خلال 6 سنوات، في إنشاء منصة خدمات مالية غير مصرفية (NBFI) كما بدأت في الاستثمار بنشاط في مجالات مثل: التمويل متناهي الصغر والتكنولوجيا المالية. وأضافت العديد من الأسواق الجديدة إلى محفظتها.

توسع الأعمال

بينما تتخذ المجموعة من مصر مقرًا لها، وكان لها تواجد في الكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والأردن، توسعت لتشمل أيضًا باكستان ونيجيريا وكينيا، وبنغالديش وفيتنام، ولديها مكاتب في لندن ونيويورك. يقول عوض: “لقد ساعد هذا التنويع، سواء أكان جغرافيًا أم عبر المنتجات المختلفة، في جعل نموذج أعمالنا أكثر استدامة”.لقد أثبتت المجموعة قدرتها على الصمود خلال أعوام صعبة. حيث بلغت الأصول الخاضعة للإدارة 3.5 مليار دولار في عام 2020، مقارنة بـ3.4 مليار دولار في عام 2019. وأنجزت 24 معاملة مصرفية استثمارية بقيمة إجمالية 1.7 مليار دولار. كما تمكنت الشركة من تحقيق إيرادات تشغيلية إجمالية في السنة المالية 2020 تقدر بنحو 349 مليون دولار، بزيادة %12 مقارنة بالعام السابق. فيما تبدو نتائج عام 2021 واعدة بالفعل، إذ بلغت الإيرادات 80 مليون دولار في الربع الأول، بزيادة قدرها %30 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2020، كذلك ارتفع صافي الأرباح بنسبة %223 إلى 18.6 مليون دولار. ومع تداول أسهمها في بورصتي مصر ولندن، بلغت القيمة السوقية للمجموعة المالية هيرميس 665.2 مليون دولار، اعتبارًا من 13 يونيو/ حزيران 2021، مما يجعلها أحد أكبر مديري الأصول في الشرق الأوسط.في حين أعلنت المجموعة عن أحدث خطواتها التوسعية في مايو/ أيار 2021، من خلال عقد شراكة مع صندوق مصر السيادي (TSFE) للاستحواذ على حصة %76 في بنك الاستثمار العربي (AIB) المصري، مع احتفاظ المساهم الرئيسي الحالي، بنك الاستثمار القومي، بنسبة %24 في البنك. ويوفر امتلاك المجموعة لبنك يعمل ضمن سوقها المحلية إمكانية لتوسيع خدماتها بشكل أكبر. بينما صرّح عوض معلقًا على الصفقة في ذلك الوقت: “تتمثل أولويتنا في إنشاء استراتيجية مصرفية رقمية، بالإضافة إلى التركيز على إقراض الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة”. وتقدر كلفة الصفقة بنحو 242.6 مليون دولار، مع حصول هيرميس على 423 مليون سهم حديث الإصدار، وحقوق ملكية بنحو %51 ملكية مقابل 162.8 مليون دولار. في المقابل، سيحصل صندوق مصر السيادي على 207 مليون سهم، وملكية %25 مقابل 79.8 مليون دولار. وتنتظر عملية الاستحواذ حاليًا موافقة البنك المركزي المصري، التي من المتوقع أن تكتمل خلال الربع الثالث من عام 2021.

الهدف الشامل للمجموعة

فيما يعتمد الهدف الشامل للمجموعة، على تقديم مجموعة كاملة من الخدمات المالية للعملاء من الأفراد والمؤسسات والشركات. ويأمل عوض أن يطلق يومًا ما تطبيقًا شاملًا للعملاء. يوضح قائلاً: “آمل أن نكون قادرين على تغيير أداء البنك خلال عامين أو 3 أعوام قادمة، لإضافة مصدر دخل مستدام آخر في المستقبل، وغير متقلب مثل أسواق رأس المال التي نعمل من خلالها الآن”. وكانت حدة هذه التقلبات قد تزايدت مؤخرًا، خصوصًا مع تعافي الأسواق العالمية من تأثير الجائحة. ومع أن المجموعة المالية تعد أكبر شركة وساطة في الأوراق المالية في مصر، مع حصة سوقية بلغت %36.4 في عام 2020، إلا أن نشاطها في مجال الوساطة في الأوراق المالية، شهد انخفاضًا بلغ %17 على أساس سنوي في عام 2020، مسجلاً إيرادات بلغت 64.3 مليون دولار، مقارنة بـ77.1 مليون دولار في عام 2019. مع ذلك، لا يزال الخبراء يرون وجود فرص في بعض القطاعات.يقول كبير الخبراء الإستراتيجيين للسوق في شركة (Exinity) حسين السيد: “لقد بدأت معظم البنوك المركزية بالتفكير فعلًا في تشديد السياسة النقدية، أو على الأقل وقف المساعدات الإضافية التي قدمتها أثناء الجائحة. لذا من المرجح أن الأيام التي شهدنا فيها صعود كل شيء تقريبًا قد ولت. أما في هذه المرحلة، فيحتاج المستثمرون إلى حماية محافظهم الاستثمارية من هذه المخاطر. بينما تعد قطاعات المواد والطاقة والتعدين والقطاع المالي، من بين القطاعات التي يجب أن تستثمر فيها بكثافة على المدى القصير إلى المتوسط. كما يجب وضع الأصول الملموسة، مثل العقارات والسلع في الاعتبار”.

الأسواق العالمية

لكن على صعيد عالمي، يبدو أن الأسواق تظهر دلائل على معنويات إيجابية، مع زيادة عمليات إعادة شراء الأسهم بنسبة %36.5 في الربع الأول من عام 2021، مقارنة بالربع الأخير من عام 2020، وفقًا لما نشرته فوربس نقلًا عن مؤشرات “ستاندرد آند بورز” و”داو جونز”. أما بالنسبة للشرق الأوسط، فيرى عوض أن هناك فرصًا بين أكبر مراكز الأعمال في المنطقة والدول الأكثر اكتظاظًا بالسكان.ويكشف بقوله: “نحن متفائلون في مصر والإمارات فيما يتعلق بالبورصة وأداء الأسهم، نظرًا لحجم التقييمات وإمكانيات نمو الشركات هناك. كما ننظر بتفاؤل دائمًا إلى سوق الأسهم في السعودية، نظرًا لحجم السوق وعمق الصناعات الموجودة فيها”. كذلك يرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير للقطاعات الأساسية والتطوير المستمر. وفي الوقت نفسه، نأمل أن تشهد السياحة في الإمارات قريبًا طفرة ما بعد الجائحة، مع استمرار توزيع اللقاحات في جميع أنحاء العالم. في حين تمضي المملكة العربية السعودية قدمًا في خطط الانفتاح على الزوار والمستثمرين الدوليين، من خلال عدد من المشاريع العملاقة وإصلاحات الصناعة. ويعتقد عوض أن التغييرات الأخيرة في سوق المجموعة المحلية، ستؤدي إلى نتائج إيجابية. ويضيف: “في مصر، نشعر أن الحكومة قد اتخذت خطوات كبيرة فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي، وهو برنامج صعب للغاية، ونأمل مع اقتراب الجائحة من نهايتها، أن يبدأ الاقتصاد في إظهار بعض مؤشرات النمو الملموسة، عاجلاً وليس آجلاً”.بشكل عام، يبدو عوض هادئًا في مواجهة عدم اليقين المستمر، ففي النهاية، هذه ليست الفترة الصعبة الأولى التي يشهدها خلال عمله مع هيرميس. فضلًا عن أنه شهد العديد من التحديات المليئة بالتقلبات بعد عقدين من الزمن، قضاها في العمل مع المجموعة.

المجموعة المالية هيرميس وإعادة الهيكلة

في حين التحق بالعمل في المجموعة لأول مرة في عام 1998، بعد أن أشار عليه أحد أصدقائه بالتوجه إلى هيرميس. وكانت المجموعة تمر في ذلك الوقت بفترة انتقالية، بعد تشكلها في عام 1996، من خلال اندماج المجموعة المالية المصرية (EFG) التي كانت قد أسست قبل 12 عامًا في ذلك الوقت، ومنافستها الرئيسية هيرميس. حينئذ عمل عوض محللًا، ليجد أن وتيرة العمل كانت أسرع من المتوقع. يتذكر قائلاً: “لقد كان عملاً شاقًا يستمر لساعات طويلة، ولم يكن ساحرًا كما كنت أظن عندما بدأت العمل”.لم يستغرق عوض وقتًا طويلاً قبل أن يندمج في العمل تمامًا. كما يذكر أنه لعب دورًا في المساعدة على إعادة هيكلة الشركة في عام 2003. يقول: “عملت مع الإدارة العليا في ذلك الوقت، للتوجه نحو زيادة رأس مال الشركة بنحو 40 مليون دولار، مما أدى بشكل فعال إلى إعادة هيكلتها بالكامل. لكنها لم تكن فكرتي، بل ساعدت على تنفيذها وحسب”. وخلال العقد التالي، شهدت الشركة نموًا خلال فترات الركود والثورات والدورات الاقتصادية. ومعها ارتقى عوض السلم الوظيفي.في عام 2012، تورطت الشركة بمزاعم الفساد. واتُهم رئيساها التنفيذيان المشتركان في ذلك الوقت، حسن هيكل وياسر الملواني، بإجراء معاملات غير قانونية في الأسهم. كما تم ربط الاتهامات بقضايا ضد جمال وعلاء مبارك، نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. قبل أن تتم تبرئتهم جميعًا من تلك التهم. كذلك أثرت المشاكل الخارجية على الشركة خلال تلك الفترة مع معاناة مصر من الأزمة السياسية والتوترات المستمرة.في عام 2013، تقدم عوض ليساعد في توجيه الشركة نحو آفاق جديدة. يوضح قائلاً: “عندما عرض علي المنصب، والتحديات المرافقة له، شعرت أن لدي مسؤولية تجاه الشركة. إما أن تقفز من السفينة، لأن الأمور كانت في وضع سيئ حقًا، أو أن تتحمل المسؤولية، وتحاول تصحيح الأمور مع فريق الإدارة. عندئذ، قررت الالتزام بالخيار الأخير”.كجزء من خطة إعادة الهيكلة، قامت الشركة بالالتزام برسوم غير نقدية لخفض قيمة الشهرة بما يزيد عن 38.2 مليون دولار للمساعدة في تحسين ميزانيتها العمومية. ونتيجة لذلك سجلت المجموعة المالية هيرميس في تلك السنة المالية خسائر تجاوزت 21.3 مليون دولار.كما عمل فريق الإدارة الجديد على خفض النفقات، وتقليل نسبة كلفة الموظف للإيرادات، وباع بعض الأصول غير الأساسية، قبل البدء في رسم مسار جديد. يتذكر عوض بقوله: “بدأنا في التفكير بما يمكن أن تكونه المرحلة التالية للمجموعة المالية هيرميس. وكانت تلك هي اللحظة التي بدأنا فيها الاتفاق على اتباع استراتيجيتنا الجديدة لتشكيل منصة مالية غير مصرفية”.

استراتيجية جديدة

أطلقت المجموعة المالية هيرميس منصتها للخدمات المالية غير المصرفية في عام 2015، واستحوذت في عام 2016 على شركة تنمية للتمويل متناهي الصغر. كما قررت الشركة بيع أسهمها في بنك الاعتماد اللبناني كجزء من توجهها الجديد، بالإضافة إلى توفير الصفقة لبعض السيولة. يقول عوض: “شعرنا أن هذا البنك لا يتمتع بأوجه تكامل كافية مع أعمالنا الحالية”. وكانت المجموعة المالية هيرميس قد اشترت حصة %65 في البنك اللبناني عام 2010 مقابل 542 مليون دولار، ثم أعلنت في مارس/ آذار 2016 أنها ستتخارج من البنك من خلال بيع %40 من أسهمها بسعر 33 دولارًا للسهم، لصالح مجموعة من المستثمرين اللبنانيين والعرب، عبر صفقة بلغت قيمتها 492 مليون دولار في ذلك الوقت.ثم أطلقت المجموعة المالية هيرميس في عام 2017، معتمدة على السيولة المتوافرة ومن منطلق توجهها الجديد، حاضنة (EFG EV Fintech) في مصر، مسرع أعمال للشركات الناشئة يركز على التكنولوجيا المالية وتمويلات رأس المال الجريء في المراحل المبكرة، كمشروع مشترك مع صندوق (Egypt Ventures) لاستثمارات رأس المال الجريء المدعوم من الحكومة المصرية. كما أطلقت المجموعة في ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، تطبيق (valU) للشراء الآن والدفع لاحقًا، الذي يسمح للعملاء بالدفع مقابل المنتجات والخدمات، من خلال أقساط تصل إلى 60 شهرًا. وكان لدى التطبيق في العام الماضي، أكثر من 898 شريكًا من التجار، و170 ألف مستخدم. وقد بلغ إجمالي المعاملات 265 ألف معاملة بأكثر من 93 مليون دولار. كما بلغت الإيرادات التشغيلية الصافية للتطبيق نحو 7.1 مليون دولار في عام 2020، ارتفاعًا من 1.6 مليون دولار في عام 2019. كذلك تخطط المجموعة لإطلاق أعمال التطبيق في المملكة العربية السعودية.فيما توسعت المجموعة المالية هيرميس منذ ذلك الحين في رهاناتها الكبيرة في مجال التكنولوجيا المالية، بما في ذلك الشراكة مع شركة (PayTabs) السعودية الناشئة للمدفوعات في عام 2020، لإطلاق منصة (PayTabs Egypt). وصرح عبد العزيز الجوف، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ(PayTabs): “كان فريقنا لتطوير وتوسيع الأعمال، يستكشف الفرص في شمال أفريقيا، بحثًا عن سوق مناسبة. وتمثل هذه الشراكة توسعًا متبادلًا في محفظة أعمالنا. لقد وسع تعاوننا مع منصة (valU) في تقديم خدمة الشراء الآن والدفع لاحقًا، على سبيل المثال، نطاق السوق، وفتح آفاقًا أوسع لمنصة (PayTabs Egypt) لتصبح هذه الشراكة طويلة الأجل ومربحة للطرفين”.على الجانب الآخر من الأعمال، نشطت المجموعة أيضًا في طرح الشركات الناجحة للتداول العام. ففي أغسطس/ آب 2019، كانت المجموعة المالية هيرميس المدير الوحيد للاكتتاب العام لمنصة “فوري” المصرية للمدفوعات الإلكترونية، التي تأسست في عام 2008. وتمت تغطية الاكتتاب بأكثر من 30 مرة، وفقًا لوكالة رويترز. فيما تولت هيرميس أيضًا دور مدير طرح مشترك للاكتتاب العام لشركة أرامكو السعودية، الذي يعد أكبر طرح عام أولي في التاريخ، وكان ذلك في عام 2019. في حين اختتمت الشركة في يوليو/ تموز 2020، دورها الاستشاري في عملية الطرح التالي لأسهم “فوري” بلغت قيمته 50 مليون دولار. كذلك عملت مديرًا مشتركًا في الاكتتاب العام الأولي لمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية السعودية للرعاية الصحية، الذي بلغت قيمته 700 مليون دولار. واختتمت في مارس/ آذار 2021، الاكتتاب العام الأولي لشركة الخريف لتقنية المياه والطاقة السعودية، بمبلغ 144 مليون دولار، وبوصفها حافظًا للسجلات ومصدرًا للأوراق المالية.فيما يواصل عوض خطط التوسع بكامل طاقته، ويرى المزيد من الاستثمارات في منظومة الشركات الناشئة في المنطقة مستقبلًا. ويضيف: “نحن متفائلون للغاية بمشهد الشركات الناشئة. حيث يقدم أكثر الأشخاص ذكاء وكفاءة أفكارًا تحدث تغييرات كبيرة في مجالاتها”. وفي الوقت نفسه، يسلك طريقه الخاص للتغيير، إذ لحسن حظ المجموعة المالية هيرميس، يبدو رئيسها التنفيذي بعد 23 عامًا من النمو والتطور، عازمًا على المضي قدمًا.يقول مبتسمًا: “حتى عندما كنا محللين وحسب، ولم نكن نمتلك أي أسهم في المجموعة، كنا نشعر دائمًا بالانتماء إليها. كما يتملكنا إحساس بالفخر عند رؤيتها تعمل بشكل أفضل. يومًا ما، سيكون الشيء الصحيح الذي يجب فعله هو ترك الجيل الجديد من الشباب ليتولى المسؤولية، لكن تلك المهمة تقع على عاتقنا في الوقت الحالي”.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى