
حاصبيا تزداد جمالاً وتضيء من جديد مع بناء دير صيدنايا
بلدية حاصبيا أطلقت اسم غسان قنتيس على أحد شوارعها
كتبت سليمى حمدان
برعاية وحضور بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق ورجل العطاء غسان قنتيس. وحضور النائب قاسم هاشم ممثلاً عن الرئاستين، وحضور رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، ونائب حاصبيا ومرجعيون المحامي فراس حمدان… دشن الآلاف في مهرجان حاصبيا دير صيدنايا، واطلقت بلدية حاصبيا اسم رجل الخير غسان قنتيس على أحد شوارعها… وتقدم له مجسم الكنيسة.
عندما كتبت قبل يومين عن احتفال تدشين بناء دير صيدنايا الذي بناه الأستاذ غسان قنتيس في حاصبيا ووصفته بالعرس اعتقدت أني كنت أبالغ… أما ما حصل هذا النهار في الإحتفال فينفي أي فعل للمبالغة مهما كان صغيرا حيث لم يكن هذا الإحتفال عرسا فقط… بل مهرجان كبير… لم يسبقه مهرجان آخر في المنطقة بهذا الحجم وهذا الحشد الكثيف وهذا الإكتظاظ وهذا الترتيب الذي نقلته محطة mtv على شاشاتها…. وبوجود هذا العدد الكبير للشخصيات الرفيعة، التي تحوكمت حول أجمل وأجل وأرقى وأكرم المناسبات، ولنقل إنه عالم آخر من الجمال الخالص، الذي كاد يتراوح بين الخيال والواقع … عالم فوق الكتابة.. حيث لا يمكن للكلمات أن تحيط به مهما كانت واستدارت حوله واحلولوت وتأنقت… وكأن حاصبيا ولدت من جديد… فحاصبيا ما قبل بناء دير صيدنايا ليست كما بعده.
حاصبيا اليوم حلقت عاليا واستحالت بلدةً أخرى عنوانها الإيمان والمحبة والإنسانية والإنصهار الوطني بكل معانيه وأكثر من أي وقت مضى، مسيحيين ومسلمين على مختلف طوائفهم.
كيف لا وفي حاصبيا خلوات البياضة الزاهرة إلى جانب الكنائس السبع المشعة (فهي مدينة السبع كنائس) مع الجوامع والمجالس المضيئة…. وآخرها كان بناء دير صيدنايا الذي بدأ يتلو ترتيلة الشموع والخشوع منذ مساء هذا اليوم وإلى أبد الآبدين.
ما أجمل هذا العالم الجديد الذي عرفناه اليوم، عالم رجل الخير والعطاء الأستاذ غسان شحاذة قنتيس، الأقرب إلى القداسة… فهو قديس وادي التيم بكل معنى الكلمة، كما وصفه الكثيرون، وأسماه راعي الإحتفال بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق يوحنا العاشر يازجي القديس جاوستينيوس. كما القديس جاوستينيوس الشهير في سوريا وأظنه قرب دير صيدنايا.
مهرجان المحبة هذا في حاصبيا اليوم جمع وجوها سياسية وثقافية وإعلامية وعسكرية وأمنية وشعبية وكشفية وبلدية، بل قل إنه جمع شرائح لبنانية عدة في بوتقة واحدة، وكأن حاصبيا استحالت لبنان كله، هي كل لبنان.
حيث حضر النائب الدكتور قاسم هاشم ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وحضر رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، الدكتور غسان سكاف. النائب علي فياض والوزير السابق غسان حاصباني واللواء عصام أبو جمرة، ونائب حاصبيا ومرجعيون في دائرة الجنوب الثالثة المحامي فراس حمدان، وعدد من النواب التغييريين… ومنهم نقيب المحامين السابق ملحم خلف، والدكتور الياس جرادي وغيرهم ..كما حضر الدكتور وسام شروف ممثلا النائب السابق طلال ارسلان.. ورئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء الركن أمين العرم ممثلاوزير الدفاع وقائد الجيش. الكاتب والمؤرخ الشيخ غالب سليقا والعميدان ميلاد أبو صعب واسماعيل حمدان، ورؤساء البلديات والمخاتير من قرى المنطقة ورجال الدين من مختلف الطوائف.
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني وكلمة عريفة الإحتفال دنيز مقلد بصوتها الهادئ التي حيت فيها الأستاذ قنتيس باسم رئيسة دير صيدنايا الأم فبرونيا نبهان بعد اعتذارها عن إلقاء كلمتها. ليلقي بعدها رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا كلمة جامعة شاملة عن حاصبيا وتاريخها منذ عصر الإله جاد وحتى اليوم…. فحاصبيا يطلقون عليها بلاد جاد والنبي رؤوبين، وجذورها تتوغل في أعماق التاريخ، مع نهرها الشهير نهر الحاصباني الذي يصل إلى الأردن وتعمد بمياهه السيد المسيح، بالإضافة إلى جبل الشيخ – حرمون…. جبل التجلي بقممه الشاهقة…
وشكر في نهاية كلمته الأستاذ غسان قنتيس على عطاءاته الكثيرة معلنا عن شارع باسمه بعد أن قدم له مجسم الكنيسة باسم رئيس وأعضاء بلدية حاصبيا.
ليلقي بعدها متروبوليت أبرشية صيدا وصور وتوابعهما كلمة شيّقة جال فيها على حاصبيا وأشاد بأهلها الطيبين الذي لم تستطع التفرقة أن تدخل بينهم.
مسك الختام كان مع كلمة راعي الإحتفال البطريرك يوحنا العاشر يازجي وكانت وطنية بامتياز ولم تخلُ من السياسة.. مطالبا النواب بتحمل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس للجمهورية.. فلبنان لم يعد يحتمل.
وأضاف يازجي: أحيي إخوتنا في طائفة الموحدين الدروز وأوكد أننا وإياكم أبناء الجبل الأشم والبقاع الرحب وأبناء كل ذرة من هذا الوطن الذي يجمعنا والذي نعشق…وقلد الأستاذ قنتيس وساما رفيعا.
أما صاحب المناسبة والداعي إليها وباني هذا الصرح الديني الإيماني الجميل الأستاذ غسان قنتيس فكان كالكوكب المشع… مكتفيا بمعنى المناسبة وكل هذه المحبة التي طفحت بها القلوب… فانهالت عليه القبلات من المهنئين بالمئات إن لم نقل بالألوف.
طوبى لك أستاذ غسان. يا ابن الكفير البار… وأدامك الله بكل هذا العطاء والجمال والخير حتى القداسة… أمثالك قليلون… هذا إن وجد لك مثيل في عصرنا الحاضر.
لم ينتهِ الاحتفال إلا بعد أن مُدّت طاولات الطعام للضيوف على قاعدة “نحن الضيوف وأنتم أهل المنزل”. فالأستاذ غسان ذي كرم حاتمي بل قل إنه حاتم طي نفسه… وذلك على وقع ترجيع جرس الدير الذي اخترق صداه الأودية والهضاب وكأنه يحكي حكايات وحكايات، من المؤكد أنها بدأت الآن. لتقول آلاف الأشياء. ولم نخرج من الدير ونغادره إلا بعد أن أضيئت الشموع الملونة الخاشعة… فحملنا شمعة منها لنضيئها في منازلنا.
وشكر الجميع رجل العطاء والخير والكرم الحاتمي الأستاذ غسان قنتيس وبلدة الكفير وكل الذين توافدوا لحضور هذا الاحتفال.