أهمية إعادة مأسسة العمل الخيري – 10

كتب محمد حسن العرادي
في الوقت الذي نطالب فيه السادة النواب بالعمل على تعديل القانون رقم 21 لسنة 1989، أو العمل على إصدار قانون عصري جديد خاص بالجمعيات الخيرية باعتبارها العمود الفقري للعمل الاجتماعي والتنموي، فإننا نُطالب الجمعيات الخيرية نفسها بتشكيل فريق قانوني يقوم بوضع تصوراته الخاصة بالمواد القانونية المطلوب تعديلها، أو العمل على تقديم مسودة قانون جديد يمكن عرضها على السادة أعضاء مجلس النواب لتبنيه واقراره.

إن الخوف من تغول وزارة التنمية الاجتماعية ضد الجمعيات الخيرية والجمعيات الأهلية، لايزال يُشكل الهاجس الأساس لترردها عن المطالبة بمزيد من حرية الحركة، وهو الأمر الذي يمنع بقية مؤسسات المجتمع المدني من البوح بمعاناتها واحتياجاتها، وخاصة المطالبة باتخاذ الخطوات اللازمة لتعدبل الوضع القانوني للجمعيات، بعد أن لجأت الوزارة إلى التنمر في تطبيق الحرفي لبعض المواد (القديمة) في القانون الحالي الذي أصبحت كافة مؤسسات المجتمع المدني تعاني منها.

وفي سبيل تحريك هذا الملف لابد من تشكيل لجنة تنسيق أهلية بين الجمعيات تواصل مع السادة أعضاء مجلس النواب بشان تعديل اوضاعها، والتنسيق في ذات الوقت مع وزارة التنمية الاجتماعية والتواصل مع وزارة الدولة للشؤون القانونية من أجل شرح الحاجة إلى صياغة قانون عصري جديد، خاصة وان القانون الحالي وضع قبل 35 عاماً، في ظروف إجتماعية ومجتمعية مختلفة تماماُ عن الوضع الذي تعيشه المنظمات المجتمعية اليوم.

ولا شك أن لجنة التنسيق بين الجمعيات الخيرية ( إتحاد الجمعيات الخيرية – تحت التأسيس) بحاجة للمزيد من الجرأة والتحرر من الخوف والقلق من العقوبات والمخالفات، وخاصة الإحالة إلى التحقيق أمام النيابة العامة، كما أن الوقت قد حان لتنشيط المطالبة في الترخيص إلى إتحاد الجمعيات الخيرية – تحت التاسيس الذي مضى على قيامه أكثر من عشر سنوات دون أن يحصل على الاشهار الرسمي، وبدون أي مبرر أو مسوغ قانوني.

إن الاعتراف بحق الجمعيات الخيرية بتأسيس وإشهار إتحادها سيساهم في تطوير أدائها وتعزيز تجربتها الادارية وتبادل الخبرات والتجارب، بما في ذلك تشكيل اللجان المتخصصة لاعداد وتقديم دراسات الجدوى المناسبة لاطلاق المشاريع الاجتماعية والتنموية بما يساهم في تخليق المزيد من فرص العمل المتخصصة الجيدة أمام أبناء الوطن، من خلال الشركات والمؤسسات التي تستطيع الجمعيات الاشتراك في تأسيسها من خلال التنسيق والتعاون فيما بينهم، وللحديث صلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى