
ذكرى 4 آب مأساة أكبر من ضمير
لا يمر يوم الرابع من شهر آب إلا ويستذكر اللبنانيون وأهالي ضحايا انفجار المرفأ مأساة هزت كيان الوطن، ولكنها لم تحرك مشاعر القتلة والمستفيدين. في ظل الألم يتناطح المستغلون لقطف ثمار أفعالهم التي تزيد ألم الموجوع على إصابة وفراق ودمار.
فبعد دمار الأرض جاء دور دمار النفس حيث لا تستكمل تحقيقات وتستثى أخرى، وتتدخل دولاً وترفض دولاً، فيبتعد الحق في لبنان عن اصحابه. ولكن يبقى الأمل في عدالة مقبلة لا محالة.
في الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ، اصدر عدد من الساسة والمسؤولين في لبنان بيانات استنكارية لذكر أليمة أوقفت بعضهم مكتوفي الأيدي. وبعضهم وجدها فرصة لإبداء رأيه في غيره، أو مساحة لاستكمال الهجوم على طرف لا يعجبه، وجزء التزم المواساة.
صفارات الحزن
أطلقت البواخر الراسية في مرفأ بيروت، بتوجيهات من رئيس مجلس إدارة ومدير عام المرفأ عمر عيتاني، صافراتها، التي سمعت في ارجاء مدينة بيروت، فيما رفعت الرافعات إلى الأعلى، تلاقياً مع مسيرة أهالي الضحايا وإجلالاً لأرواح شهداء 4 آب.
أما الكلمات فكانت:
ميقاتي
قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: “لأن الحقيقة وحدها تبلسم الجراح، فان الامل، كل الأمل، بأن تظهر شمس العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت في أقرب وقت، فترقد ارواح الشهداء بسلام ويتعزّى المصابون وذوو الضحايا”.
هاشم
اعتبر النائب قاسم هاشم، أن “ذكرى 4 آب محطة أليمة تركت آثارا بليغة في جسد الوطن واصابت اللبنانيين بكل انتماءاتهم”.
ورأى في بيان أن “الوفاء لضحايا الجريمة ومن اصيبوا هو في كشف الحقيقة الكاملة، ليتحمل المسؤولية كل من ارتكب وشارك وغطى هذه الجريمة بعيدا من تسييس او انحياز، إنما لتأمين عدالة تقتص من كل من سولت له نفسه المساهمة في جريمة العصر”.
المشنوق
غرد الوزير السابق محمد المشنوق على حسابه على “التويتر”: “الحقيقة في جريمة انفجار المرفأ ونيترات الامونيوم:
نوجه اصابع الاتهام الى من شحن ومن أدخل ومن تورط وغطى ومن نفذ وحمى ومن فجر بيروت ومسرح الجريمة ومن أغمض العين ومن عرقل التحقيق وعطل القضاء ومن قصر ضميره عن تحمل مسؤولية المتابعة. ما أكثر المجرمين وما أضعف منابر الذكرى..!.
كرامي
استغرب فيصل كرامي أن “يمر رابع أكبر تفجير بتاريخ البشرية مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن”!
وشدد على “ضرورة أن يأخذ القضاء مجراه، ومحاسبة من خزّن ومن أحضر هذه المواد”، كما أكد “أهمية أن لا تُنسى جريمة بحجم تفجير المرفأ مثل غيرها من الجرائم التي حدثت في لبنان ولم يُكشف فاعلوها”.
كما أمل كرامي “سماع أخبار طيبة تسرّ قلوب كل من أصيب بالتفجير وأهاليهم”، وأضاف: “أنصح بالذهاب إلى القضاء المحلي بشكل سريع، كي لا تُستغل القضية كالعادة عبر القضاء الخارجي واستخدامها لمآرب سياسية، لأن من سيدفع الثمن بالنهاية هو البلد والناس والضحايا بالتسويات الدولية والإقليمية”.
ريفي
توجه النائب اللواء أشرف ريفي لأهالي الشهداء، قائلا: “حركتكم تبقي هذه القضية حية ونحن نرافقكم حتى النهاية وأطمئنكم أنه سيحصل كما حصل في قضية الرئيس رفيق الحريري حيث أثبتنا أن هذه الجريمة منظمة وليست جريمة فردية، وأثبتنا أن حزب الله هو القاتل وأنا كنت أقول دوما ان القرار هو سوري – إيراني باغتيال كل قيادات 14 آذار”.
وأضاف في حديث الى “لبنان الحر”: “نحن إلى جانبكم إذهبوا باتجاه التحقيق الدولي وأنا أضع كل خبرتي وامكاناتي حكما بيدكم ورح نوصل”، مشيرا إلى أنه “في مرفأ بيروت كان هناك مربع أمني وكانت السياسة خاضعة لحزب الله”.
وتابع: “في جريمة رفيق الحريري حزب الله كان أقوى من اليوم وأثبتنا أنه هو القاتل، وهنا أريد أن أقول للأهالي إن حزب الله لم يعد بالقوة التي كان فيها سابقا. فلا يمكن لأي جهة أن تستقدم نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت وتبقى محفوظة فيه لفترة طويلة سوى حزب الله والنظام السوري وهما حكما من استعمل هذه النيترات”، لافتا إلى أن “هناك سلطة سياسية خاضعة لحزب الله لا تريد أن يستمر التحقيق ولا أن تظهر الحقيقة، وهذه السلطة هي سلطة دمى لحزب الله لتغطيته”.
جعجع
أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “مناسبة الذكرى الثالثة لتفجير مرفأ بيروت حزينة لنا، ولكن في الوقت عينه، يجب أن نرتكز عليها للانطلاق بتصحيح الوضع القائم”. وقال: “بما يتعلق بالعدالة بانفجار مرفأ بيروت ليست موضوعاً مستقلاً قائماً بحد ذاته بمفرده، والبعض يقع بخطأ اعتبار أننا قادرون على تحقيق العدالة بانفجار المرفأ، والوضع القائم يبقى قائماً كما هو، وذلك مستحيل، فهذا الأمر هو جزء من كل”.
عقيص
رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص، أن “هناك معركتين مقدستين لا نحيد عنهما: معركة استقلالية القضاء ومعركة لجنة تقصي حقائق دولية في انفجار مرفأ بيروت”.
وقال عبر “لبنان الحر”: “النادي السياسي اللبناني لا يحتمل قضاء مستقلا والسلطة مقررة ألا يكون القضاء. إن تفتيت العدلية مسار ممنهج لديهم ويا ليتهم يوجهون جهودهم لفعل الخير”.
وعما حصل مع القاضي طارق البيطار قال: “تكتلت السلطة عليه وتحول الهجوم الذي كان يشنه عليها، وهو كان يواجه المنظومة وحزب الله. الجريمة الكبرى تحت قبة البرلمان هي أن المجلس لم يرفع الحصانة ولم تصل الطلبات وهنا الطامة الكبرى. كل من ادعى عليهم القاضي البيطار بجرم القصد الاحتمالي لم يحضروا”.
وأشار الى أن “خشبة الخلاص الوحيدة هي لجنة تقصي الحقائق”. وتحدث عن “عقم في الدولة وتعطيل للقضاء”، مشددا على أن “حالة العدلية في شلل شبه تام”. وقال: “هناك ترابط في مواقف معينة قد يؤدي بنا الى لجنة تقصي حقائق دولية تشكل من مجلس حقوق الانسان في جنيف من دون موافقة حكومة الدولة، من هنا اهميتها لانه لدى تشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان الامر بحاجة لطلب من الحكومة اللبنانية”.
شريفة
قال امام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة في ذكرى 4 آب: “نعزي أهالي الشهداء وندعو لشفاء الجرحى ونطالب بالحقيقة فقط الحقيقة بعيدا من الاتهامات والأحكام المعدة سلفا ودون اي استغلال لهذه المناسبة الاليمة وجعلها منصة إطلاق مواقف تستهدف سيادة لبنان بطلب تحقيق دولي تارة، وتارة أخرى التشفي من الخصوم السياسيين، في الوقت الذي يعاقبنا المجتمع الدولي بملف النازحين السوريين بعودة الوصايات بلون دبلوماسي وتحت عناوين انسانية”.
وختم بالدعوة الى “مبادرات داخلية تساعد لبنان على تخطي أزماته وعدم رهن مصيره للخارج”.
موسى
شدد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى، في ذكرى 4 آب، على أن “لا شيء يعوض الضحايا وذويهم سوى تحقيق العدالة ومعرفة حقيقة انفجار المرفأ”.
وأمل في بيان “إزالة كل ما يعوق التحقيق، توصلا الى إحقاق الحق وبلسمة جروح المتألمين”، مشيرا الى أن “السياسيين مدعوون في هذه المناسبة الى وقف التدخلات في القضاء، حفاظا على استقلاليته وحرصا على مبدأ فصل السلطات”.
واعتبر أن “على الدولة النظر جديا في تعويض المتضررين بما يساهم في إعادة إعمار الأحياء المدمرة، ويعزز تجذر المواطنين في أرضهم ومنازلهم”.
الأحدب
غرد النائب السابق مصباح الأحدب عبر “تويتر”: “تحالف الفساد والسلاح غير الشرعي هو المسؤول عن انفجار مرفأ بيروت وقتل الأبرياء وتدمير الاقتصاد. فيما يعمل القضاء والأجهزة الأمنية والعسكرية بأمرة هذا التحالف المجرم لقمع كل تحرك معترض بدل التفرغ للتحقيق وكشف الحقيقة. لا حل الا بتحقيق دولي يكشف الحقيقة والا ضاعت دماء شهداء المرفأ كما ضاع غيرها”.
حاصباني
رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني، في حديث لإذاعة “لبنان الحر”، ان “المجرم والمسؤول عن جريمة 4 آب لن يظل مجهولا وسوف نستمر بملاحقة الحقيقة بكل ما أوتينا من قوة لأن العدالة لا تتوقف عند مجموعة أشخاص يحاولون عرقلتها وقتلها”.
وقال: “ما نحاول ان نفعله هو ايقاظ المجتمع الدولي لمساعدة القضاء اللبناني وفك قيوده من الذين يحكمونه ويتحكمون به لخوفهم من ان تطالهم هذه العدالة. الأمم المتحدة تحركت، مجلس حقوق الانسان يتحرك، كما الاتحاد الاوروبي والبرلمان الاوروبي ومجلس الشيوخ الأميركي، واننا نشهد مواقف مستجدة لأننا لم نتوقف عن السعي كما أهالي الضحايا لكي تتشكل لجنة تقصي حقائق دولية لمؤازرة القضاء اللبناني لفك اسره والعودة الى عمله واستكمال التحقيق للوصول الى الحقيقة”.
أضاف: “ما حصل مشروع قتل يليه تهجير فتعديل لهوية المنطقة المحيطة بمرفأ بيروت، وهذا مرفوض، ومستمرون بالوقوف في وجهه”.
كمال الخير
طالب رئيس “المركز الوطني في الشمال” كمال الخير ب”الإقلاع عن تسييس قضية انفجار المرفأ والتدخل الخارجي”، داعياً القضاء إلى “تصويب التحقيق إلى الطريق الصحيح الذي يجب أن يسلكه من اللحظات الأولى لوقوع التفجير، دون أي تدخل سياسي أو تصفية حسابات، كما حصل في الملف في السنوات الماضية، حيث تم تصويب اصابع الاتهام الى جهة وطنية بريئة، لأنه من حق الشهداء وعوائلهم أن تظهر الحقيقة من وراء هذا التفجير، حتى لا يتم استخدام القضية في زواريب السياسة اللبنانية الضيقة واستخدام دم الشهداء من قبل أطراف سياسية معينة، مما يسيء للشهداء ولعوائلهم بالدرجة الأولى”.
محفوض
رأى رئيس “حركة التغيير” المحامي ايلي محفوض، ردا على الكلام الأخير للأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، أن “من ينتظر الحقيقة بتفجير مرفأ بيروت بالتأكيد ليس أنت يا سيد حسن نصرالله ولا جماعتك، ومن ضيّع الحقيقة هو أنتم لأنكم سيّستم القضية منذ اللحظة الأولى للجريمة وكفاكم اعتبارها حادثة وكفاكم إستهتارًا بعقول اللبنانيين الذين شاهدوا عناصركم المسلحة تقتحم عين الرمانة للاطاحة بالمحقق العدلي”.
أضاف: “السيد نصرالله الذي يعمل في خدمة ايران ويأتمر بها ويقبض منها وينفّذ مصالحها يعتبر أن الأميركيين يأخذوننا لكارثة كبيرة نقترب منها بلبنان، فحبذا لو يشرح للبنانيين وجهة نظره هذه حتى تتبيّن معالم الكارثة التي يتحدث عنها برغم أننا أصلًا في كارثة كبرى منذ أن سيطرت ميليشياته على الجمهورية”.
تجمع العلماء المسلمين بذكرى 4 آب
رأى “تجمع العلماء المسلمين”، في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لانفجار المرفأ، أن “الذكرى الأليمة تمر علينا ولم يعرف اللبناني إلى الآن من الذي يقف وراء هذا الانفجار وما اذا كان متعمدا أو من كان المسؤول عن الإهمال الذي أدى لوقوعه”، معتبرا أن “السبب الأبرز في الغموض الذي يكتنف هذا الملف هو أن الهدف من ورائه لم تكن مسألة أمنية فقط وإنما كان هذا العمل مفتاحا لباب جهنم على اللبنانيين..، وإذا عرفنا من المستفيد من هذه الجريمة نعرف الفاعل الذي هو حتما الكيان الصهيوني مدعوما من الولايات المتحدة الأميركية فلهما وحدهما المصلحة الأكيدة في ما وصل إليه البلد اليوم من أجل حصار المقاومة وإضعافها وإسكاتها”.
وأعلن التجمع ما يلي:
“أولا: يؤكد تجمع العلماء المسلمين على ضرورة أن يضع القضاء اللبناني يده على الملف بشكل صحيح وتكليف محقق عدلي يتسم بالنزاهة ونظافة الكف والذهاب في التحقيقات بالاتجاه الصحيح لمعرفة الجهة التي تقف وراء إحضار هذه المواد إلى لبنان والهدف من استيرادها.
ثانيا: يطالب تجمع العلماء المسلمين الحكومة اللبنانية بأخذ دورها في متابعة آثار هذا الحادث والجريمة المروعة من خلال إعادة إعمار المرفأ ليعود إلى نشاطاته السابقة وتطوير هذه النشاطات لما في ذلك من إسهام في رفد الخزينة بالأموال اللازمة للخروج من المأزق الاقتصادي الذي يعاني منه البلد.
ثالثا: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن واحدة من الأمور التي تطيل الوصول إلى نتيجة في هذا الملف هو ضغوطات دولية تمارس على القضاء، خاصة من الولايات المتحدة الأميركية، والتي يجب أن تفضح، لأن هذه الدولة المعادية تعرف أن تحقيقات شفافة ستوصل إلى أنها وربيبتها الكيان الصهيوني وراء هذا العمل الجبان.
رابعا: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن بقاء الفراغ في سدة الرئاسة يطيل من أوقات الأزمات التي يعاني منها البلد ومنها معرفة من يقف وراء التفجير الآثم لمرفأ بيروت ويمنع أهالي الشهداء والجرحى ومن تضررت بيوتهم من الحصول على تعويضاتهم المستحقة بسبب عدم إصدار قرار قضائي نهائي في القضية، ما يفرض الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية تنتظم معه أحوال البلد ومؤسساته الدستورية”.