مؤتمر “الجمهورية القوية”: للاستمرار بالتحقيق في انفجار المرفأ على صعيد دولي
عقد تكتل “الجمهورية القوية” مؤتمرا صحافيا، نظمه جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية”، بعنوان “العدالة المعطلة في لبنان: حان الوقت لتحرك دولي في فندق “سيتيا” – الأشرفية، بالاشتراك مع منظمات حقوقية دولية وأهالي الضحايا والمتضررين، بهدف الإضاءة على التطورات الأخيرة في ملف التحقيق في انفجار المرفأ والخطوات العملية اللاحقة.
حضر المؤتمر عدد من أعضاء تكتل “الجمهورية القوية”، النائب فؤاد مخزومي، أعضاء وممثلو السلك الديبلوماسي والجمعيات والمنظمات العالمية في لبنان وفاعليات حزبية وبعض أهالي الشهداء.
وتخلل المؤتمر عرض شريط مصور عن البيان المشترك لـ38 دولة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن تحقيق في انفجار المرفأ.
حاصباني
وقال النائب غسان حاصباني: “الذكرى الثالثة لتفجير مرفأ بيروت تقترب، وما زالت العدالة معرقلة، والعدالة المتأخرة هي أكثر مرارة من الظلم. لذلك لا ننتظر بل نعمل على فكّ أسر القضاء وتحقيق العدالة بكل ما أوتينا من قدرات. فأصبح موضوع جريمة مرفأ بيروت على طاولة المحافل الدولية، من الأمم المتحدة وصولا إلى الاتحاد الأوروبي. وها هو البرلمان الأوروبي يتحرك اليوم بعد أن كان مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قام بذلك سابقا، نتابع معه بالتعاون مع أهالي الشهداء والمتضررين ومؤسسات غير حكومية ونواب”.
أضاف: “العرائض الموقعة من قبل النواب والمنظمات الإنسانية مؤازرة لتواقيع ومطالب أهالي الشهداء والمتضررين، تقوم بفعلها وتساهم بالاستحصال على هذا الدعم الدولي للتحقيقات، بعدما اختطف القضاء اللبناني بهدف تغطية الفاعلين والمتورطين. وفي هذه المناسبة، نذكر اللبنانيين والعالم، بأنّ بيروت دمرت وأهلها قتلوا بأفظع عملية تدمير شاملة في هذا القرن، فلا يمكن بأي منطق أن تمّر جريمة بهذا الحجم من دون كشف الحقيقة والمحاسبة والعقاب خاصة أن هذه الجريمة لا تطال اللبنانيين فحسب، بل الإنسانية ككل”.
وتابع: “البعض اعتبر أن كثرة المطالبة والعرائض لا تفيد. لكن الحق الذي لا مطالب به يسقط مع الوقت وتوقيت المطالبة مع الاجتماعات الأممية والدولية يبقي القضية حية. وها نحن اليوم مع مجموعة من النواب والمؤسسات الإنسانية توقع هذه العريضة ونطرحها على البرلمان الأوروبي الذي يناقش موضوع لبنان الأسبوع المقبل وهيئة حقوق الإنسان المجتمعة هذا الشهر لاستكمال ما بدأت به من عمل باتجاه دعم القضاء اللبناني وفك أسر العدالة. نحن كأبناء هذه المدينة وممثلين لأهلها وسكانها، نتعهد بأننا سنبقى مثابرين بجهد وبلا كلل، لمنع تهجير أهلها من قبل المسؤولين عن هذه الجريمة وكل الذين يستغلونها لتنفيذ مشاريع تهجيرية في المناطق المنكوبة، كما نستمر بالعمل داخلياً ودولياً، للوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة مهما طال الزمن“.
عقيص
من جهته، ذكر النائب جورج عقيص بأنه “بعد ثلاث سنوات من انفجار بيروت، توقف القاضي بيطار عن العمل منذ كانون الأول 2021. ولم تتمكن محكمة التمييز بالردّ على الشكاوى المرفوعة ضدّ القاضي بيطار من قبل قوى 8 آذار. وعلى الرغم من ذلك، إلا أنّ عائلات الضحايا ومنظمات حقوق الإنسان والنواب من مختلف الأحزاب والتكتلات يضغطون على مجلس حقوق الإنسان لإنشاء بعثة لتقصي الحقائق في لبنان”.
اضاف: “إننا في القوات اللبنانية والجمهورية القوية، نعمل الآن على ثلاثة مستويات: أوّلها من خلال التعاون عن كثب مع البرلمان الأوروبي، وستظهر نتيجة هذا التعاون الأسبوع المقبل في البرلمان الأوروبي الذي سيقرّ إنشاء لجنة لتقصي الحقائق، ما سيشكّل نقطة تحول لمعركتنا. كما نعمل مع مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة هنا أيضًا، إلى أننا تقدمنا بتعديل بعض نصوص قانون أصول المحاكمات الجزائية المتعلقة بالمجلس العدلي في ما يختص بقضية تفجير مرفأ بيروت الذي يعطي الصلاحية الكاملة لقاضي التحقيق العدلي وحده في إصدار قرار الاتهام“.
قيومجيان
بدوره، قال رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات” الوزير السابق ريشار قيومجيان: “المؤتمر يوجه خمس رسائل: الأولى إلى أهالي الشهداء والضحايا والى أهلنا في بيروت والجميزة ومار مخايل والرميل والأشرفية والمدور وساحل المتن، لنؤكد أن الحقيقة والعدالة في لبنان لن تموت ولن يفلت الجاني أو المتورط من العقاب طالما نحن وإياكم ملتزمون في هذه القضية، لذلك قضية مرفأ بيروت لن تموت”.
اضاف: “الرسالة الثانية موجّهة إلى الأمم المتحدة وأمينها العام الذي تلقّى عريضة موقّعة من تكتل الجمهورية القوية في الشهر الأول للجريمة تطالب بتأليف لجنة تقصّي حقائق دولية. ولا بدّ من الإشارة هنا أيضًا إلى أننا بعدها توجّهنا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة واليوم نتقدم بعريضة موقّعة من 35 نائبًا. أما الرسالة الثالثة فنوجّهها إلى لجان العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي والبرلمانات الأجنبية، لا سيّما البرلمان الفرنسي والكونغرس الأميركي”.
وتابع: “الرسالة الرابعة موجّهة إلى القضاء اللبناني المعطّل والمعرقل، أننا سنستمرّ بالوقوف إلى جانب كل قاضٍ شريف لأن استقلالية القضاء لا تتحقق فقط من خلال القوانين والتشريعات، إنمّا أيضًا بالموقف الحرّ الذي لا يهاب الضغوطات. وأخيرًا وخامساً نوجّه رسالة إلى معرقلي التحقيق لنقول لهم إنّه لا التهديد أو التهويل أو دعاوى الردّ والادعاء على قاضي التحقيق أو العرقلة قانونية أو افتعال انقسام في صفوف أهالي الشهداء والضحايا أو أحداث داخلية كما حصل في الطيّونة وعين الرمانة كل ذلك لن يثنينا عن التزامنا والاهالي بقضية الحقيقة والعدالة في تفجير المرفأ”.
فقيه
من جهتها، قالت مديرة قسم الأزمات والنزاعات ومديرة مكتب “هيومن رايتس ووتش” في بيروت لما فقيه: “توصل تحقيق أجراه المكتب إلى تبيان تورط كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين. ويستند هذا التحقيق على أكثر من 100 تقرير رسمي ومقابلات مع مسؤولين حكوميين وقضائيين وأمنيين”.
اضافت: “لا تزال الأصوات والمطالبات ترتفع لاتخاذ إجراءات دولية في هذا الملف بفضل الضغوطات التي يمارسها بعض النواب والمنظمات والجمعيات الحقوقية العالمية وأهالي الضحايا والشهداء. لذلك، نؤكد استمرارنا في إسراع التحقيقات، وندعو السياسيين واللبنانيين إلى سير قدمًا في هذه القضية“.
مخزومي
وكانت كلمة لمخزومي قال فيها: “ان قضية المرفأ على رأس جدول أعمالنا، لا سيّما في جولاتنا في الخارج وقد أصررنا على إنشاء لجنة تقصّي حقائق بعد غياب أي نيّة جديّة من قبل الدولة اللبنانية على ممارسة واجباتها في هذا الملف، وسنبقى إلى جانب أهالي الشهداء والضحايا حتى تحقيق العدالة“.
روكز
وأشارت الناطقة باسم أهالي الشهداء والضحايا المحامية سيسيل روكز الى “العراقيل والتعطيلات التي مارستها بعض القوى السياسية في ملف المرفأ، بدءًا من استبعاد القاضي فادي صوان من تحقيقات الانفجار وتهديدات أمين عام حزب الله حسن نصر الله لكفّ يد صوان عن الملف، وصولًا إلى طلب الوزير راوول نعمة بإخراج الأعمال الحربية والإرهابية من دائرة الأسباب التي أدت إلى وقوع الانفجار ورفض مجلس النواب بإعطاء الإذن لملاحقة أي نائب ووزير، ناهيك عن تقدم الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر بطلب ردّ ضدّ القاضي بيطار ومحاولات للاعتداء علينا خلال وقفاتنا الاحتجاجية وافتعال الفتن”.
وقالت: “كلّ ذلك يظهر أنّ جميع الوزراء المتورطين في هذا الملف خالفوا القوانين والأصول وضربوا عرض الحائط مبدأ فصل السلطات بهدف عرقلة التحقيق وطمس الحقيقة. ومن هنا، نؤكد لكل معرقل أنّ دم شهدائنا وضحايانا لن يُهدر ونظلّ رافعين صوتنا ومطالبنا للأمم المتحدة والمجتمع الدولي لألّا نبقى تحت رحمة الفاسدين“.
الخوري
ولفتت ميراي بازرجي الخوري والدة الضحية الشهيد الياس الخوري الى أنه “من الواضح أن العدالة في لبنان لا يمكن أن تتحقق، وما من فصل حقيقي للسلطات”.
وقالت: “نناشد المنظمات الحقوقية الدولية مرة أخرى لمساعدتنا بهدف تحقيق العدالة. كما ندعو مجلس حقوق الإنسان في النظر في انتهاكات حقوق الإنسان فيما يخصّ انفجار المرفأ والتحقيق فيه“.