لماذا تنجح المؤسسات العسكرية والأمنية وتفشل المؤسسات المدنية؟

كتب محمد حسن العرادي

في كثير من الدول العربية تنجح المؤسسات العسكرية والأمنية في تقديم الخدمات المعيشية لكافة منتسبيها، الأمر الذي يجعل الانتساب لهذه المؤسسات اُُمنية تُدغدغ عقول الشباب العربي وتحلق بتطلعاتهم إلى السقوف العالية، بعضهم يتطلع إلى حياة هادئة ومستقرة في الوظيفة، الإسكان، التقاعد، الصحة، التعليم، التموين، وبعضهم يحلم بشيء من بريق السلطة يمارسه من خلال المسميات القيادية التي يمكن أن يصل اليها بالتراتبية.

لا يختلف الأمر كثيراً في البحرين، فالمنتمين للسلك العسكري والأجهزة الأمنية بصورة عامة، يحصلون على الكثير من الامتيازات التي لا يحصل عليها بقية المواطنين، الأمر الذي يفتح هامشاً من الأسئلة عن الأسباب التي تجعل المؤسسات العسكرية تنجح في الوفاء بكل هذه الخدمات، بينما تعاني المؤسسات المدنية الشبيهة فشلاً ذريعاً في تحقيقها.

نُلاحظ مثلاً أن المشاريع الإسكانية التي توفرها المؤسستين العسكرية والأمنية لا تعاني من تكدس الطلبات، بل توفر الاستقرار الاجتماعي وتغطي إحتياجات المنتسبين لهاتين المؤسستين بنجاح ملحوظ قي مدة زمنية قصيرة، بينما تمتد فترات الانتظار إلى أكثر من عشرين سنة بالنسبة لوزارة الإسكان، فلماذا ينجح الإسكان العسكري ويفشل الإسكان المدني، وبالمقابل تنجح برامج وصناديق التقاعد العسكري التي لم نسمع يوماً بأنها تعاني من العجز الإكتواري وتفشل مؤسسة التأمينات.

وتنسحب المقارنة إلى قصص النجاح التي تحققها المؤسسات العسكرية والأمنية في توفير المواد الاستهلاكية والتموينات المدعومة بأسعار مناسبة، بينما يعاني بقية المواطنين، من إرتفاع الأسعار بشكل متزايد، وعلى الجانب الآخر نجد النجاح الذي تحققه المستشفيات العسكرية، بينما مستشفياتنا المدنية تعاني من الإزدحام وتردي الخدمات وقلة الأطباء الاستشاريين وتباعد المواعيد لفترات طويلة؟

ولنا أن نتساءل لماذا تنجح المؤسسة العسكرية والأمنية في توفير حياة كريمة ذات مستوى جيدٍ جداً مع كافة الإحتياجات الحياتية لمنتسبينها، بينما تخفق المؤسسات المدنية الشبيهة وتُنتج المشكلات والمعضلات المستمرة، هل ترى أن الفرق سببه الانضباط والالتزام الذي تفرضه المؤسسات العسكرية، بينما تتراخى الأمور وتتراجع في المؤسسات المدنية، أم أن هناك أسباب أخرى، باختصار إذا كان أبناء البحرين قادرين على تحقيق النجاحات في المؤسسات العسكرية والأمنية، فإنهم قادرون على تحقيق النجاحات في المؤسسات المدنية فمتى يتحقق ذلك وكيف؟ ما رأي السادة النواب؟