
تعرفوا إلى تكنولوجيا الأزياء الافتراضية التي تخصّص تصاميم حتى لصور Avatar
شهد عالم الموضة والأزياء تغيّراً كبيراً بعد جائحة كورونا، التي فرضت على العلامات التجارية الكبرى استبدال التقنيات والقواعد القديمة المعتمدة في سبيل الترويج والتسويق للعلامة.
أسابيع الموضة التي تحدث على الأقل مرتين في السنة، والتي تقام عادةً في أكبر عواصم الموضة مثل باريس، نيويورك وميلان، هي تقليد أساسي يثبت شهرة ونجاح الماركات المشاركة فيه. ولكن، هذا التقليد الذي هو جزء لا يتجزء من جدول العلامات التجارية الكبرى اتخذ منحاَ جديد أكثر فاعلية وفي متناول الجميع.
لم يعد حضور عروض الأزياء الكبرى مقتصرا على فئة معيّنة من المجتمع، حيث بات باستطاعة الجميع معرفة كل جديد في عالم الموضة والأزياء!
بدأت عروض الأزياء الحضورية بالعودة تدريجاً إلى عواصم الموضة الكبرى، ولكن الحدث الأبرز هو النهضة الكبيرة في عالم التكنولوجيا التي سهّلت امام محبي أحدث الصيحات الظهور بملابس يمكن ارتداؤها حصرا على الشبكات الاجتماعية أو ألعاب الفيديو.
وبفضل الوسائل الافتراضيّة، يتوقع رواد الموضة الرقمية أن يتمكن الجميع يوما ما من ارتداء ملابس بألوان وتصاميم يرغبون بها، من خلال استخدام التطبيقات الافتراضية، وذلك في ظاهرة أججتها تدابير الإغلاق العالمية ومن شأنها إحداث خضة كبيرة في القطاع.
تطبيق “ذي فابريكنت”

انستغرام “ذي فابريكنت”/مصدر الصورة
بدأت شركة “ذي فابريكنت” صنع ملابس رقمية سنة 2018 مع حوالى عشرين مصمم أزياء وغرافيك. لكن إيرادات الشركة حققت ارتفاعا كبيرا مع جائحة كوفيد-19.
وقد ساهمت في تغيير حياة المصممين بشكل خاص، وحياة محبي الموضة بشكل عام، وذلك بفضل التجربة الافتراضية التي منحتها لهم.
يستطيع المصممون تنفيذ ابتكاراتهم وتصاميمهم من خلال هذا التطبيق وتقديمه لمحبي العلامة لتجربته افتراضياً وإجراء التعديلات اللازمة، وشراء القطعة، في حال تمّ الاتفاق على التصميم والسعر.
تتراوح أسعار هذه الملابس الاستشرافية التي ينجزها مصممون يافعون، بين بضع عشرات الدولارات وصولا إلى الآلاف في حال أراد الشاري الحصول على تصميم حصري. ويمكن للمستخدمين الدفع بالعملات المشفرة مثل البيتكوين.
تتم التداولات من خلال تكنولوجيا “NFT” (الرموز غير القابلة للاستبدال). وثمة أزياء يمكن شراؤها إلكترونيا فقط، ليلسبها الشاري لصوره الرمزية (Avatar).
يتشكّل بذلك عالم مليء بصور مركبة وأشخاص مزودين بنظارات سوداء سميكة يتحركون تبعا لما يظهر لهم في هذا الـ”ميتافيرس” (عالم مواز) كما في فيلم “ريدي بلاير وان” لستيفن سبيلبرغ الصادر سنة 2018.
وتقول الناطقة باسم شركة “ذي فابريكنت” الهولندية الناشئة ميكاييلا لاروس “نحن نبدع من دون أي شيء مادي بتاتا. الموضة هي تجربة قبل أي شيء. لا نحتاج حكماً إلى أن يتكوّن لدينا بصورة مادية الشعور المتأتي من ارتداء ملابس مذهلة”.
تعمل الشركة اليوم مع علامات تجاريّة بارزة بينها “PUMA” و”TOMMY HILFIGER” لتصميم ملابسها بالأبعاد الثلاثية، ما يتيح تقليص نفقاتها الإنتاجية، وهي بذلك تساعد الزبون على التعبير عن ذوقه في الملابس من دون استخدام مواد أولية أو إصدار انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، أي اعتماد أساسي لمبدأ الاستدامة والمحافظة على البيئة، وهو أمر هام وأساسي تتطلع الشركات العالمية لتطبيقه اليوم.
تطبيق “دريس اكس”

انستغرام “دريس اكس”/مصدر الصورة
أبصر هذا التطبيق النور قبل عام في سان فرانسيسكو، وضمّ مئات الفساتين والمجوهرات والقطع الفنية الرقمية في مقابل أقل من عشرة دولارات شهرياً، وهو سعر لا بأس به، ويستطيع كل من اشترك في هذا التطبيق عيش تجربة ارتداء الأزياء.
ناتاليا مودينوفا هي إحدى مؤسَستي التطبيق، تؤكد أن هذا المنحى له مستقبل واعد، بالرغم من بعض الثغرات والمشاكل التي يتعيّن حلّها.
وتوضح شريكتها في تأسيس التطبيق، داريا شابافالوفا أن الكثير من العلامات التجارية الكبرى تتردد في خوض هذه التجربة، ولكنهم سينضمون إليه كل ما تمّ تحسين وتطوير التطبيقات.

انستغرام “دريس اكس”/مصدر الصورة
عروض الأزياء حول العالم
تقام اليوم عروض الأزياء في باريس، بعد أن تم تقديم عروض مذهلة لعلامات تجارية كبرى في ميلان، وقد كانت العروض الافتراضية حدثاً أساسياً اعتمدته الشركات في بث العروض عبر مواقعها التجارية ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساهم في حصولها على آلاف المشاهدات لذا، لا بدّ من التأكيد على أهمية هذه النقلة النوعية التي تغيّر حياة الناس يوماً بعد يوم.
من أبرز العلامات الكبرى التي اعتمدت على التطبيقات أو مواقع التواصل الاجتماعي لبث مجموعاتها، دار “بالنسياغا” التي عرضت ملابس وأحذية رياضية للاعبين الذين يفوق عددهم 250 مليوناً، عبر تطبيق لعبة الفيديو الشهيرة “فورتنايت”.
بعض العلامات التجارية الكبرى لا تؤمن بالعالم الافتراضي، بل تعتبر أن تجربة الأزياء تفرض علينا لمس القطعة وتجربتها، ولكن خبراء الموضة يرجحون أن هذا التحوّل في عالم الموضة والأزياء صار إلزاميا.