
قلعة الحصن إلى الترميم لرفعها عن دائرة الخطر
أجواء برس – دمشق
وقعت اتفاقية لترميم قلعة الحصن أو ما تعرف عالمياً باسم Crac Des Chevaliers؛ حيث تحوّلت القلعة خلال الحرب في سوريا إلى ساحة قتال عنيف، وذلك بعد تمركز الفصائل المقاتلة داخلها، ما تسبّب بتدمير بعض الأقواس والواجهات وألحق أضراراً بزخرفات تزين الأعمدة الضخمة داخل القلعة.
وكانت قلعة الحصن آنذاك قد شكلت آخر معقل لفصائل المعارضة في ريف حمص الغربي على مقربة من الحدود اللبنانية، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من السيطرة عليها في مارس (آذار) 2014.
وعليه كان لا بد من الحفاظ عليها لأهميتها التاريخية والعمل على الترميم الذي سيشمل حصن الظاهر بيبرس والكنيسة والاسطبلات.
تعد قلعة الحصن واحدة من بين خمس قلاع صليبية ما زالت قائمة على الأراضي السورية، وهي من القلاع الاستراتيجية التي شيدت بهدف حماية موقع هام يشكل ملتقى الطرق التجارية والعسكرية بين حمص وطرابلس وطرطوس، وشكلت عبر تاريخها تهديداً عسكرياً لأي جيش يمر بالمنطقة نظراً لموقعها وقوة تحصينها، حيث تسيطر القلعة على ثغرة حيوية بين أقصى الطرف الجنوبي لجبال اللاذقية وعلى طول سلسلة جبال لبنان، وهي مبنية على منصة طبيعية من الصخور الصلبة، محاطة بوادٍ شديد الانحدار منحها حماية طبيعية.
وقّع على الاتفاقية كلٌّ من مطران السريان الأرثوذكس مار بطرس قسيس والمدير العام للآثار والمتاحف محمد نظير عوض بحضور وزير السياحة محمد رامي مارتيني ومحافظ حمص بسام بارسيك والبعثة المشتركة السورية الهنغارية التي ستقوم بأعمال الترميم .
وعن هذه الاتفاقية تحدث المدير العام للآثار والمتاحف “محمد نظير عوض” عن أهمية الترميم والاتفاق الذي ينص على مشاركة المجتمع المحلي في عملية الحفاظ على التراث والثقافة معتبراً الاتفاقية مبادرة مهمة من وزارة الثقافة لكون المبالغ المالية المخصصة ستصرف على أعمال ترميم تحتاجها القلعة وهي ستشمل ثلاثة مواقع (برج الظاهر بيبرس والكنيسة ومحيطها والإسطبلات)، مشيراً إلى أن التوقيت مهم لأن وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف تقومان بالإجراءات التصحيحية لرفع قلعتي صلاح الدين والحصن عن قائمة الخطر لكونهما مسجلتين في قائمة التراث العالمي، منوهاً بأن الملف تم الانتهاء منه، واللقاء مع “اليونسكو” يتم عن بعد عبر (الإنترنت).
أما مدير البعثة المشتركة السورية الهنغارية “بولاج مايور” قال: جئنا لمساعدة الفريق السوري في قلعة الحصن منذ عام 2017 وسبق للحكومة الهنغارية أن قدمت مساعدة لترميم السطح منعاً لتسرب المياه للداخل، واليوم عادت هنغاريا لتساعد مرة ثانية لترميم برج الظاهر بيبرس المزعزع إنشائياً ووضعه خطير جداً وفي حال استمر الأمر على ما هو عليه سوف ينهار القبو، وهو يعدّ من أجمل الأبراج الإسلامية في القلعة وفي سورية بشكل عام، منوهاً بأنه لابد من تدعيم الإسطبلات إضافة إلى ترميم الكنيسة وفي المشروع الحالي سيوضع نوافذ للكنيسة وأبواب لتكون جاهزة كقاعة اجتماعات للآثار والثقافة وغيرها.
يذكر أن قلعة الحصن تعد أفضل نموذجٍ محفوظٍ عن قلاع الفترة الصليبية وقلاع القرون الوسطى، كما أنها توثيق فريد لتطور عمارة التحصين في الشرق الأدنى خلال تلك الفترة، وقد سجلت في عام 2006 على لائحة التراث العالمي، وقد وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بأنها، “أُعجوبة الهندسة في العصور الوسطى”.