مرة اخرى بعد الألف للمقاومة قدرات تلجم “إسرائيل” وتبقي الحرب تحت السيطرة

وتؤسس لتحرير فلسطين عبورا

ميخائيل عوض

لم ولن تستنفذ المقاومة وسائلها وقدراتها لإسناد غزة واشغال إسرائيل وحماية وانتزاع حقوق لبنان وسيادته كاملة.

بادرت وهي على معرفة تامة بما هو جار وما سيكون بعد عملية الطوفان العجائبية.

فهي تعرف قدراتها ومحورها وتعرف عن قرب  وضع إسرائيل وقدراتها وخيارتها ولا يغيب من معرفتها قدرات أميركا وحلفها وعالمها .

فعلى مدى أربعة عقود ثقيلة قاتلتهم في كل الساحات والمسارح وراكمت الانتصارات وزادت بالنقاط وكانت تعد لحرب كبرى وللعبور لتحرير القدس.

قد تكون فوجئت بتوقيت عملية الطوفان وككل الفاعلين بما فيهم كتائب القسام وحماس فوجئت بنتائجها الباهرة وسرعان ما تكيفت وغيرت من استراتيجياتها وتكتيكاتها العسكرية والسياسية والاعلامية. وهذه تسجل لها.

تعرف المقاومة الاوضاع اللبنانية وحالة الناس والاقتصاد والتوترات الاجتماعية والجهوية والسياسية. وذكائها بل فرط الذكاء جعلها تقاتل وتنجز وتحقق اهداف ذات طابع استراتيجي مؤسس. ودفعت اثمان باهضه عن معرفة وقرارها ان تبقى الحرب تحت السيطرة ويدها العليا والا تتحول الى حرب التدمير الشامل وتحرير فلسطين بثمن كبير.

بينما إسرائيل مردوعه وتقوم باغتيالات واستهداف القرى وتوسع من مناطق استهدافها وتضرب اهداف مدنية. كانت المقاومة تقوم بتدمير التحصينات وخطوط وقلاع الدفاع وتعمي وتصم إسرائيل، وتدمر مقرات وقواعد السيطرة والقيادة ونجحت في ابطال فاعلية القبة الحديدية واستنزفتها ودمرت مرابضها ومرابض المدفعية وحرمت الجيش الإسرائيلي من حصونه ومن الانتشار الأمن واستنزفته مادياً ومعنوياً.

إسرائيل تحت ضغوط أزماتها وعجزها وخسارتها حرب غزة ونقص عديد جيشها، ورفض الخدمة تحاول توسيع رقعة الاستهداف وتضرب في بيروت واقليم الخروب والبقاع وبعلبك، وهدفها شد معنويات المستوطنين والجيش والراي العام الذي اقترب من التسليم بعجز إسرائيل في الشمال.

كيف سترد المقاومة وهل فرغت جعبتها؟.

لم تفرغ ولن تفرغ بل هي في زيادة نوعية وكمية من السلاح والرجال والأهداف الثمينة وعلى نهجها واستهدافاتها الاستراتيجية لتأمين مسرح الحرب للعبور ساعة تدق ساعتها او تضطر او اذا ارتكبت  مغامرة انتحارية.

مخزون الصواريخ والمسيرات زاد كما ونوعاً، ولم تستخدم بعد إلا الاجيال المنسقة والمتقادمة.

مخزون الأهداف الثمينة تعرفها واجلت ضربها لهذا الزمن. فمرصد جبل الشيخ واخواته اهداف ثمينة بعد ان وحدت الجبهة من الناقورة الى الحمة السورية ومازال لها اهداف في الجولان ثمينة

وتكتيكات حرب المقاومة والعصابات الثورية التقليدية لم تستخدمها  بعد وهي ايسر عليها من اي عمل وتتقنها، وملعبها القتال من مسافة صفر ورجل لرجل ورجالها اشداء ومؤمنين ويطلبون احد الحسنيين على عكس المرتزقة وجيش اسرائيل المترنح وقد كشفته طوفان الاقصى على هزاله وانه ليس اكثر من خردة جيوش.

وتكتيكات حرب المقاومة الهجومية يمكن حصرها في جغرافية الخمسة كيلومترات في الحزام الامني الذي انجزته في شمال فلسطين. فالعبور لمجموعات وزرع العبوات وتفجيرها والاغارة على الحصون وتدميرها والاستفراد بمجموعات من الجنود واسرهم او قتلهم تكتيكات ونمط من الاعمال تجيدها واختبرتها وهزمت إسرائيل واضطرتها عام 2000 بالانسحاب ورأسها تحت ذيلها ودون شروط.

مازالت المقاومة سيد الميدان ويدها لعليا ولديها ما ترد وتلجم الاعتداءات واستهداف المدنيين والبيوت والمصاح التجارية وانتزاع النصر الباهر وتدير حربها بهدوء وحكمة ومعرفة وبإبداع.

وهي بكل الأحوال لم تستخدم اثقل وافعل اسلحتها إصبع السيد حسن نصرالله الذي ما زال ملتزماً بخطاب ولغة دفاعية، وإن فعلها وعاد للغته الهجومية وتحذير قادة إسرائيل والنصح للمستوطنين بترك فلسطين والرحيل اليوم قبل ان يفوت الوقت ولا يجدون وسائل تنقلهم ولا مطارات وموانئ تأويهم سيدب الرعب بقلوبهم ويرتدعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى