
محمد عاصي لـ”أجواء برس”: العهد ليس بحاجة لمسايرة الاتحاد والحكام.. وهذه هي علاقتنا مع النجمة
سر نجاحنا هو أننا نتابع كل "صغيرة" و"كبيرة"
سامر الحلبي
يقولون لكل مجتهد نصيب ومن يزرع يحصد ثمرة جهوده، وبالثبات والعمل الجماعي يصل كل عامل إلى ما يصبو إليه، فقد توج فريق العهد بطلا للدوري اللبناني لكرة القدم للمرة الثامنة في تاريخه انطلاقا من هذه الثوابت وهو يستعد لإقامة احتفال مميز يوم الجمعة الواقع 20 أيار/مايو الجاري على ملعب مجمع فؤاد شهاب البلدي في جونية في مباراته الأخيرة من سداسية الأوائل.
وللوقوف أكثر حول شؤون وشجون بطل لبنان كان لموقع أجواء برس حديث مع أمين سر نادي العهد محمد عاصي الذي قال إن فقدان اللقب في الموسم الماضي كان حافزا قويا لنا لاستعادته في الموسم الحالي، وما جرى في السنة الماضية من أحداث عديدة بين تفشي كورونا وإغلاق الطرقات وأزمة اقتصادية خانقة وغيرها جعلنا نعتقد بأن الموسم الكروي لن يكمل طريقه إلى النهاية المنطقية والمعتادة وشعورا منا بالأوضاع الضاغطة سمحنا للعديد من لاعبينا بالسفر واللعب مع أندية خارجية في العراق وبنغلادش وماليزيا وغيرها على سبيل الإعارة وبالتالي فقدنا عناصر أساسية أضف إلى ذلك بعض الإصابات التي لحقت بلاعبين وأيضا أخطاء فنية بسيطة أدت إلى التعادل في بعض المباريات، كل هذه العوامل كانت وراء ضياع اللقب الذي أحرزه فريق الأنصار “المجتهد” وعلى الرغم من ذلك اكملنا مهمتنا ووضع نصب أعيننا استعادته في الموسم الحالي وهذا ما حصل وشاهده كل الناس.
ويضيف عاصي “عملنا على سد الثغرات وتعزيز صفوف العهد بباقة من اللاعبين المميزين ابرزهم حبيب شويخ وزين العابدين فران ومحمد ناصر كما تم ترفيع لاعبين من فريق الشباب وبدا واضحا أن الجهاز الفني بقيادة باسم مرمر وكل المنظومة العهدية يعملون لاستعادة اللقب فقد أنهينا القسم الأول من البطولة بلا اي خسارة قبل الدخول في “السداسية” وهذا إنجاز كبير على صعيد الدوري المحلي وتوجنا باللقب قبل انقضاء المرحلة السداسية بثلاث مراحل بعد أن استعدنا أحمد العكايشي وأحمد زريق وربيع عطايا فهؤلاء بحد ذاتهم نصف فريق”.
أما أبرز المنافسين فكانوا برأي عاصي فريقي البرج وشباب الساحل في المرحلة الأولى قبل أن يعود الأنصار حامل اللقب لمزاحمة فريقه في سداسية الاوائل ولكن العهد نجح في حسم الأمور وانتزاع اللقب.
متابعة دؤوبة
وعن أسباب النجاح والثبات في النادي يعزو عاصي ذلك إلى حرص الإدارة وسهرها على المصلحة الداخلية ومتابعة أحوال اللاعبين في كل صغيرة وكبيرة والوقوف إلى جانب قضاياهم حتى الشخصية منها وبتوجيه مباشر من الرئيس تميم سليمان.
ويأسف عاصي بالنسبة إلى تراجع مستوى فريق النجمة الذي كان عنصرا منافسا بقوة في السنوات الماضية ولكنه هذا العام كان يلعب في سداسية الأواخر، ويعتبر أن “الثالوث” الثابت مؤلف من العهد والأنصار والنجمة وكلما زادت قوة الفرق الباقية زادت حلاوة البطولة واشتعلت الإثارة وخصوصا مُباراة العهد أمام النجمة التي تحظى بلوحة جماهيرية خاصة وتشجيع لافت.
وعن غياب الجمهور طيلة مرحلة الذهاب وعودته بعدها يرى عاصي أن الملاعب لا تحلو إلا بوجود الجمهور وقد طلب من الاتحاد أن يسمح بعودة الجماهير في السداسية بعد اجتماع رؤساء الأندية الستة بادر الاتحاد “مشكورا” بالسماح لدخول 300 متفرج وان الجمهور له تأثيره السحري على اللاعبين وخصوصا لاعبي العهد، فيعتبره عاصي هو الرقم واحد وليس الرقم 12.
ويتابع قائلا “طلبنا من الاتحاد السماح بدخول قرابة 1500 متفرج في المباراة أمام التضامن في صور وكان لتشجيع الجمهور طيلة فترة المباراة تأثير إيجابي جدا على اللاعبين ونجحنا في تحقيق الفوز برباعية وهذا أمر نادر الحصول على ملعب صور لأننا كنا بحاجة لحسم اللقب لمصلحتنا وهذا ما حصل”.
مفاجأة واحتفالية مميزة
يضيف “ستكون المباراة الختامية للعهد يوم الجمعة بمثابة احتفالية فالاتحاد سيقدم كأس البطولة أما نحن سنتكفل بتجهيز قوس النصر و”مفاجأة” للجمهور كما عودناهم في السابق عندما أنزلنا مظليا قبل أسابيع وكما اطلقنا طائرة من مطار بيروت الدولي عندما احرزنا اللقب السابع فقامت بالتحليق فوق المدينة الرياضية و”لفت” سبع مرات والقت قصاصات ورقية صفراء، وفي مباراة يوم الجمعة سيرتدي اللاعبون طقما جديدا للمرة الأولى بمناسبة التتويج؛ وأنا أدعو جماهير أي فريق يفوز بلقب أن يحتفل بطريقة حضارية وحتى جماهير الفريق المنافس تصفق للمنتصر وتبارك له فكرة القدم رياضة لا أكثر، فلنبتعد عن العصبية والتشجيع المهين والعبارات النابية وسواها وأرى أن الشعب اللبناني من حقه أن يفرح ويخرج من أحزانه وهمومه”.
وعن مستوى كرة القدم اللبنانية بشكل عام يرى عاصي أن الفرق المحلية قبل انتشار فيروس كورونا بدأت تتطور وأكبر دليل أن فريقه أحرز لقب كأس الاتحاد الآسيوي وهو فريق منافس دوما وبات رقما صعبا في هذه البطولة وترك بصمة واضحة وهناك فرق لبنانية تتفاخر بأنها وصلت إلى النهائي ولكن الفخر أن تحرز اللقب ولا تتغنى بوصولك إلى النهائي حسب عاصي الذي يقول “حتى المعلقين العرب على مباريات العهد يقولون في كل مباراة انتبهوا من العهد لأنه فريق مرشح للمنافسة على اللقب الآسيوي وادعوا الجميع للمثابرة والعمل بإخلاص ونية صادقة وليس هناك شيء اسمه المستحيل وبإمكاننا الدخول إلى دوري الأبطال وترك بصمة”.
وتمنى عاصي التوفيق لفريقي النجمة والأنصار في مشاركتهما المقبلة في المسابقة القارية وأن يحرز أحدهما اللقب ويكسر احتكار نادي العهد الذي أحرزه عام 2019 واهداه إلى كل الجماهير اللبنانية وليس فقط لجمهور ناديه، على الرغم من أنه هو من يستحق أن يفرح، ولكن العهد كان يمثل كل لبنان يومها بحسب عاصي.
العكايشي لم يعرض نفسه على النجمة
وحول إعارة لاعبين من ناديه إلى الأنصار والنجمة قال “تواصل معنا إداريون من الفريقين وطلبت إدارة النجمة مشاركة التونسي أحمد العكايشي ولم نمانع أن يتواصلوا معه مباشرة للاتفاق على المبلغ المالي ولكن لم نعد نسمع جوابهم وعلى عكس ما قيل في وسيلة إعلامية أن العكايشي عرض نفسه على رئيس نادي النجمة ووضع شروطا وهذا كلام غير صحيح إطلاقا؛ كذلك الأمر بالنسبة للأنصار الذي طلب الاستعانة بمحمد حيدر وحسين دقيق ولكن إدارته لم تتواصل معنا من جديد، بالنهايه هذا شأنهما ونحن في نادي العهد نفتح أبوابنا للجميع لأننا جزء من عائلة كرة القدم المحلية”.
وبالانتقال للحديث عن سر نجاح نادي العهد في السنوات الأخيرة وثباته يقول عاصي أن ناديه عرف منذ أكثر من 20 عاما باهتمامه بالمدارس الكروية والتركيز على قواعد الفئات العمرية وما إلى ذلك، وأكبر دليل على ذلك تواجد لاعبين منذ نعومة اظفارهم في النادي واحرازهم كل الالقاب المتاحة من بطولة الأشبال والناشئين والشباب والامال حتى والرباعية (الدوري والكأس والسوبر والنخبة) وكأس الاتحاد وكأس الاتحاد الآسيوي وهم لا يزالوا حتى اليوم وهم أحمد زريق ومحمد قدوح وحسين منذر وحسين دقيق وهيثم فاعور وهذا ان دل على شيء يدل على مدى التخطيط الصحيح والمتابعة من رئيس النادي والإدارة ومسؤولو الفئات العمرية، وبالمناسبة هناك ما بين 5000 و7000 آلاف طالب يشاركون سنويا في دورات كروية يجريها نادي العهد على كافة الأراضي اللبنانية وهذا بحد ذاته إنجاز يحسب لمسيرة وتاريخ وحاضر نادي العهد.
يتابع “في مباراتنا أمام شباب الساحل أشركنا العديد من الشباب والناشئين والدليل أن اللاعب الشاب محمود زبيب سجل هدفا وأهدى اخر وهو قائد فريق الناشئين.. وهذا التألق لقطاع الفئات العمرية يعود فضله إلى المسؤول عنه محمد عسيلي الذي يرأس إدارة هذا القطاع المهم والمميز ومن تحته تنبثق لجان تتابع عملها كذلك لكل قطاع جهازه الفني وكوادره وطاقمه الطبي الخ والكل مرجعه إلى المدير الفني لقطاع الفئات العمرية جمال الحاج، فالعهد يستفيد ويفيد باقي الأندية من خلال مفهوم الإعارة في كثير من الأحيان”.
كنا “رح نخرب الفوتبول”
وعن ما يساق من كلام بأن فريق العهد يلقى “مسايرة” من الاتحاد اللبناني لكرة القدم وخصوصا في المجال التحكيمي، يرد عاصي بالقول “واضح جدا بأن الحكام يسايرون العهد!. فعندما يطرد لاعبنا حسين الزين في مباراة الأنصار بموجب انذارين في دقيقة ويدخل غرفة تبديل الملابس ليكسر طاولة بلاستيك وهو في حالة عصبية طبيعية ليتم توقيفه ثلاث مباريات على حين ينزل لاعب من فريق آخر من وراء السياج ويتضارب مع لاعب آخر ويتم توقيفه مباراتين ومن ثم تخفض لجنة الاستئناف عقوبته إلى مباراة هنا تظهر المسايرة لنا؟!.. وأنا لا أبرر ما فعله الزين لأن هذا غير مقبول، ومن ناحية ثانية ما حصل في مباراتنا مع النجمة أكبر برهان فبعد تخسير النجمة مباراته أمامنا حسب القانون وشطب ست نقاط وتغريمه ماليا عادت لجنة الاستئناف في الاتحاد نفسه لتعيد النقاط المحسومة من رصيد النجمة إلى النجمة.. وحاولت قبلها وأنا معروف عني بأنني احفظ كتاب القانون عن ظهر غيب أن أجد فقرة تكون مخرجا اثناء انسحاب النجمة أمامنا لكنني لم أجد، من هذا المنطلق وبعد كل ما حصل طلبنا الاحتكام إلى الهيئة العليا للتحكيم الرياضي وكنا سنلجأ إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وكنا “رح نخرب الفوتبول” بسبب قرار ظالم من لجنة الاستئناف في الاتحاد اللبناني..”.
اقرأ أيضا:
خاص “أجواء برس”: بالفيديو زيارة فريق “أرارات” التاريخية إلى لبنان 1974
يتابع “كيف تكون هناك مسايرة ومحاباة لفريق العهد وهو الذي يضم أفضل لاعبي لبنان وحتى الذين يجلسون على دكة البدلاء هم لاعبين دوليين ولا يقلون شأنا عن الأساسيين.. مشكلتنا ليس مع نادي النجمة ولا غيره بل كانت مع لجنة الاستئناف لأنها خالفت القانون وطلبنا أن لا يتحول هذا القانون إلى شريعة الغاب لأن ما حصل مع النجمة قد يفتح الباب غدا للعهد او البرج أو أي فريق.. بل طالبنا أكثر من ذلك أن يتم تعديل الأنظمة داخل الجمعية العمومية ليأخذ كل ذي حق حقه ونحن كنا ندافع عن حق النجمة وحقوق كل الأندية التي أوكلت المهمة لنادي العهد وكنا سنرضى بأي قرار تتخذه هيئة التحكيم الرياضي ولو بإعادة المباراة ومن بعدها نلجأ إلى الفيفا ولو طالت القضية لمدة سنة”.
ويختم عاصي “أتمنى كل التوفيق لفريقي النجمة والأنصار في مشاركتهما المقبلة في كأس الاتحاد الآسيوي واي فريق منهما ينجح في كسر احتكار العهد وانتزاع اللقب سنكون أول من يقدم التهاني والتبريكات، وليس من باب التملق كما غيرنا بل نعني ما نقول”.
اضغط على الرابط أدناه او ارسله وانضم إلى مجموعتنا عبر واتساب:
https://chat.whatsapp.com/K3qL5AU6nF06ruOw7PoXzL