لم يتعظوا من انفجار المرفأ… بدأ ظهور نيترات الأمونيوم

أجوا برس

على أثر ضبط (أمس السبت) شاحنة محملة بـ 20 طناً من نيترات الأمونيوم في بلدة بدنايل البقاعية، تفقّد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي المكان بعد أن عقد اجتماعاً أمنياً في زحلة البقاعية، وأعطى المولوي تعليماته «للقيام بمسح شامل للمنطقة التي تشكل خطرا على سلامة المواطنين، ولكي نعرف ما هي الموجودات في هذه المنطقة كما في كل لبنان»، وأضاف:»علينا أن نعمل جهدنا لنقل هذه المواد إلى مكان أكثر أمانا بعيدا عن تعرضه للحرارة والشمس أو أي عامل قد يتسبب بكارثة، ونحن نتابع هذا الموضوع مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ودولة الرئيس ميقاتي يتابع معنا متابعة لصيقة، وأنا أتيت إلى هنا كي أكون بين المواطنين، ولمتابعة التحقيقات عن كثب لحماية جميع المواطنين».

عاد اسم نترات الأمونيوم، المادة التي ارتبطت بانفجار مرفأ بيروت، ليبرز في لبنان، بعد أن ضبطت القوى الأمنية 20 طنا منها بشاحنة في مدينة بعلبك، أن الشاحنة التي ضبطت على طريق عام بلدة بدنايل شمالي بعلبك، تعود الى شخص من آل صلح، من أبناء بعلبك، مما أثار بلبلة حول مكان ضبط الشاحنة.

وأضافت المصادر أنه بعد تحميل الشاحنة من مستودعات خاصة في المدينة، تم نقلها على سهل قصرنبا قرب بلدة بدنايل البقاعية، ووضعت في منطقة آمنة غير مأهولة بالسكان، وتم أخذ عينات منها للتحقيق في نوعيتها.

وذكرت المعلومات أن التحقيق يتم حاليا مع صاحب الشاحنة وشخصين آخرين. وبحسب التحقيقات الأولية السريعة اعتبرت المواد قابلة للاشتعال.

ولم تعلن السلطات وجهة الشاحنة، أو إذا كانت تلك الكميات مخصصة للاستخدام في الزراعة؛ كون مادة نترات الأمونيوم عبارة عن ملح أبيض عديم الرائحة يُستخدم أساسا في الأسمدة النيتروجينية، ويمكن استخدامها أيضًا في تصنيع المتفجرات.

ويذكر أن مادة النترات التي كانت في الشاحنة مصنفة من البضائع المدعومة، أي التي تستخدم من قبل المزارعين كسماد زراعي، وكان صاحب الشاحنة يعمل على نقلها من المستودعات إلى الأراضي الزراعية.

وقال وزير الزراعة في الحكومة السابقة، عباس مرتضى: إن “المواصفات المطلوبة لنوعية نترات الأمونيوم المسموح بإدخالها إلى لبنان، يجب ألا تتخطى عيار 30، وأن التحقيقات قائمة لمعرفة ما إذا كانت هذه المادة المضبوطة قانونية ومطابقة للمواصفات”.

وأشار مرتضى إلى أنه “في حال طابقت هذه المواصفات تكون وجهتها الأراضي الزراعية، ويكون دخولها ضمن القانون”.

واستغرب مختار آل الصلح في مدينة بعلبك، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، ما بعترها “ضجة مفتعلة” حول الموضوع، وإشاعة خبر ضبط الشاحنة في حي آل الصلح في بعلبك، بينما ضبطت على الطريق الدولي العام هند مفرق بلدة بدنايل، التي تبعد عن بعلبك عدة كيلومترات تجاه الهرمل شمالا.

وأضاف: “عمر الصلح الذي تم توقيفه يملك خبرة تمتد لـ30 عاماً في مجال بيع الأعلاف والمواد الزراعية والسماد، ويقوم بتوزيعها دوريا على المزارعين في سهل البقاع الشمالي، ومحلاته التجارية تبعد عن بعلبك أيضا وتقع عند تقاطع دير الأحمر”.

وتوقع الصلح أن تكون النترات “مطابقة للمواصفات الزراعية”. بينما تم أخذ عينة منها وفحصها في أحد المختبرات، للتأكد من مواصفاتها بشكل علمي، ويتم حالياً فرض طوق أمني حول مكان توقيفها.

جدير بالذكر أن مادة نترات الأمونيوم تعتبر شديدة الانفجار في حال تخطى تركيزها عيار 30، ويرتبط اسمها بشكل مباشر بانفجار مرفأ بيروت المدمر في أغسطس عام 2020، عندما انفجرت أطنان من المادة المخزنة في العنبر رقم 12 بالمرفأ.

ولا تزال بيروت تلملم جراحها بعد الانفجار الضخم، الذي تسبب في مقتل أكثر من 190 شخصا وإصابة أكثر من 6500 بجروح، عدا عن تشريد نحو 300 ألف شخص ممن دمرت منازلهم أو تضررت.

هناء حاج

صحافية لبنانية منذ العام 1985 ولغاية اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى