
قمة بغداد للتعاون والشراكة جمعت الأخصام
وقال وزير خارجية العراق فؤاد حسين في مؤتمر صحفي: إن البيان الختامي للاجتماع تطرق لمجموعة من القضايا تتعلق أكثرها بدعم العراق، مؤكداً أن بغداد استطاعت أن تجمع دولا كانت بينها خلافات ومشاكل كبيرة.
وأضاف حسين أن بغداد استطاعت فتح مجال للعمل المشترك في المحيط الإقليمي عبر الحوار بدلا من الصراعات، مشددا على أن استقرار العراق يعني استقرار المحيط الإقليمي والمنطقة بأكملها.
وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أن اجتماع بغداد تطرق لكثير من الملفات المشتركة بين البلدان المشاركة، مؤكدا أن اللقاءات السعودية الإيرانية مستمرة وهناك رغبة لدى الطرفين للوصول إلى نتائج إيجابية وأن العراق كان وسيطا بين دول مختلفة في المنطقة ولعب دورا دبلوماسيا مهما.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية العراقية للجزيرة إن جميع الوفود المشاركة في المؤتمر اتفقوا على ضرورة تجنب الخلافات، مضيفا أن المؤتمر سيشهد حوارات معمقة بين الدول المشاركة.

لا عودة إلى الماضي
وقبل ذلك، جدد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي موقف بلاده الرافض أن يكون العراق منطلقا للاعتداء على جيرانه. وأضاف أنه لا عودة إلى الماضي والحروب العبثية مع الجيران والأصدقاء، وفق تعبيره.
وفي كلمة افتتح بها المؤتمر -الذي يستغرق يوما واحدا- قال الكاظمي إن الإرهاب والتطرف يشكلان خطرا على الجميع، مشددا على أن القضاء على الإرهاب يتطلب مواجهة الظروف والبيئات التي تسمح بنموه.
وقال الكاظمي أيضا إن ما يجمع دول المنطقة أكبر بكثير مما يفرقها، طالبا دعم المجتمع الدولي لإجراء الانتخابات المقبلة في بلاده.
دور فاعل
من جهته، أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مواصلة بلاده دعمها للشعب العراقي في تحقيق تطلعاته.
وأكد الشيخ تميم أن العراق مؤهل للقيام بدور فاعل في إرساء الأمن والسلم في المنطقة، وقال “نثمن الجهود المبذولة في إرساء الأمن والاستقرار في هذا البلد”.
وعبّر أمير قطر عن ثقته بأن العراق يعيد اكتشاف مصادر قوته وأهمها الإنسان العراقي.
كما جدد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح التزام بلاده بمساندة العراق لتجاوز الصعاب التي تعترض استقراره وأمنه.
وأكد الصباح أن المنطقة العربية والإقليم لن ينعما بالاستقرار والعراق يفتقده، مطالبا بعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
رفض التدخلات الخارجية
وفي الإطار نفسه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده ترفض جميع التدخلات في شؤون العراق، وتدعمه في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضيه واستعادة دوره في المنطقة.
وقال السيسي إن العراق واجه التأثيرات البالغة السلبية والناتجة عن إرهاب وحروب جلبت المعاناة له ولدول الجوار، معبرا عن ثقته بنجاح العراق في الوفاء بالاستحقاق الانتخابي القادم.
بدوره، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني أن بلاده تدعم جهود الحكومة العراقية في مكافحة التطرف والإرهاب وإعادة البناء، وقال إن العراق يلعب دورا مركزيا في بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي والدولي.
تنسيق مستمر
وفي الإطار ذاته، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دعم بلاده للعراق، والعمل على كل ما يحفظ أمنه واستقراره.
كما أعلن بن فرحان دعم المملكة استقرار العراق ووحدة أراضيه، وقال إن بلاده مستمرة في التنسيق مع بغداد ودول المنطقة لمكافحة التطرف والإرهاب.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن العراق عانى الكثير بسبب الحروب والأزمات، مؤكدا الاستمرار في دعمه بمكافحة “الإرهاب”.
وتابع ماكرون أن المنطقة بحاجة إلى تنسيق جهودها، والعمل معا من أجل محاربة “الإرهاب”.

وفي كلمة له خلال المؤتمر، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده ماضية في دعم العراق، قائلا إن استقراره أمر حيوي لسائر دول المنطقة.
وأكد جاويش أوغلو أن العراق يجب ألا يكون ساحة للتنافس بل للتعاون والشراكة، معبرا عن استعداد تركيا للمساعدة في إعادة إعمار العراق عبر تنفيذ مشاريع حيوية.
وقال الوزير التركي إنه لا مكان للإرهاب في مستقبل العراق، معلنا رفض أنقرة أي وجود لحزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية.
دور مهم
أما وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان فعبر عن دعم بلاده أمن العراق واستقلال ووحدة أراضيه.
وقال عبد اللهيان إن بغداد تلعب دوراً مهماً في المنطقة، وإيران كانت أولى دول المنطقة التي اعترفت بالعراق الجديد.
وتابع أن العراق تضرر كثيراً بفعل الإرهاب، وقال إن إيران كانت أول من مد يد العون له في مكافحته، معتبراً أن الأميركيين لن يجلبوا الأمن والسلام لشعوب المنطقة.
ودعا الوزير الإيراني جيران العراق إلى دعم استقراره، كما دعا إلى تحقيق السلام عبر الحوار بين دول المنطقة بعيدا عن التدخلات الأجنبية، مشدداً على أن هذه التدخلات هي سبب عدم الاستقرار في المنطقة، وأن هناك حاجة إلى أمن إقليمي مستدام.

ملفات المنطقة
وكانت مصادر عراقية قالت إن مؤتمر التعاون والشراكة سيناقش ملفات تتعلق بتوسيع الشراكات الاقتصادية، ومحاربة الإرهاب، ودعم مشاريع إعادة الإعمار بالعراق، وتوسيع التعاون بينه وبين دول الجوار.
كما أفادت تقارير بأن المشاركين في المؤتمر سيبحثون قضايا المنطقة، ومن بينها اليمن ولبنان، واستهداف السفن في الخليج، كما ستفرض التطورات بأفغانستان نفسها على أجندة المؤتمر.
قائد القوات المسلحة
أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، اليوم السبت، أن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، رسالة قوة لجميع دول العالم في تحقيق الأمن نتيجة تضحيات قواتنا الأمنية، مبيناً أن المؤتمر سيناقش موضوع الشراكة في مكافحة الإرهاب.
وقال اللواء في تصريح للوكالة الرسمية، إن”عقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة مهم، على عدة أصعدة وأهمها الأمنية والسياسية والاقتصادية ،وكل ما يحتاجه العراق”.
وأشار إلى أن “مؤتمر بغداد ناقش عدة قضايا مهمة، إضافة إلى مناقشة موضوع الشراكة في مكافحة الإرهاب، حيث إن خطر الإرهاب لا يزال يهدد المنطقة جميعاً”. وشدد على أن “استقرار العراق هو استقرار لمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالي الكل يعي دور العراق المهم الريادي في المنطقة، لهذا نرى أن هذه القمة ستكون نتائجها إيجابية بشكل كبير”.
زيارة ماكرون
وصف ماكرون، عقب لقاء مع الكاظمي، اجتماع السبت بأنه “تاريخي”، ويعرض عودة العراق إلى الاستقرار بعد الحرب المدمرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي تمت هزيمته في عام 2017.
في وقت سابق من العام الجاري، استضافت البلاد عدة جولات من المحادثات المباشرة بين السعودية وإيران، حيث ناقش مسؤولون على مستوى متوسط القضايا المتعلقة باليمن ولبنان، وفقا لمسؤولين عراقيين.
بالرغم من أهمية المحادثات، فإنها لم تحقق انفراجة في العلاقات، في ظل التوترات العميقة والتنافس التاريخي واستمرار الهجمات المتفرقة على أهداف نفطية سعودية من قبل الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران.
وكالات