كل عام وعمال البحرين بخير .. (في عيد العمال – البحرنة قرار)

بقلم محمد حسن العرادي

يصادف اليوم الأول من مايو عيد العمال الذي تحتفل به الطبقة العاملة في جميع دول العالم بشكل متفاوت، وقد اعتُمد هذا اليوم كعطلة رسمية في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، ضمن سلسلة من الإصلاحات التي إتخذها منذ توليه مقاليد الحكم في 6 مارس 1999.

لقد سُمح في بادئ الأمر للاتحادات والنقابات العمالية والقوى والتيارات السياسية بالاحتفال بعيد العمال من خلال المسيرات والفعاليات الجماهيرية التي عبرت عن فرحة الطبقة العمالية بنيل هذا الاهتمام، وتضامنْ الكثير من القطاعات معها في عيدها السنوي الذي جاء إقراره إعترافا بالدور الكبير الذي تقوم به هذه الفئة الفاعلة في المجتمع، إلا أن هذه الاحتفالات والفعاليات اختفت لاحقا نتيجة سيطرة النَفَسْ الأمني على تفسير أغلب الفعاليات الشعبية.

لقد مضى على قرار المنع وقت كافٍ لإعادة النظر فيه، والعودة عنه لمنح عمال البحرين فسحة ومساحة أكبر للاحتفال بهذا اليوم واستعادة الثقة بين مختلف الفئات والمكونات المجتمعية وأجهزة الدولة بعيداً عن الهاجس الأمني الذي صار مهيمناً على الأجواء العامة ومؤرقاً وربما معطلاً لكثير من مسارات العمل والتنمية المتعلقة بمنظمات المجتمع المدني، وإذا كانت أحداث فبراير 2011 قد فرضت هذا النمط من الحيطة والحذر الأمني وتقديم مبدأ السلامة أولاً، فإن من المهم التفكير في العودة إلى الأوضاع الطبيعية والبدء بتنفيس الاحتقانات السياسية والأمنية التي رافقت وتلت تلك الأحداث المؤسفة والمؤذية.

إن لنا وطيد الثقة بأن الأجهزة الأمنية في البلاد قادرة على ضبط وإنتظام سير كافة الفعاليات العمالية والشعبية والأهلية بصفة عامة، بما يعزز إستعادة الروح المُنفتحة في التعامل مع مختلف الأنشطة ضمن روح المسؤولية التي تتحملها الجهات القائمة عليها، إن من الطبيعي بعد حين مراجعة القرارات التي يتم إتخاذها لتعليق تسهيلات أو حريات معينة حسب تتغير الظروف المحلية والاقليمية.

نحن اليوم نعيش أجواء مصالحة وتسويات كبيرة على مستوى الإقليم تُبشر بدور أكبر لنا على مستوى الساحة الدولية وتأثير أبلغ على سير الأحداث ونمطها بصورة تعزز من حضورنا الدولي، وليس أفضل من توظيف مثل هذه المناسبات العالمية كيوم عيد العمال للبدء في عملية تنفيس الاحتقانات وتعزيز العودة إلى الوضع الطبيعي في البلاد، كل عام وعمال البحرين بخير وهم يحتفلون بعيد العمال هذا العام تحت شعار البحرنة قرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى