حياة بيليه خارج الملعب.. سجن وسينما ومحاكم

كانت حياة الأسطورة البرازيلية بيليه، مليئة بالأحداث خارج المستطيل الأخضر، مثل مسيرته المليئة بالأرقام والإنجازات داخله، حيث تزوّج 3 مرات، وعانى علاقات مضطربة مع أولاده، فضلاً عن إبرام صفقات رعاية ساعدت لاعبي العصر الحديث.
في كتابها “سنيكر وورز”، تروي باربارا سميت بالتفاصيل كيف وقّع بيليه في كأس العام 1970 اتفاقًا مع شركة “بوما” للملابس الرياضية تقاضى بموجبه 25 ألف دولار في البطولة حينها، إضافة إلى 100 ألف دولار في الأعوام الأربعة التالية، ما أدى إلى انخفاض في مبيعات أحذية أخرى ذات علامة تجارية مهمة.

الصفقة التي خرقت اتفاقًا بين بوما ومنافستها “أديداس”، تقضي بعدم التوقيع مع بيليه بسبب الكلفة التي ستنتج عن صراع المزايدات، تمت بشرط أن ينتعل البرازيلي الحذاء قبل مباراة الدور ربع النهائي ضد البيرو.. وقام فعلاً بذلك وربح مبلغًا ضخمًا، من دون احتساب ما كسبه من المبيعات.

حياة مضطربة
غالبًا ما اعتبر المتوج بكأس العالم 3 مرات شخصًا آمنًا وصديقًا للشركات، على عكس الأسطورة الأرجنتينية الراحل مارادونا، اللذين جمعتهما دائمًا المقارنة لصفة أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ.. إلا أن حياة البرازيلي الشخصية كانت مضطربة أسوة بتلك التي عاشها الفتى الذهبي.

حُكم على ابنه ايدينيو، الذي ولد بعد شهرين من تتويج منتخب السامبا بمونديال 1970، بالسجن لمدة 12 عامًا سنة 2017 بتهمة التجارة بالمخدرات وغسيل الأموال.
خلال مقابلة في العام ذاته، مع موقع “بليتشر ريبورت”، روى ايدينيو كيف لم يعد بيليه والدًا صالحًا بعد أن انتقل مع العائلة إلى نيويورك للالتحاق بفريق كوزموس منتصف السبعينات، وانفصاله عن زوجته الأولى روز ميري دوس ريس شولبي، بعد فترة وجيزة من وصوله إلى بلاد العم سام.
تصالح لاحقًا مع ايدينيو الذي لعب مع نادي سانتوس الذي نشأ فيه بيليه، إلا أن علاقته مع ابنته الأولى لم تكن جيدة.. إذ رفض الاعتراف بها، رغم أن المحاكم البرازيلية أكدت عام 1996 أنها ابنته بعد معارك قانونية استمرت 5 أعوام.

السينما والموسيقى
لم تقتصر حياة بيليه على كرة القدم والحملات الترويجية بل خاض أيضًا تجربة مميزة في عالم السينما، ولعلّ أبرز أدواره كان العريف لويس فرنانديس في الفيلم الكلاسيكي “ايسكايب تو فيكتوري” (الهروب إلى الانتصار)، إلى جانب الممثلين العريقين سيلفستر ستالون ومايكل كاين، الذي يروي محاولة مجموعة من أسرى الحرب الهروب من معسكر ألماني خلال الحرب العالمية الثانية.

من أعماله أيضًا كان فيلم “اي ماينور ميريكل” (معجزة صغيرة) تروي قصة كاهن يطلب من بيليه المساعدة في إنقاذ دارٍ للأيتام، ومسلسل “أوس إسترانوس” (الغرباء) عن علاقة الإنسان مع الكائنات الفضائية.
كما كان له ظهور قصير في الفيلم الكوميدي “مايك باسيت: اينغلاند مانيغير (مدرب إنكلترا)”، بينما رفض الظهور في فيلم وثائقي لشبكة “اي اس بي أن” الأميركية عن نادي نيويورك كوزموس لأن المنتجين رفضوا منحه مبلغ 100 ألف دولار الذي طلبه.

كما لا يعتبر بيليه غريبا عن عالم الموسيقى، إذ بدأ في تسجيل الاغاني في ستينات القرن الماضي.. في العام 2006، أصدر ألبوما بعنوان “بيليه غينغا” بالتعاون مع الفنان وكاتب الأغاني البرازيلي الشهير جيلبرتو جيل.
بعد عقد من الزمن، أصدر أغنية “ايسبيرانسا” (الأمل) للاحتفال بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، حيث أقيم الحدث العريق للمرة الأولى في اميركا الجنوبية.

حصار لاغوس
إحدى أكثر التجارب المروعة في حياة بيليه حصلت خلال رحلة برعاية شركة “بيبسي” إلى مدينة لاغوس في نيجيريا عام 1976، عندما وقع انقلاب عسكري فاشل.
اغتيل الحاكم آنذاك الجنرال مورتالا محمد في محاولة الانقلاب التي أدت إلى إعدام العقيد بوكا سوكا ديمكا رميا بالرصاص، بعد أن أزاحته القوات الحكومية عن السلطة في غضون ساعات.
وتواجد بيليه في البلاد بالتزامن مع لاعب كرة المضرب الراحل الأميركي آرثر آش الذي كان يشارك في دورة لاغوس. إذ تم تهريب بيليه خارج البلاد ما إن فتحت الحكومة الحدود حيث أصرت السلطات البرازيلية على أن يرتدي نجمها زي طيار لإخفاء هويته.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى