
العلاج بالصيام للاكتئاب والمشكلات النفسية
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ودخول العالم بشهر رجب، يبدأ الناس بالتفكير بالشهر الفضيل، والبعض يبدأ التفكير بكيفية إتمام الشهر الفضيل مرتاحين. اهم خطوة في هذا الشهر وقبله هو الصيام، ولا بد من توضيح بعض النقاط الأساسية ومنها:
للصوم فوائد نفسية مثبتة على الصعيد العلمي والطبي؟ مع الإشارة إلى الشعور براحة غريبة في شهر رمضان لا تعهد في الأشهر الأخرى.
قالت استشارية الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية في قطر الدكتورة سهيلة غلوم إن الصيام له فوائد نفسية لا تحصى على الفرد، أهمها أنه يحد من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والأرق، فهو حافز يولد القدرة على تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي.
وأوضحت -في بيان صحفي صادر عن مؤسسة حمد الطبية اليوم الاثنين وصل للجزيرة نت- أن الصيام وممارسة العبادات في شهر رمضان وما ينتج عنه من تقارب وتواصل اجتماعي خاصة في فترة الإفطار والسحور، وكذلك أداء صلاة التراويح وسط الآخرين، يبعد المريض عن عزلته ويبدأ نوعا من التفاؤل والأمل مما يجعله يفكر بشكل إيجابي حول ذاته والآخرين.
وأشارت غلوم إلى أن هناك 6% من سكان العالم يعانون من الاكتئاب، أي ما يعادل 350 مليون شخص من كل الفئات العمرية. وقد أكدت بعض الدراسات العلمية أن الصيام يخفف من حدة أعراض الغضب والقلق والأرق التي قد تظهر على بعض الصائمين.
وبينت أن أداء العبادات وقيام الليل خلال شهر رمضان المبارك يشعر الصائمين براحة البال، وذلك لأن الصيام يقوي مناعة الصائمين ضد الضغوط النفسية نتيجة مشاق الحياة وصعوباتها.
وأشارت إلى أن الدراسات النفسية والطبية أكدت أثر الصيام في علاج المرضى الذين يخضعون لعلاج من الإدمان، مؤكدة أن الصيام يهذب النفس ويرتقي بها مما له تأثير على طريقة التفكير والتدبر في الأمور، وذلك ينعكس إيجابا على النفسية، كما أن الصيام يعطي الفرد قوة إرادة للتغير نحو الأفضل.
يأتي الصيام لتشجيع الأشخاص على التسامح والتقارب والحب كما يعمل على محاربة الأمراض النفسية.
وتؤدي الأمراض النفسية إلى اضطرابات بوظائف أعضاء الجسم، وربما تدفع المريض إلى إيذاء نفسه أو الانتحار، وتؤثر على حياته الاجتماعية والمهنية والصحية.
الحالة المزاجية
يعمل الصيام على زيادة معدل تكوين الخلايا العصبية، ما يعزز إنتاج بروتين BDNF، والذي يلعب دورًا هامًا في اللدونة العصبية، والتي تسمح للمخ بمواصلة التغيير والتكيف وتجعله قادرًا على التعامل مع الضغط العصبي.
يساعد بروتين BDNF على إنتاج خلايا جديدة بالمخ، وحماية الخلايا الدماغية، وتعزيز الترابط بين الخلايا الجديدة، ما يقوي الذاكرة ويحسن الحالة المزاجية والقدرة على التعلم، وذلك وفقا لدراسة نشرتها مجلة Nutritional Biochemistry.
ويرتبط نقص بروتين BDNF باضطرابات الاكتئاب لدى المرضى، والذين يتم علاجهم بمضادات الاكتئاب لزيادة إنتاج هذا البروتين بالجسم.
الاكتئاب
كشفت دراسة نشرتها مجلة «Free Radical Biology and Medicine»، أن الصيام يقلل مستويات الإجهاد التأكسدي والالتهابات، حيث ربطت الدراسة بين الالتهابات والاكتئاب لدى الفئران، إلى جانب الأمراض الأخرى مثل السرطان والسكري وأمراض القلب، مشيرة إلى لعب الالتهابات دورًا في تحسين أو تدهور الصحة العقلية.
ولا يعني ذلك أن الصيام يعد علاج أو يجب أن يتم اعتباره كعلاج للاكتئاب، لكن يجب الانتباه إلى فوائده ومراجعة الطبيب قبل اتباع أي خطة علاج نفسي.
القلق
بينت دراسة نشرها موقع «research gate»، حول تأثير الصيام على القلق والاكتئاب والوظائف المعرفية، وشملت 20 طالبًا مسلمًا بمعهد «Little Flower» الطبي للعلوم والبحوث، أن معدلات الاكتئاب والقلق والضغط العصبي انخفضت بنجاح في اليوم الـ14 من شهر رمضان، وتحسنت مستويات الوظائف المعرفية بشكل واضح في اليوم الـ28 من الشهر.