هولندا تنضمّ إلى مبادرة اليونسكو “لبيروت” لدعم وسائل الإعلام في الانتخابات اللبنانية المقبلة

وقّعت الحكومة الهولندية واليونسكو اليوم اتفاقية تمويل لدعم وسائل الإعلام للانتخابات البرلمانية المقبلة في لبنان، في إطار مبادرة اليونسكو الرائدة “لبيروت”. وقد وقّع هانس وسلينج، السفير والممثل الدائم لهولندا لدى اليونسكو، وتوفيق الجلاصي، مساعد المديرة العامة للاتصال والمعلومات في اليونسكو، الاتفاقية صباح اليوم في مقر اليونسكو في باريس.

استجابة للدعوة إلى دعم مبادرة “لبيروت”، ستقّدم هولندا دعمًا أساسيًا لوسائل الإعلام اللبنانية، لضمان وصول الناخبين اللبنانيين إلى المعلومات الموثوقة بأكثر الطرق موضوعية وحيادية ودقة، استعدادًا للانتخابات التشريعية المقررة حاليًا في آذار (مارس) 2022. بناءً على خبرة اليونسكو التي تمتدّ على مدى عقدين من الزمن في تطوير قدرات قطاعات الإعلام خلال الانتخابات، سيدعم هذا المشروع انتخابات حرة وتعددية ونزيهة في لبنان، في أوقات التوتر السياسي والأزمات الاقتصادية والصحية والمعلومات المضللة، من خلال تعزيز حرية التعبير، بما في ذلك حرية الصحافة ووصول الجمهور إلى المعلومات.

وستخصّص اليونسكو هذه الأموال خلال الأشهر القليلة المقبلة لتعزيز قدرات ومعرفة الجهات الفاعلة الرئيسية المشاركة في الانتخابات، وفقًا للمعايير الدولية وأفضل الممارسات من خلال سلسلة من الأنشطة. وسيشمل ذلك تنمية قدرات قوات الأمن في مجال حرية التعبير وسلامة الصحفيين، ودورات تدريبية للصحفيين لمعالجة مواضيع المعلومات المضللة، وخطاب الكراهية، والتقارير الحساسة في فترات النزاع والحفاظ على السلامة، مع التركيز بشكل خاص على التحديات التي تواجهها الصحفيات. بالإضافة إلى ذلك، سيسمح المشروع بتطوير قواعد بيانات الخبراء لمساعدة الصحافيين على الوصول إلى مصادر أكثر تنوعًا وشمولية. كما سيتم إيلاء اهتمام خاص لبناء قدرات الناخبين وخاصة الشباب، فيما يتعلق بموضوع محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية.

وقال السفير هانس وسلينج بعد توقيع الاتفاق: “هذا الالتزام يعني الكثير بالنسبة لهولندا”. “يعد دعم حرية التعبير أمرًا بالغ الأهمية ولكن من المهم ترجمته لدعم وسائل الإعلام وسلامة الصحافيين، فضلاً عن سلامة الصحافيات”. وأضاف أنه “من الرائع العمل مع منظمة مثل اليونسكو توضح لك كيفية العمل بشكل ملموس بعيداً عن الشعارات التي تبقى حبراً على ورق”، مشيدًا بالعمل الذي أنجزه مكتب اليونسكو في بيروت في الميدان “في ظروف صعبة للغاية”.

من جانبه، أكّد توفيق الجلاصي: “يسعدني للغاية أن أوقع الاتفاقيات اليوم، وخاصة لصالح مبادرة “لبيروت”، لدعم الصحافيين استعدادًا للانتخابات. كانت هولندا داعماً كبيراً لقطاع الاتصال والمعلومات في اليونسكو، وهو أحد أعمدة الديمقراطية. نشارككم قيمكم ونقدّر الدور الرائد الذين تلعبون. نحن نقدّر ثقتكم ودعمكم”.

وشكرت كوستانزا فارينا، مديرة مكتب اليونسكو في بيروت، متحدثةً من لبنان، هولندا على مساهمتها. وأوضحت أن “هذا الدعم مهم للغاية واستراتيجي بالنسبة إلينا. سيسمح ذلك لليونسكو بأن تكون على طاولة حوار ونقاش مهم للغاية يحدث الآن في بيروت فيما يتعلق بالانتخابات، لضمان أن توفر وسائل الإعلام الوصول إلى المعلومات الموثوقة، وتزويد الصحافيين بالمهارات ولا سيما الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي كأدوات في العملية الانتخابية”.

أدّى انفجار بيروت في 4 آب (أغسطس) 2020 إلى تفاقم الانقسام السياسي في المدينة ولبنان بشكل عام، مع تصاعد خطاب الكراهية والمعلومات المضللة. بالإضافة إلى ذلك، انتقدت جماعات حقوق الإنسان مرارًا تكتيكات قوات الأمن لقمع المظاهرات، مما أثار مخاوف من إسكات أوسع للمعارضة وتقييد حرية التعبير. ستجري الانتخابات المقبلة في سياق لا يزال يسود فيه العديد من المشاكل الموجودة مسبقًا مثل الفساد، والافتقار إلى الاستقلالية التحريرية والاستقطاب الإعلامي. وفيما بدأ فعلياً مكتب اليونسكو في بيروت في مراقبة التغطية الإعلامية للانتخابات وتدريب الصحافيين على التحقق من العلومات والتغطية المتوازنة والتقارير المراعية للنوع الاجتماعي، فإن المهارات والقدرات التي سيكتسبها الصحافيون من خلال مساهمة هولندا سيكون لها أيضًا تأثيراً إيجابياً أبعد من الدورة الانتخابية. وسيتمكن الإعلام من تطبيق هذه المعرفة الجديدة على الأولويات الوطنية الأخرى ومواصلة الاستقصاء وإعداد التقارير حول التحديات العديدة التي تواجه إعادة إعمار بيروت.

“لبيروت” مبادرة دولية رائدة أطلقتها المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي من بيروت في أعقاب تفجيري المرفأ، في 27 آب 2020، لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف والمعارض والصناعة الإبداعية، والتي تعرّضت جميعها لأضرار جسيمة في التفجيرين.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى