إقفال محطات بنزين ووقف توزيع الغاز.. تحذير من أزمة محروقات في لبنان!
سجّلت أسعار المحروقات في لبنان انخفاضاً هائلاً تخطّى المائة ألف ليرة لبنانية (2.2 دولار)، فبدأت محطّات عدة في إقفال أبوابها أمام المواطنين. في حين حذّر عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس من «التوجّه قسراً إلى أزمة غير مستحبة ليلة الأعياد».
وشهدت أسعار المحروقات انخفاضاً هائلاً، حيث تراجع سعر البنزين 95 أوكتان 137000 ليرة (3.1 دولار)، والبنزين 98 أوكتان 141000 ليرة، (3.2 دولار) والمازوت 152000 ليرة (3.4 دولار) والغاز 90 ألفاً (دولاران).
وفي السياق، أكد ممثّل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا في حديث صحافي، أنّ سبب إقفال المحطات يعود إلى أنّ المصارف لم تحصل بعد على دولارات على سعر الـ38 ألفاً «وبالتالي المصارف لا تُعطينا الدولار على هذا السعر».
وإذ أشار إلى أننا «لسنا ضدّ انخفاض أسعار المحروقات، ولكنّنا نطلب من المصارف تأمين الدولارات بأسرع وقت ممكن لموزّعي المحروقات وأصحاب المحطات لتدخل آلية التسعير على المحطات حيّز التنفيذ»، قال «يهمّنا أن تبدأ المصارف الدفع على سعر صيرفة الـ38 ألفاً ،وأن تكون آلية الدفع سريعة ليتمكّن أصحاب المحطات من تقاضي أموالهم من المصارف».
وأعلن، أن هناك اجتماعاً يُعقد في هذه الأثناء في وزارة الطاقة والمياه للبحث في الموضوع.
وأمس رفع مصرف لبنان المركزي سعر صرف منصة «صيرفة» إلى 38 ألف ليرة لبنانية للدولار، من 31200 ليرة، مبرراً قيامه بتلك الخطوة لضبط سعر صرف الدولار في السوق الموازية، الذي ارتفع خلال فترة الأعياد بسبب عمليات مضاربة وتهريب الدولار خارج الحدود.
وفي الأيام الماضية، تجاوز سعر صرف الدولار في السوق الموازية (السوق السوداء) الـ47000 للدولار الواحد، إلا أنه بُعيد بيان مصرف لبنان، عاود الانخفاض بشكل سريع ليصل إلى حدود الـ43000.
بدوره، لفت البراكس في بيان، إلى أن «تخفيض أسعار المحروقات في لبنان هو مطلبنا قبل غيرنا لأنه يزيد من الاستهلاك وينمي المبيعات في المحطات، ولكن تخفيض الأسعار جاء بتحميل المحطات خسائر تتخطى 80000 ليرة (0.18 دولار) في كل صفيحة بنزين؛ لأن وزارة الطاقة أصدرت جدول تركيب الأسعار اليوم مع احتساب سعر صرف الدولار وفقاً لمنصة (صيرفة) تبعاً للتعميم الصادر أمس عن مصرف لبنان».
وأوضح، أن «المحطات لم تستطع بتاتاً الحصول على الدولار من المصارف واضطرت إلى شرائه لدى مكاتب الصيرفة (السوق الموازية) بسعر يفوق 44500 ليرة».
وناشد البراكس حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف «إما فتح أبواب المصارف فوراً لتبيع المحطات الدولار على قاعدة (صيرفة) أو إبلاغ وزارة الطاقة اليوم قبل الغد، بأنها غير قادرة على الالتزام وأنها تستثني محطات المحروقات التي يجب أن يعود الجدول للصدور وفقاً للآلية التي كانت معتمدة قبلاً، أي على سعر الأسواق الموازية حيث نؤمّن فعلياً الدولار. وإلا فإننا متّجهون قسراً إلى أزمة غير مستحبة ليلة الأعياد».
من جهته، أعلن أمين سرّ نقابة موزّعي الغاز في لبنان جان حاتم في حديث صحافي وقف توزيع الغاز وتعبئته في كلّ لبنان، لافتاً إلى أنّ هذا القرار جاء نتيجة صدور جدول أسعار المحروقات على أساس سعر صيرفة 38 ألف ليرة.
وقال «نحاول التواصل مع الوزير وليد فياض، لكن لم يصلنا أي ردّ… لا أحد يمكنه تحمّل فرق الـ90 ألف ليرة للقارورة الواحدة».
يذكر، أنه في صيف العام 2021 دخل لبنان أزمة محروقات حادة شلّت البلاد، وشهدت الشوارع زحمة طوابير بنزين بلغت مسافات قياسية، كما عانى المواطنون من ساعات تقنين كهرباء قاسية جداً قبل أن يقرر حاكم مصرف لبنان رفع الدعم عن المحروقات.
وقد أصدر مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة تعليمات طارئة بتَوَجُّه دوريات من حماية المستهلك على المحطات واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق كل من يقفل محطته او يخالف بالتسعيرة ، بدءأ من محاضر الضبط وصولا الى الاغلاق بالشمع الاحمر