
مؤلمٌ جداً هذا الشعور
كتب محمد حسن العرادي
غادرت مطار البحرين الدولي يوم الثلاثاء 13ديسمبر 2022 متوجهاً إلى بيروت الحبيبة الغالية عن طريق مطار دبي (الصالة رقم 2)، وعلى رغم كل الجمال والنظام والنظافة والاستمتاع والشعور بالفخر الوطني الذي شعرت به منذ لحظة دخولي لمطارنا الدولي، إلا إنني شعرت بالحزن والأسى واعتراني الألم والحسرة حين وصلنا إلى مطار دبي، ولاحظت الفرق بين الاكتضاض الكبير في مطار دبي والفراغ الكبير في مطار البحرين.
في السابق كانت الرحلة من البحرين إلى لبنان لا تستغرق أكثر من ثلاث ساعات، لكن وقف الرحلات المباشرة جعلها تستغرق ما يقارب عشر ساعات كاملة بين إنتظار وترانزيت وتحويل رحلات في المطارات والمسارات البديلة، والحال أن المواطنين والمقيمين لا يزالون يتنقلون بين البلدين على رغم التعب والإجهاد الذي يصادفونه، وعلى رغم إرتفاع التكلفة وربما تضاعفها بشكل يرهق ميزانياتهم دون مبرر مقنع.
ومن باب المثال، فإن هذه الإجراءات جعلت جميع المشاركين في منتدى النعيمي (منتدى عربي فكري يقام تخليداً لذكرى الراحل العزيز المهندس عبدالرحمن النعيمي الذي توفي في الأول من سبتمبر 2011، ويشارك فيه عدد كبير من أصدقاءه ورفاق مسيرته من البحرين ومختلف الدول العربية والصديقة) وفاء لهذا الرجل الوطني الكبير، حوالى 50 مشاركاً وصلوا عن طريق مطارات مختلفة، لكن أحداً منهم لم يصل مباشرة.
كانت الطائرة التي نقلتني من دبي إلى بيروت تعج بالمسافرين القادمين من مختلف البلدان لزيارة لبنان (الطائرة مكتملة العدد)، وغالبيتهم لبنانيون والكثير من جنسيات مختلفة، فمتى تعود الناقلة الوطنية لمملكة البحرين- طيران الخليج- إلى الهبوط في مطار بيروت من جديد وتنهي هذه القطيعة القاسية والشعور المؤلم.
ومتى يعود مطار البحرين الدولي للعب دوره الطبيعي كحلقة وصل دولية بين البحرين ومختلف مطارات المنطقة التي أوقفت الرحلات منها وإليها منذ فترة، خاصة وأن السفر والحركة السياحية مع هذه الدول لم تتوقف أبداً في جميع الظروف وأحلكها.
والسؤال الحائر هنا متى نرى مطار البحرين الدولي ينشط ويعج بالمسافرين والعابرين كمحطة عبور وترانزيت، ويسهم في إنتعاش إقتصادنا، خاصة ونحن نحلم بتشغيل مطارنا الدولي ليسهم في تخليق المزيد من الوظائف وفرص العمل لشباب الوطن وأبناءه، أسئلة نضعها برسم الجهات المعنية في مملكتنا الحبيبة والله يحفظ بحريننا الغالية من كل شر ومكروه.