د. رائد رطيل لـ”أجواء برس”: نحن نزيل التشوهات ووزارة الصحة نائمة

هددوني بالقتل لأني طبيباً ولست تاجراً

مهنة الطب من أقدس المهن التي يحمل فيها الطبيب ضميره المهني أولا ليقود مريضه أو الحالة إلى بر الأمان، خصوصاً في مجال الطب التجميلي الذي يهدف أولا لتحسين الشكل من جراء حوادث أو عوامل العمر، وحتى للتصحيح، لا أن مجال الطب التجميلي تحديداً يتعرض للانتهاك من قبل العديد من المستفيدين الذين اخترقوا هذا المجال بحجج غير سليمة واهمها “باب الرزق” من دون الاهتمام بصحة من يقع بين ايديهم، فكثر تجار التجميل في صالونات التزيين، ما أثر بشكل مباشر على الصحة التجميلية التي عاد الطبيب ليصححها.

في ظل الفوضى العارمة التي اجتاحت اختصاص الطب التجميلي زادت حالات التشوهات، وارتفعت معها الاصوات للحد من الجريمة التي ترتكب باسم التجميل، وآخرها نداء النائب الدكتور بلال العبدالله الذي طالب بوقف مهزلة الفوضى والتعديات على الطب التجميلي، وحدد من يحق له خوض المجال وهم أربعة اختصاصات: أطباء جراحة التجميل والترميم وأطباء الأنف والاذن والحنجرة وأطباء الأمراض الجلدية وأطباء جراحة الوجه والفكين وليس أطباء الأسنان، لأنهم يدركون ما يفعلون.

وبهذا الخصوص التقت “أجواء برس” الدكتور الجراح رائد رطيل اخصائي “أنف أذن حنجرة وتجميل الوجه والرقبة” وهو مؤسس Doctors in front، التي تضم 40 طبيباً، من أشهر أطباء التجميل في لبنان، سيواجهون متحدين مافيات التجارة التجميلية التي تشكل خطراً على الناس والجسم الطبي.

تصحيح أخطاء تشويهية

وخلال انتظارنا في عيادة د. رائد رطيل شهدنا حالات لسيدات من الواضح التهاب وجوههن، فغيرنا مسار المقابلة لنتحول بالسؤال  عن هذه الحالات المشوهة والخطرة وأسبابها.

أوضح دكتور رائد رطيل أنه: “قد يحقن الوجه بتركيبة مواد permanent، وهي مواد دائمة، ومع الوقت سيلتهب لأسباب عدة منها قد يكون المنتج منتهي الفعالية.

ويتابع د. رطيل أن منتوجات permanent لا بد من أن تؤدي الى الالتهاب يوماً ما حين لا تكون جيدة. عندها يأتي دوري لإزالة التهاب الذي قد يحصل يسبب مشكلات عدة منها الكريب أو الإصابة بفيروس، أو انخفاض المناعة، حيث يعتبر الجسم بأن هذه المواد شيئآ غريبا عنه فيحاربها فتتكون حالات التهاب. وبكل أسف تصادفنا حالات كثيرة قد تصل أحياناً إلى خمس حالات يومياً.

وعند سؤاله طالما هذه المواد خطرة لماذا لا يمنع استخدامها، أجاب رطيل: هناك مواد كانت تستخدم منذ 15 سنة، منعت من الاستعمال في جميع انحاء العالم، والبعض في لبنان لا يزال يستخدمها لانه لا يوجد من يراقبهم ويحاسبهم.

وتابع: هناك أناس ينتحلون صفة طبيب ويستعملون تلك المواد بسبب زهادة سعرها. يستعملوها للعمليات أو للحقن، ومن بعدها نسمع الصراخ لأنها تسبب حالات تشوهات. وانا وزملائي من الأطباء بتنا نعالج هذه الحالات التشوهية بشكل يومي.

وعندها سألناه المواد الضارة في permanent فقط او يوجد أيضاً فيلير مزور، أجاب: “نعم أحياناً الفيلير  قد تكون مواد غير صالحة ولا يتقبلها الجسم فتسبب حساسية والتهابات. كما أن هناك مواد أخرى تحقن في الأنف مثلاً قد تؤدي إلى الالتهابات أو العمى، وهنا يأتي دوري لتنظيف هذه المواد.

وعن دورهم كأطباء في الرقابة على الفوضى في المجال التجميلي والصحي أوضح د. رائد رطيل: “نحن كأطباء نستنكر الوضع الذي وصلنا إليه، بدل التطبيب أصبح دورنا تصحيح الأخطاء. مع العلم بهذه الحالات الكلفة المادية تكون مرتفعة، ولكن الطبيب يملّ من كثر عمليات التصحيح”.

وتابع يقول: “أنا تعلمت لكي أبدع في مجال التجميل وليس لأعيد التصحيح من وراء أحد غير متعلم وغير طبيب. ولا ننسى أن التصحيح أحياناً قد يؤدي إلى تشوه ما أو شلل في الوجه، وهنا نشرح للمريضة مضاعفات هذه الحالات وتوقع على ورقة كي لا تحملنا كأطباء متخصصين مسؤولية خطأ غيري (غير متخصص). بدوري أنا أعالج وأتحمل مسؤولية فيها خطورة ومضاعفات وممكن ان تتؤذي المريضة.

مسؤوليات الدولة

أما عن وضع الحد لهكذا نتائج أجاب د. رطيل: “عندما ترفع وزارة الصحة لواء الحرب على الفوضى وتقول “أنا سأحارب كل شيء خطأ” سيسير على ما يرام. في الوقت الذي تبقى فيه وزارة الصحة نائمة وغير مهتمة بإعتبارها مهنة تجميل.. مع العلم أن هذا المجال فيه ضرر متل الكلوليرا مثل الكورونا. ولا اخفي عليكم عندما يترأس الوزير كرسي وزارة الصحة عليه أن يعلم أن هناك مشكلات كثيرة وكبيرة. من المفترض ان يملك فرق تفتيش ورقابة تتوزع على جميع أقسام الصحة، ولكن للاسف الفريق الذي يمثل قسم التجميل نائم”.

وعن امكانية تسبب هذه الحالات بجلطات ومضاعفات اخرى، أوضح د. رائد رطيل: “إذا لم تكن العمليات أو الحقن بإيدي مختصصين، فمن الممكن أن تتسبب الأخطاء بتشوهات قد تصل الى حد العمى لفقدان جزء من المناطق المحقونة أو تشوه بالجسد، وفي حال اصيب عصب وتعطل من المحتم ان تقع الأذية. وهنا نتكلم عن التشوهات الشكلية من الخارج التي قد تصيب المريض بالعمى. وهذه الأمور في غاية الخطورة، ونحن نحاول قدر المستطاع نعالجها.

من هذا المنطلق نعمل نحن الآن في مجموعة Doctors in front تتألف من 40 طبيباً من أشهر أطباء التجميل في لبنان، وانا الناطق الرسمي باسم هذه المجموعة. لذلك تجيدوني دائماً في الواجهة. بعض المتشوهين او المتضررين رفعوا دعاوى على عدة مراكز التي تم إققالها. وللاسف هناك حملة مرتدة علينا، وعليّ أنا شخصياً، ظناً منهم أنني الوحيد الذي أواجه هذه الأزمة. وكأن ليس لدي عمل إلا هم أو أنهم شغلي الشاغل، أؤكد أن لدي عملي وهم ليسوا في قائمة أعمالي”.

وتابع د. رطيل في السياق نفسه: “هناك 40 طبيباً، كل في تخصصه ولديه مهماته في doctors in front، ما جعلنا متقدمون لهذه المرحلة”.

 

تصدير شهادات

عن تصدير بعض هذه المراكز لشهادات لمتدربين أوضح د. رائد: “يشتري الكثيرون شهادات من الخارج ويبدأوا العمل بها، لأن هناك غياب رقابة دولة وبالأخص وزارة الصحة، وتقع المسؤولية أيضاً على وزارة الداخلية والبلديات ووزارة التربية وزارة السياحة ايضا. اربع وزارات معنية في هذا الامر. إذ مهمة وزارة السياحة من أجل السياحة التجملية والطبية، بسبب وجود الكثير من التشوهات. أما وزارة التربية فهي معنية بأمر التحقق من الشهادات المزورة، فيما واجب وزارة الصحة متابعة الجميع، وهنا نرجو ايضا أن تستفيق من ثباتها العميق وكأنها لسعت بحشرة التستسي.

أما وزارة الداخلية والبلديات عندها قسم للصحة والتفتيش والأجهزة الأمنية، فحين يتم ختم هذه الأماكن المخالفة للقانون بالشمع الاحمر تتكاثر الواسطات لفتحها من جديد بعد يومين متلاً، كأنهم يقولون للدولة “لا يهمنها أمرك.. وأنت غير موجودة” وارجو منكم أن تذكروا هذه النقطة.

وتابع: نحن لدينا حلان- واتكلم عن لسان الأطباء في المجموعة، فإما إصلاح الوضع وتسير الأمور على الصراط المستقيم ونكمل طريقنا. أو لا يصلح الوضع، عندها سيهاجر نصف الأطباء، أما النصف التاني يعملون في تدريب اخصائي المكياج، وتعليمهم كيفية حقن البوتوكس والفيلير في الوجه والجسم، في هذه الحال سأفتح معاهداً لتدريب المزيينين طالما أن الوضع في البلد سيبقى في حالة فلتان، وعندها سأكون مستفيداً”.

 

التهديد بالقتل

وعما إذا كان يحق للمزينة حقن البشرة أكد: “هذا هو الوضع الحالي، فأخصائية المكياج تعلم اخصائية أخرى، وهناك عدد من الأطباء يدعمونهن. وهنا أوجه العتب على بعض الأشخاص “الواصلين” الذين يؤمنون الدعم والحماية لهكذا أناس، لذا عبر الإعلام أريد توجيه رسالة:

أولاً: “نحن في مجموعة اطباء doctors in front لا نجلس من دون عمل، بل لدينا عملنا والحمدلله”، ونحن لا نضعهم في حسباننا ولا نسعى لمحابتهم في تخصصهم كمزيينين أو تجار، ولكن نحن نعمل بالقانون.

ثانياً: المواد التي نستخدمها والأبر التي نستعملها والمواد التي نحقن بها ليست تجارية ورخيصة، بل باهظة الثمن ومضمونة ودقيقة، ونقول لهم “أين الثريا من الثرى”. من يريد الرخيص ليذهب نحو الثرى، فنحن الثريا، وفي النهاية من يتعاملون معهم سيعودون للأطباء للمعالجة ومنهم أنا.
رابعاً: بالنسبة إلى بعض الاشخاص الذين يهددون بقتلي أنا شخصياً، ليحسبوا ما يحصل مع السيدات من جراء أفعالهم على اخواتهم، فلو تضررت اختهم وتشوهت أو أصابها العمى، لنرى ماذا سيفعلون؟ سيقتلوني أنا الذي أصحح الأخطاء أم سيقتلون من أحاول منعه من أرتكاب هذه الأخطاء.

لذا أؤكد أني لست وحدي من أوقف بعض هذه حالات، بل مجموعة الأطباء في doctors in front، وسنبقى نحاول لإيقاف هذه الأعمال ونقطة على السطر.

فمن يهددني ليتحداني بالمنطق المهني والقانون فالرجل ليس بسلاحه”.

وعن كيفية وضع الحد، أوضح د. رائد رطيل: “مهمتنا ليست تجارة، حتى لو كان من يعتدي عليها من “الشطار”، فإن حصول أي مضاعفات لا أحد سينقذ المصاب إلا الله سبحانه وتعالى والطبيب الذي درس 13 سنة ويعرف عمله، وهنا أسأل “إذا قلت إني محامٍ سأحاكم لأني منتحل صفة، فلماذا يتم التعدي على مهنة الطبيب ولا أحد يتصرف؟”.

 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى