اعتزال الصدر أشعل وسط بغداد وسقط قتلى وجرحى
شكل اعلان مقتدى الصدر اعتزال الحياة السياسية حالة من الفوضى أدت إلى اشتباكات عنيفة وقعت في المدينة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد مساء اليوم الإثنين بين مؤيدي الصدر والقوى الأمنية، حيث اقتحم مؤيدو الصدر القصر الجمهوري في بغداد للتعبير عن غضبهم، فيما ظلوا يطالبون بإصلاحات سياسية شاملة طيلة أشهر. وأفادت مصادر طبية عراقية أن أكثر من 12 متظاهراً قتلوا بالرصاص لغاية الآن، فيما أصيب أكثر 85 آخرون، وفق فرانس برس.
وكان العراق قد دخل في مأزق سياسي منذ شهور، مع وجود خلاف بين أتباع مقتدى الصدر وخصومه السياسيين المحسوبين على إيران، منذ الانتخابات البرلمانية العام الماضي.
فاز الصدر بأكبر حصة من المقاعد في انتخابات أكتوبر الماضي، لكنه فشل في تشكيل حكومة أغلبية، مما أدى إلى أحد أسوأ الأزمات السياسية في العراق في السنوات الأخيرة.
أعلن الصدر، يوم الاثنين، اعتزال الشؤون السياسية، وإغلاق كافة مؤسسات التيار باستثناء المرقد والمتحف الشريفين وهيئة تراث آل الصدر.
وقال مقتدى الصدر في بيان على حسابه في “تويتر”: “كنت قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية إلا أنني الآن أعلن الاعتزال النهائي”.
وأشار الصدر إلى إغلاق كافة مؤسسات التيار الصدري باستثناء المرقد والمتحف الشريفين وهيئة تراث آل الصدر.
وذكر مكتب الصدر في بيان: “يمنع منعا باتا التدخل في الأمور السياسية ورفع الشعارات والهتافات والتحدث باسم التيار الصدري”، بينما قالت هيئة تنظيم الاحتجاجات التابعة للتيار الصدري إنها “أنهت مهامها”.
وجاء إعلان الصدر بالتزامن مع قرار المحكمة الاتحادية النظر بدعوى حل البرلمان، يوم الثلاثاء، من دون مرافعة.
ولم تقتصر المعارك على بغداد بل تأجج الوضع بمختلف مناطق البلاد، إثر إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن اعتزاله العمل السياسي. وتم استخدام قاذفات «أر بي جي» في الاشتباكات الجارية بالمنطقة الخضراء ببغداد، كما تم الهجوم على مقر تابع للحشد الشعبي في منطقة شارع فلسطين ببغداد. وأظهرت صور متداولة إطلاق نار على مقر سرايا السلام التابع للصدر في البصرة. وأفادت أنباء عن استهداف مقر ميليشيا حزب الله العراقي في البصرة. وأظهر فيديو آخر متداول اشتباكات مسلحة بين أنصار التيار الصدري ومسلحي الحشد في البصرة. كما أعلنت عن هجوم بالأسلحة الرشاشة استهدف مقر تنظيم العصائب في البصرة.
وكانت قيادة العمليات المشتركة أعلنت عن حظر تجول شامل في عموم البلاد، بدءا من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، بعد أن كان مقتصراً في وقت سابق على بغداد فقط.
مواقف رسمية
وسط ما يحصل قال الرئيس العراقي، برهم صالح، إن الظرف العصيب الذي تمر به البلاد يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد.
من ناحيته، دعا رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، المتظاهرين إلى لانسحاب من المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وبدأ سريان قرار حظر التجوال الشامل في مختلف محافظات العراق، مساء الاثنين، فيما تراهن السلطات على أن يقود إلى خفض التوتر.
من جهتها، قالت السفارة الأميركية في بغداد، إن الوقت قد حان للحوار لحل الخلافات والابتعاد عن المواجهة.
وبحسب مصادر إعلامية “، فإن المتظاهرين بدأوا الانسحاب من داخل المنطقة الخضراء وسط إطلاق نار كثيف، إثر الاشتباك مع عناصر مسلحة.
اعتزال الصدر نهائياً
رهم صالح، إن الظرف العصيب الذي تمر به البلاد يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد.