إنتعاش السياحة العلاجية في رمال الصحراء في الجزائر
تشهد المناطق الصحراوية إقبالاً كبيراً على العلاج بالرمل، وتُعتبر السياحة العلاجية من أهم أنواع السياحة وهي مُتاحة للجميع حيث أنّ سعرها يتناسب مع مُختلف الميزانيات وهو يشمل تكلفة النقل والعلاج والرعاية والإقامة لمُدة ثلاثة أيام.
ويقصد الجزائريون الجنوب الكبير بغرض العلاج عن طريق “الردم” في الرمال الذهبية، حيث يعتبر هذا النوع من الطب البديل فرصة للمرضى للعلاج من الروماتيزم والأمراض المرتبطة به، وآلام المفاصل وتنشيط الدورة الدموية وعلاج الدهون على الكبد والرفع من نسبة المناعة. ولا تقتصر السياحة العلاجية بالردم على منطقة معينة بالجنوب الجزائري، فهي منتشرة هذه الأيام في عدة محافظات وتستقطب إليها الشيوخ والرجال والنساء خاصة الذين يسافرون من 58 محافظة من محافظات الجزائر خصيصا لغرض التداوي بالرمال الساخنة.
والتداوي بالرمل ثقافة قديمة جدا، يُطلق عليها اسم السياحة النظيفة، وقد اعتاد السكان المحليون على الإقبال عليها. و لرمال الصحراء فوائد كثيرة، فهي تحتوي على معدلات عالية من المعادن التي تمتص السموم الموجودة في الجسم والعظام.
أما طريقة العلاج بالرمل فتقوم على طمر المريض في الرمال الساخنة حتى رأسه، ليبقى تحت الرمال مغطى الرأس كما يقوم بشرب كميات كبيرة من المياه حتى لا يصاب بالغثيان نظرا للحرارة الشديدة التي تحيط بجسمه وأشعة الشمس الحارقة. وتعتمد تقنية الردم على إبقاء المريض لمدة ساعتين متفرقة في اليوم الواحد لمدة يومين تحت الرمل الساخن، حيث يتم ردم المريض مدة بين 10 دقائق إلى 15 دقيقة ثم استراحة لمدة قصيرة ثم العودة إلى الرمل. ورغم الرواج الكبير لهذا النوع من التداوي، إلا أنها لا تزال تحتاج إلى الكثير من الترويج، فالمجهودات لا تزال فردية حيث يشرف متطوعون على تقديم الخدمات لزوار الكثبان الرملية وتأمين ظروف جيدة لراحة المرضى، خاصة كبار السن.