
اللقاح الصيني بين سرية المفعول والتجارب
أجواء برس- اميركا
الوضع في الصين تحت السيطرة من اول شهر من ظهور الجائحة وقبل تصنيع اللقاحات بما فيها اللقاح الصيني، هذا ما ورد إلينا.
لا ننفي وجود صراعات ومصالح اقتصادية واستقطابات سياسية بين الغرب وبين خصومهم من الدول الأخرى في جميع الميادين، ومنها الجانب الصحي ومنتجاته. وايضا علينا ان لا ننكر التقدم العلمي والتقني والاقتصادي الرهيب الذي احرزته الصين على مستوى العالم خلال السنوات الماضية، وهو موضع اعجاب من البعض وموضع حسد وغيرة من البعض الاخر.
والصين امة قديمة ضاربة في جذور التاريخ وذات حضارة عظيمة لديها ولديها قدرات واعدة في كافة المجالات بما فيها المجال البيولوجي والصحي، وهذا ليس موضوع جدال.
ولكن، وكما في كل المواقف التي تستدعي التقويم والتوزين، فإنه من الخطأ الجسيم الوقوف ضد كل ما هو صيني لانه صيني، او الانحياز لكل ما هو صيني لانه صيني.
فاللقاح الصيني هو منتج من شركة صينية بين شركات صينية عديدة فيها الممتاز وفيها السيء. ولكن هذا اللقاح مثله مثل اي دواء جديد او لقاح جديد تنتجه اي شركة، كان ينبغي للقائمين عليه ان يعلنوا عن المعطيات والبيانات التي نتجت عن هذه التجربة السريرية التي اجريت في الامارات والبحرين، تحت ظروف تفتقد الشفافية، وملابسات تشوبها شبهات تداخل فيها العلم بالسياسة والاقتصاد (كلفة الجرعة الواحدة من الصيني ٢٠ دولار، اي اغلى من فايزر ومودرنا وسبوتنك الروسي بالضعف، واغلى من استرازينكا بأربعة اضعاف.
ليس بهكذا اجراءات يتم التعامل مع الدرسات العلمية، فهناك أصول لإجراء التجارب السريرية وأصول ايضاً في نشر المعطيات والبيانات حولها قبل القول بفعالية الدواء او اللقاح، وترمي لنا رقم او نسبة محدد عن الفاعلية وتقول هذا ما توصلنا اليه! فالأصح هو ان يتم تعريفنا على المنهجية التي اتبعت في التجربة، والمعطيات عن الفئات العُمرية او الجندرية التي تم درستها، وكم نسبة صغار السن او كبار السن فيها؟ وماهو معيار الفعالية من غيرها الخ..؟
فإن أي شركة أدوية محترمة أو معهد علمي رصين لن يتردد في نشر معطيات دراساته قبل أن يقوم بتسويق منتجاته، ما لم يكن هناك ما يخشون معرفة الناس حول معطياتها، وطالما أن شركة ساينوفارم لم تعلن معطياتها وبيناتها بشفافية المجتمع العلمي قبل التسويق، فهذا مدعاة للتشكيك والتساؤل.
إذا كان اللقاح فعال جداً وينافس اللقاحات الاخرى في فعاليته فلماذا اقدمت الدول (الامارات والبحرين) التي كانت اول من طبقته، بتعزيزه بجرعة منشطة من فايزر؟ ولماذا تم الإستعجال اساساً في اعطاء جرعة منشطة لو لم يثبت للمعنين في السلطات الصحية تدني مستوى الاجسام المضادة، وارتفاع نسبة “الاصابات الاختراقية” بين المتطعمين؟
هناك ترحيب بكل دواء او لقاح فعّال بغض النظر عن مصدره، وكلما كانت فعاليته اكثر كلما ازددنا ترحيبا به ولا عزاء للكلام المرسل غير الموضوعي.
دكتور قاسم عمران … اختصاصي في الامراض التنفسية والعناية والمركزية
بحريني مقيم في اميركا