حزب الله المستهدف… لبنان في معركتين كاسرتين… ماذا عن الفرص؟ 2/ 5

ميخائيل عوض

هل تفيد الفوضى وانهيار النظام والدولة وأجهزتها حزب الله ومشروعه؟ وهل حقاً يستطيع تأمين مناطقه؟ وقد أعد عدته وأجهزته ووفر مقدماتها ودرس حاجاتها…
الجواب؛ حزب الله أكبر وأكثر المتضررين من الفوضى وانهيار النظام، وهو أكثر المتمسكين بالنظام والدولة والتوافقية والعيش المشترك، ويعبر عن كيانيته التي تعكس كيانيه الطائفة الشيعية التي قاربت تمسكها بلبنان الكيان والدولة ماهي عليه الكتلة المارونية- المسيحية، وهذه أحد عناصر وبيئات تفاهم مار مخايل، وعلى رغم أنه لا ينشد ولا مصلحة له بالفوضى والانهيار العام، إلا أنه قد تتوفر له قدرة على تأمين مناطقه وقاعدته الاجتماعية وحمايتها أمنياً وحياتياً إلى حدود ما، فذلك سيكون موقتاً ولأشهر قليلة، سرعان ما ستنفجر في وجهه وتشغله عن دوره الاقليمي وعن أهدافه الكبرى السامية.
وما لم ينجح مع حلفه المقاوم بالحاق هزيمة مذلة بالأميركي في سورية والعراق في الوقت المتاح، ويفتح أبواب القدس فيغير في الأزمنة والواقع واتجاهاتها ومحاورها وتصدق رهاناته في لبنان، والسقوط المدوي للمنظومة وشيا وأدواتها بقوة جاذبية سقوط أميركا ومشاريعها، سينعكس ذلك في لبنان بانهيار النظام والدولة ويتهدد الكيان، ويمثل ذلك بداية ذبول المشروع وأفوله، وهذا عين ما تسعى إليه أميركا وإسرائيل وحلفها، وما تحاول بلوغه المنظومة بكافة أطيافها وتشكيلاتها، ومنهم الحلفاء المفترضين للحزب والمقاومة، وقد ضاقوا ذرعاً بها وبدورها الاقليمي وتدخلاتها، ويتهمونها سراً وعلانية بتسببها بالحصار والتضييق السعودي والخليجي، وتعطيل المحاسبة والاصلاح وبناء الدولة. والمنظومة لن تغفر للحزب انتصاراته وما حققه على كل الصعد في الحروب والمعارك مع إسرائيل وحلفها العربي الإسلامي والأميركي.
فحتى اللحظة يمكن الجزم بأن حزب الله خسر الحرب الاقتصادية الاجتماعية، ولم يتميز في خياراته وتحالفاته وبرامجه وتنحسر قاعدته الاجتماعية وتضعف علاقاته بالحلفاء، وهم يخسرون أيضاً وتنزاح قواعدهم الاجتماعية،  فالمأمول والمرغوب أن يلتقط حزب الله الفرصة ولو أن  المؤشرات لا تجزم بهذا، ولم يعلن رغبته بالتحول إلى قوة محورية لإنتاج الكتلة التاريخية الحاملة لمشروع احتواء الأزمة ومعالجتها وتأمين فرص النهوض والخروج من خطر الفوضى والتوحش، على رغم توفر الشروط والظروف الموضوعية التاريخية والموصوفة، وما زال حزب الله موضع رهان كتل اساسية في البيئتين السياسية والاجتماعية، يمكنها إذا لاقاها الحزب وتفاهم معها، وقرر الفك عن المنظومة والعمل ابتداع مخارج إنقاذيه ممكنة، بل واجبة التحقيق والانجاز.
غداً؛ معركة الانتخابات النيابية وفرصتها الذهبية…

…يتبع

 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى