
روسيا تستخدم الفيتو في مجلس الأمن وأميركا تمتعض” على أوكرانيا
كما هو متوقع، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يستنكر الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين امتنعت الصين عن التصويت في سابقة ابعدتها عن حليفتها روسيا، وفي المقابل رأت الدول الغربية أن الامتناع سيساهم في عزلة روسيا على الصعيد الدولي.
وقال دبلوماسيون إن التصويت تأجل ساعتيْن من أجل مفاوضات اللحظة الأخيرة بين الولايات المتحدة وآخرين لضمان امتناع الصين عن التصويت.
وخفّف المجلس من الصياغة في قراره ليقول إنه “يستنكر” العدوان الروسي على أوكرانيا بدلا من كلمة “يدين”، في حين حُذفت الإشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة المُتعلق بالعقوبات والمُفوِّض باستخدام القوة وحُذفت كذلك الإشارة إلى “الرئيس”.
وطالبت مسودة قرار مجلس الأمن روسيا “بالوقف الفوري لاستخدام القوة ضد أوكرانيا” و”الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع قواتها العسكرية من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليا”.
وطالبت المسودة روسيا بالتراجع عن اعترافها بمنطقتيْن انفصاليتيْن شرقي أوكرانيا على أنهما دولتان مستقلتان.
وقال أليخاندرو جياماتي رئيس غواتيمالا إنه أمر سفيرة بلاده في روسيا جوزيلا أتاليدا جودينيس سازو بالعودة لبلادها، مضيفا أن حكومته ترفض الإجراءات الروسية في أوكرانيا.
كان جياماتي قد عبّر في وقت سابق عن “دعمه الكامل لسيادة أوكرانيا والتضامن مع شعبها وحكومتها”.
القرار الروسي
قال المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إنّ موسكو صوتت ضد مشروع قرار مجلس الأمن “المناهض لروسيا”، مضيفاً “لن أرد على من اتهم روسيا باستغلال حق الفيتو”.
وأكّد نيبينزيا أن “مشروع القرار غير متوازن وأغفل مسائل مهمة جداً”، لافتاً إلى أنّ “القوات الروسية لا تقصف المدن الأوكرانية”.
يأتي ذلك في وقت فشل مجلس الأمن الدولي، في اعتماد قرار يدين “الهجوم الروسي على أوكرانيا” بعد استخدام موسكو حق نقض “الفيتو”.
كما أضاف المبعوث الروسي، “نشكر جميع أعضاء مجلس الأمن الذين لم يؤيدوا مشروع القرار ضد موسكو”، مشدداً على أنّ “روسيا تدين قيام القوميين الأوكرانيين بوضع أسلحة في مناطق سكنية لاستخدام المدنيين كدروع”.
وقال نيبينزيا “أوضح الرئيس بوتين ووزارة الدفاع الروسية أنّه لن تكون هناك ضربات على أهداف مدنية، لكن القوميين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، وهو ما يعد انتهاكاً مباشراً للقانون الدولي والإنساني”.
وامتنعت الإمارات والهند والصين عن التصويت على النص الذي صاغته الولايات المتحدة، فيما صوت الأعضاء الآخرون بمجلس الأمن وعددهم 11 لصالح مشروع القرار.
وكان المبعوث الروسي للأمم المتحدة، قال يوم الخميس، إنّ الهدف من العملية الروسية الخاصة في دونباس هو حماية الأشخاص المستهدفين من قبل نظام كييف.
في الساعات الأولى من صباح الخميس 24 فبراير/شباط الجاري، بدأت روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا بعد أنّ طلبت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المساعدة للدفاع عن نفسيهما من الهجمات المكثفة للقوات الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّ العملية تستهدف البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وأنّ المدنيين ليسوا في خطر، وتقول موسكو إنها لا تخطط لاحتلال أوكرانيا وإنما نزع سلاح كييف ووقف تهديداتها.
وأكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، منوهاً بأنّ كافة محاولات روسيا التوصل لاتفاق بشأن عدم توسيع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، باءت بالفشل.
وأوضح أنّ هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص الذين تعرضوا، على مدى ثماني سنوات، إلى سوء المعاملة والإبادة الجماعية، من قبل نظام كييف.
العقوبات
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمبر بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف جراء غزو أوكرانيا.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بيان “نحن متحدون مع حلفائنا وشركائنا الدولييْن لضمان أن تدفع روسيا ثمنا اقتصاديا ودبلوماسيا باهظا مقابل غزوها لأوكرانيا”.
وأضافت “إذا لزم الأمر فنحن على استعداد لفرض مزيد من العقوبات على روسيا لسلوكها المروِّع على الساحة العالمية”.
وفي وقت سابق، غرّد متحدث باسم البيت الأبيض مؤكدًا أن وزارة الخزانة ستفرض “عقوبات بالحظر التام” على صندوق الاستثمار المباشر الروسي المملوك للدولة.
اللاعودة
ونقلت وكالة (تاس) للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن العلاقات بين روسيا والغرب تقترب من نقطة اللاعودة.
ونسبت وكالة الإعلام الروسية إليها القول أيضا إن فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف يكشف “العجز التام” للغرب في مجال السياسة الخارجية.
وتابعت “المسألة هي أننا وصلنا إلى الخط الذي تبدأ عنده نقطة اللاعودة”.
وتأتي تصريحات زاخاروفا قبل أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن فرض عقوبات على بوتين ولافروف، لكنها جاءت بعد أن أعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون عن إجراء عقابي مماثل.
وسخرت زاخاروفا من الإجراء البريطاني قائلة “ليس لبوتين أو لافروف حسابات في بريطانيا أو أي مكان آخر في الخارج”.
وكالات