
آية بشار : الألوان من الأيسر المدمر
الموصل – الجانب الأيسر
اختفت سحب عالم سفلي كما في أسطورة عشتار. ذلك العالم الذي تحكمه أريشكيجال وهو صورة رمزية إنسانية للدمار المطبق على كل شيء. خلف هذا الصمت. خلف الكتل الخرسانية المتفتتة مع شظايا القنابر من مختلف الأجيال المبعثرة مع طابوق تراث أم الربيعين المضمخ بعبق شيوخها وتلافيف ذاكرتها وثقافتها. ينبض الآن بعد لحظة النصر قلب آية, ليكسر صمت الدمار الذي تكتض به ذكرة الموتى لتؤثث في شاشة روحها الجمال الذي غادرها لثلاث سنوات احتلال لداعش… آية التي تقف بألوان استقتها من أقلامها وزجاجات الوانها الصغيرة. تثبت نظرها في العصافير القليلة العائدة إلى بقايا الاعشاش لتقول:
“ذاكرة القبح تحتاج وقت طويل لأن تزول، وإضافة إلى هذا تأهيل نفسي للأجيال التي شاهدت القبح”.
لكنها تعتبر الرسم هو رد الفعل الوقائي لزمن لا يعود إلى الوراء the life must be gone. الحياة يجب أن تمضي… هذه هي العبارة التي وجدها جنود نازيون في مبنى احتجز بها عاشقين كتبها أحدهما على الجدار فأصبحت حكمة…
أتمعن في لوحات آية بشار التي ترق ألوانها وخطوطها وانشاءاتها كحرب جديدة ضد القبح لتقول:
“أشتغل بأكثر من أسلوب، وأحياناً أحس نفسي متمردة على فكرة الفردية الأسلوبية لكني أنتمي إلى المدرسة الواقعية والسريالية، على رغم تناقضهما”.
وهي تجلس الآن على كرسي في ركن من مرسمها مثل شاخص رسمته أناملها بالفعل تعلق:
“على المستوى الشخصي لدي طموحات كبيرة تحتاج إلى جهد عظيم لتحقيقها، مثلاً حلمي أن أكمل الماستر وأصل إلى نيل الدكتوراه، واتعين… حلمي يكون عندي لمسة معروفة بفني كما الفنانين الرواد، حلمي أن أؤسس لأكاديمية فنية، تعنى بدراسة لأنواع الفنون الجميلة، وأحفر اسمي على حجر صلب.