شعب ينهش بعضه البعض في دولة الفلتان

أجواء برس

هناء حاج

في زمن لم يعد للانسان قيمة فيه، لم يعد المواطن في لبنان يعرف بأي حال سيعيش، الدولة أفلست، ومصارف أعلنت بدأت بالشح في ظل تلاعب “اشباح المال” بسعر صرف الدولار، والتجار يستغلون ظروف الفوضى العارمة ليتاجروا بالناس بجشعهم القاتل، فالعديد من المحطات المنتشرة في المناطق اخفت مخزونها من مادتي المازوت والبنزين واعلنت اققال المحطات، وهذا ما تطلب تدخلاً مباشراً من القوى العسكرية كافة، فتوزعت مجموعات من الجيش اللبناني وقوى الأمن وآمن الدولة على كافة المناطق اللبنانية بمهمات استقصائية وتفتيشية، ومن اشتبهوا بتخزينه للمواد صادروها منه، ما شكّل خسارة مالية لمن كان يريد بيع بضاعته بربح مادي وفير وأضعاف الأضعاف، بعملية تنهش جسد وطاقة المواطن في لبنان.

وفقد اعلنت القيادة الجيش، عبر “تويتر”، مصادرة 25500 ليتر من مادة البنزين المخزنة في إحدى المحطات في بلدة بوارج و53000 ليتر من محطة في ضهر البيدر، على ان توزع كمية 57000 ليتر من مادة المازوت التي تمت مصادرتها من محطة في بلدة لالا في البقاع الغربي على المولدات والمشاريع الزراعية بحسب التسعيرة الرسمية.

وكذلك قامت قوى من مخابرات الجيش – مركز بشري بدهم كل محطات المحروقات في منطقة بشري وتعمد الى فتحها بعد الكشف على المخزون.

وفي بيروت قامت مجموعات من القوى الأمن بمداهمات للعديد من المحطات في مناطق متفرقة، وايضاً تكفلت مجموعات من أمن الدولة بمهمات مماثلة، حيث داهموا عدد كبير من المحطات وشركات التوزيع، وقاموا بالكشف على مخزونهم، ومن لم يتطابق المخزون مع التصريح تصادر كمياتهم.

وكما داهمت قوة من الجيش اللبناني الى شركات النفط في منطقة الدورة تبين وجود 90 مليون ليتر مخزنة داخل خزانات هذه الشركات الكبرى في لبنان، ولذا تم الطلب من الشركات ان تبيعها وفق السعر المحدد وهو 3900.

تجدر الاشارة الى أن المديرية العامة للنفط و​المصرف المركزي​ أعلنا في بيان أنه بعد التواصل بين ​وزارة الطاقة​ والمصرف المركزي، توافق الجانبان على ان يتم تسديد ثمن المخزون من المحروقات الموجود حالياً لدى الشركات المستوردة على سعر صرف 3900.

إلا أن كل هذه التحركات لم تمنع الاشكالات على المحطات على أفضلية التعبئة، والوقوف ساعات طويلة في طوابير “الذل” قبل فتح المحطات أو بانتظار عودة التيار الكهربائي “من المولدات” ليتمكنوا من تعبئة لو نصف تنكة بنزين، فيما نشطت حركة “السوق السوداء” يعملون في الخفاء، ومن يحتاج قطرة بنزين لا يهمه من يبيعه فالمهم أن يشتري، وقد وصل سعر تنكة البنزين (20 ليتر) في السوق السوداء الى 500 ألف ليرة لبنانية (وفق مصدر موثوق لأجواء برس). وليس هذا إلا دليل على نهش الانسان لأخيه الانسان.

و من ناحية أخرى يتم الاعتداء على بعض المرافق العامة، منها لسرقة كابلات الكهرباء ما يؤدي الى اعطال كبيرة، ومنها الاعتداء على موظفي المؤسسات، وفي هذا السياق أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان، أنه “في ظل النقص الحاد في القدرات الإنتاجية المتوافرة على الشبكة بسبب الأزمة النقدية التي يمر بها البلد، باتت العديد من محطات التحويل الرئيسية في مختلف الأراضي اللبنانية تتعرض بشكل متكرر ويومي إلى الاعتداءات من قبل بعض المواطنين، الذين يدخلون إليها ويعتدون على المناوبين والعاملين فيها ويرغمونهم على إعادة التيار الكهربائي عنوة على مخارج التوزيع، ولا سيما في محطات الحرج، البسطا، بيت ملات، صور، صيدا، بعلبك، المصيلح، الزهراني ووادي جيلو” ما قد يحرم مناطق اخرى من التغذية بالكهرباء، ويزيد من الازمة”.

وإذ نبهت المؤسسة في بيانها المواطنين، إلى “خطر الدخول إلى هذه المحطات والمناورة فيها حرصا على سلامتهم الشخصية”، تمنت على القوى الأمنية المؤازرة والمساعدة لتأمين الحماية للمناوبين في محطات التحويل الرئيسية ومنشآت المؤسسة في مواجهة هذه الاعتداءات التي تهدد سلامة المنشآت والعاملين وسلامة الاستثمار”.

 

 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى