العالم يعزل جنوب أفريقيا… ماذا سيفعل لبنان؟

وأعلن اكتشاف المتحورة الجديدة التي قد تكون معدية جدا في جنوب افريقيا، كما أعلن رصد إصابة أولى بها في أوروبا في بلجيكا، وكذلك في فلسطين المحتلة.

وعلى الرغم من توصيات منظمة الصحة العالمية التي نصحت بعدم فرض قيود على السفر، حظرت بريطانيا وفرنسا وهولندا الرحلات الجوية من جنوب افريقيا وخمس دول مجاورة لها، كما أوصى الاتحاد الأوروبي الدول الاعضاء بتعليق الرحلات من افريقيا الجنوبية واليها.

واعتبرت حكومة جنوب افريقيا القرارات «متسرعة»، وتشكل هذه الإجراءات ضربة جديدة للسياحة قبل الصيف الجنوبي مباشرة عندما تكون حدائق الحيوانات والفنادق ممتلئة عادة.

وقالت وزيرة خارجية جنوب افريقيا ناليدي باندور في بيان «قلقنا الفوري هو الضرر الذي سيلحقه هذا القرار بالصناعات السياحية والشركات».
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية تعليق الرحلات الجوية من كل من جنوب افريقيا ونامبيا وبوتسوانا وزيمبابوي وموزمبيق وليسوتو وإسواتيني وإليها.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية، في بيان بثته وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) الجمعة، إنه تقرر كذلك تعليق السماح بدخول المملكة لغير المواطنين من القادمين مباشرة وغير مباشرة من الدول المشار إليها فيما عدا من قضى مدة لا تقل عن 14 يوما في دولة أخرى من الدول التي تسمح الإجراءات الصحية في المملكة بدخول القادمين منها وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة.

وبيّن أنه يتم تطبيق كامل إجراءات الحجر الصحي المؤسسي المعتمد لمدة خمسة أيام على جميع الفئات المستثناة القادمين من هذه الدول بمن في ذلك مواطنو المملكة بغض النظر عن حالة التحصين ضد «كورونا».

وذكر أن ذلك يأتي إلى ما سبق الإعلان عنه بشأن تعليق القدوم مؤقتا من بعض الدول إلى المملكة لأسباب تتعلق بتفشي جائحة ڤيروس كورونا.

وأضاف أن ذلك أيضا بناء على المتابعة المستمرة للوضع الوبائي وما رفعته الجهات الصحية المختصة في المملكة عن ظهور سلالة متحورة من ڤيروس كورونا في عدد من الدول ورصد انتقال مصابين منها إلى دول أخرى.

وأوضح المصدر أن جميع الإجراءات والتدابير تخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات الصحية المختصة في المملكة وذلك بحسب تطورات الوضع الوبائي عالميا مع تحذير المواطنين والمقيمين إلى تجنب السفر إلى الدول المشار إليها حتى إشعار آخر.

كما قرر الأردن منع غير الأردنيين القادمين من سبع دول افريقية من دخول المملكة ضمن إجراءات صحية احترازية بعد ظهور متحور جديد لڤيروس كورونا المستجد.

وذكرت وزارة الداخلية الأردنية في بيان أن القرار ينص على منع دخول غير الأردنيين القادمين من دول جنوب افريقيا وليسوتو وزيمبابوي وموزمبيق ونامبيا وإسواتيني وبتسوانا «إلا بعد مرور 14 يوما على مغادرتهم لهذه الدول إلى دول أخرى لا يتواجد فيها المتحور الجديد».

وأضافت أنه سيتم حجر الأردنيين القادمين من هذه الدول حجرا مؤسسيا لمدة 14 يوما على نفقتهم الخاصة بغض النظر عن نتيجة فحصهم من ڤيروس كورونا في المطارات الأردنية أو في الدول القادمين منها اعتبارا من الأحد المقبل.

واتخذت دول أخرى إجراءات مماثلة بينها: الولايات المتحدة الأميركية والإمارات ومصر والبرازيل والمغرب وسنغافورة وإيطاليا وروسيا.

ووافقت الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي على تعليق رحلات الطيران من الدول السبع السابقة بمنطقة الجنوب الأفريقي، من أجل احتواء سلالة جديدة ربما تكون أكثر خطورة لڤيروس كورونا، حسبما علمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من مصادر ديبلوماسية.

جاء ذلك بعد ساعات من اقتراح المفوضية الأوروبية تفعيل ما يطلق عليه بآلية «مكابح الطوارئ» لقواعد السفر المشتركة للتكتل بشأن ڤيروس كورونا.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قد اقترحت على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وقف الرحلات الجوية إلى جنوب أفريقيا.

وكتبت أورسولا على حسابها الرسمي بتويتر «نقترح على الدول الأعضاء بتفعيل بند الطوارئ ووقف الرحلات الجوية إلى جنوب أفريقيا بسبب المتحور الجديد المثير للقلق لفيروس كورونا»، أما المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض فقد رفع مستوى التحذير من كورونا إلى عال جدا.

ووفقا للاتفاق الذي أكدته الرئاسة السلوڤينية للاتحاد الأوروبي على تويتر، يجب أيضا أن يخضع المسافرون من تلك الدول لمتطلبات حجر صحي واختبارات صارمة.

 

ماهية المتحور

وتحمل السلالة الجديدة التي أطلق عليها اسم B.1.1.529 تحورات من المحتمل أن تتفادى الاستجابة المناعية الناتجة عن كل من العدوى السابقة والتطعيم، وكذلك تحورات مرتبطة بزيادة العدوى.

وقال علماء إن هناك حاجة إلى دراسات معملية لتقييم احتمالية أن تسفر التحورات عن انخفاض كبير في فاعلية اللقاحات.

وسبقت بريطانيا جاراتها الاوروبيات وعلقت بالفعل الرحلات القادمة من ست دول جنوب القارة الأفريقية، حيث يعتبر علماؤها ان المتغير الأحدث المكتشف من الڤيروس هو أهم تحور على الإطلاق، منبهة إلى ضرورة معرفة ما إذا كان مقاوما للقاحات.

وأوضحت وكالة الأمن الصحي البريطانية أن السلالة المتحورة تحتوي على «بروتين سبايك»، الذي يشكل النتوءات الشوكية الموجودة على سطح كورونا، يختلف تماما عن البروتين الموجود في الڤيروس الأصلي الذي صنعت لقاحات «كوفيد-19» على أساسه.

ودافع وزير النقل غرانت شابس عن قرار حظر رحلات الطيران من جنوب افريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي وليسوتو وإيسواتيني وناميبيا، وقال ان الدرس المستفاد من جائحة «كوفيد-19» هو أن التحرك المبكر أمر أساسي.

 

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إنها تتابع عن كثب المتحور الجديد، وعقدت اجتماعا طارئا بشأن السلالة الجديدة B.1.1.529 المكتشفة في جنوب افريقيا، ووصفها متحدث باسم المنظمة السلالة الجديدة بأنها مثيرة للقلق.

وأعلن متحدث باسم منظمة الصحة العالمية ان فهم مستوى انتقال وشدة المتحورة الجديدة لڤيروس كورونا التي رصدت في جنوب افريقيا يحتاج إلى «أسابيع عدة».

وقال كريستيان ليندماير، خلال مؤتمر صحافي دوري لوكالات الأمم المتحدة، إن خبراء من منظمة الصحة العالمية مكلفين بمراقبة التطورات في ڤيروس كورونا يجتمعون مع ذلك الجمعة لتحديد ما إذا كان ينبغي تصنيف المتحورة التي سميت B.1.1.529 على أنها «مقلقة» أو «يجب مراقبتها».

من جهتها، قالت الوكالة الأوروبية للأدوية إنه من «السابق لأوانه» التخطيط لتكييف اللقاحات مع المتحورة الجديدة لڤيروس كورونا التي اكتشفت في جنوب افريقيا.

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن علماء من جنوب افريقيا اجتمعوا مع خبراء منظمة الصحة العالمية من أجل مناقشة السلالة الجديدة.

وقالت ماريا ڤان كيركوف، رئيسة المجموعة الفنية لوحدة أمراض الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية خلال جلسة على الإنترنت، «ليس لدينا معلومات كافية عنها حتى الآن. المتاح أقل من 100 تسلسل جيني كامل.. ومع ذلك، نحن نعلم أن هذه السلالة بها العديد من الطفرات».

وأشارت ڤان كيركوف إلى أن المجموعة المعنية بتطور الڤيروس ستناقش الخطر الذي يمثله هذا النوع من الڤيروس التاجي، وإذا كانت النتائج مدعاة للقلق، فسيتم إعطاؤه اسما بحرف من الأبجدية اللاتينية 34. وقالت جنوب أفريقيا إنها سجلت 22 إصابة بالمتحور الجديد في صفوف الشباب، كما سجلت أيضا حالات في بوتسوانا المجاورة، وكذلك في هونغ كونغ لدى شخص عائد من جنوب أفريقيا.

وكالات

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى