
متى يتعلم النواب .. فصل الخطاب؟
بقلم محمد حسن العرادي
في مجلس النواب البحريني الجديد أعيد إنتخاب 7 نواب من مجلس 2018 المنصرم، إضافة إلى 5 نواب عادوا من الفصول التشريعية السابقة بعد أن عدلوا أوضاعهم وحسنوا سمعتهم وسيرتهم، وبذلك يصبح عدد النواب (الخبرة) في المجلس 12 نائبا من أصل 40 عضواً، أي أن نسبة من يمتلكون خبرة نيابية سابقة تبلغ 30% من النواب، وعليه فإننا أمام 70% من النواب الجدد الذين سيقضون الدور الأول وربما اكثر منه، يتلعثمون في الكلام ويتعثرون في القعود والقيام ويتعلمون التحية والسلام لكسب أبسط أبجديات العمل النيابي.
البعض قد يعتبر ظاهرة التجديد بهذه النسبة الكبيرة حدثاً إيجابياً نشطاً، والبعض الآخر يرى فيه نوعاً من التدوير وإعادة الانتاج الذي يدلل على أن التجربة الديمقراطية في بلادنا لا تزال تتلمس طريقها نحو الاستقرار وتراكم الخبرة والمعرفة، فلا يمكن أن يحدث التغيير بهذه النسبة المرتفعة، لو أن النواب في الدورات المتعاقبة قدموا أداءاً مقنعاً ورزيناً قادراً على تعزيز حضورهم وفاعليتهم النيابية.
وهنا تبرز عملية تشبه المثل القائل ” يتعلم التحسونه في روس القرعان” فبينما يتطلع المواطنين من المشاركين والمقاطعين في العملية الانتخابية إلى نضج التجربة والبدء في جني ثمارها، تتغير الوجوه وتبدأ الأمور من نقطة الصفر كل أربع سنوات جديدة، الأمر الذي يفرغ مجلس النواب من الخبرة والدراية ويجعله محافظاً على أسنانه اللبنيه منذ أكثر من عشرين سنة إلى الآن، فمتى تُستبدل أسنان مجلس النواب، ويصبح ذو قوة فعال ومهاب.
يرى كثيرون أن ذلك لن يحدث ما لم تُفتح الأبواب لتطور المسارات الديمقراطية والسياسية بشكل طبيعي بعيداً عن القوانين والأنظمة التي تُفرملها وتُعيد توجيهها لنقطة البداية كلما اوشكت على الانطلاق والنمو، ودون شك فإن هذه العملية بحاجة إلى اطلاق حرية العمل السياسي والانفتاح على تشكيل الكتل النيابية والتيارات السياسية الفاعلة في المجلس،
فهل يكون الفصل التشريعي السادس بداية التغيير، ويتعلم نوابنا الكرام فصل الخطاب وفن السؤال والمناقشة والاستجواب، ذلك ما ستخبرنا به الأيام المقبلة من عمر المجلس.