اعتراض الرؤساء السابقين على قرار بيطار… هل هو استباق للادعاء عليهم؟

أجواء برس
كتب المحرر السياسي
يبدو ان موس  القضاء تسير بكل الاتجاهات تريد مسوح ذوق الجميع، من يشك بأمره ومن لا علاقة له، إلا ان صورة خط التحقيقات لم تتوضح بعد، لا نريد أن نلفت نظر القاضي بيطار على طريقة عمله، ولكننا نتابع، فمن المهم أن يستدعى الجميع من رأس الهرم الى اسفله من دون استثناء، فباخرة النيترات وصلت الى لبنان عام 2013 في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، وأبلغ من الأمن العام بخطورتها، وتابعت حضاورها في لبنان في العام 2014 في ظل حكومة الرئيس تمام سلام ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، وأبلغ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية تقريراً بخطورة المواد، ولكن أؤجل الملف، وعاد المشكلة لتظهر في الأعوام التالية حيث تولى الرئيس الحريري رئاسة سعد الحريري ايضاً قدمت تقارير عدة بهذا الشأن، الى ان وصل الأمر الى زمن الرئيس حسان دياب والرئيس ميشال عون، وكان الأخير حين علم بأمر طلب وبأسرع وقت ممكن حل الأزمة. ولكن الانفجار سبق كل الأمور.
وهذا ما يطرح التساؤل هل سيطلب القاضي بيطار كل الرؤساء السابقون الذين حضرت ووجدت في زمنهم باحرة النيترات؟ وليس فقط الرئيس حسان دياب. ولكن يبدو أن رؤساء الحكومات السابقون سارعوا الى الاعتراض على قرار البيطار، سواء بالاصول الدستورية، أو بالخوف من أن يطالهم الطلب الى التحقيق والإذن بملاحقتهم.
والأيام ستثبت أحادية القرارات، ان كان فقط دياب الوحيد الذي سيحقق معه من دون الرؤساء السابقون الذين كانوا من بداية مجيء النيترات الى لبنان لغاية الآن.
بيان الرؤساء السابقين
وفي السياق نفسه، تداول رؤساء الحكومة السابقون: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري وتمام سلام، في اعقاب التطور الأخير الذي نتج عن اصدار المحقق العدلي بجريمة تفجير المرفأ القاضي طارق بيطار ورقة إحضار بحق رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب، وأصدروا البيان التالي:
“أولا: ان لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية يفترض ان تخضع اعمال دولتها لأحكام دستورها وقوانينها وليس لسلطة عدالة انتقائية.

ثانيا: ان احكام الدستور اللبناني واضحة لا لبس فيها ومن ذلك ما يتعلق بهذا الصدد وتحديدا بما خص المادتين 70 و71 من الدستور.

ثالثا: لقد تقدم مجموعة من النواب باقتراح قانون من أجل رفع جميع الحصانات من أي نوع كانت، ودون أي استثناء بما يعني تعليق المواد الدستورية المخصصة للحصانات النيابية والوزارية والرئاسية وذلك لإحقاق العدالة، ولا سيما وان فخامة الرئيس ميشال عون شخصيا اعترف بأنه قد علم بوجود هذه الكميات الكبيرة من الأمونيوم نتريت في عنابر مرفأ بيروت قبل خمسة عشر يوما من تاريخ التفجير المريب وعلى وجه الخصوص وان فخامته هو الضابط وقائد الجيش السابق الذي يعلم تمام العلم بأنه وحسب القوانين المرعية الاجراء في لبنان يحظر ادخال أي كمية كانت من هذه المواد الى الأراضي اللبنانية من دون اذن مسبق من مجلس الوزراء وذلك بعد موافقة المراجع العسكرية والأمنية المختصة، ولا سيما ما تعنيه وتشكله تلك المواد من مخاطر هائلة.

ان مدة الخمسة عشر يوما هي مدة زمنية كافية لتفكيك قنبلة نووية فكيف الحال بالنسبة لهذه المواد القابلة للتفجير، وبالتالي فقد تقاعس فخامته وامتنع عن القيام بأي عمل ذي قيمة عملية للحؤول دون حصول تلك الكارثة الإنسانية والاقتصادية والعمرانية التي حلت بلبنان. وهذا ما يعني وجوب ان ترفع الحصانة كذلك عن رئيس الجمهورية في ما خص هذه الجريمة الخطيرة التي اصابت لبنان، وبالتالي وعندها يتحرر المحقق العدلي من نصوص لا تعطيه حقوقا قانونية ودستورية في محاكمة الرؤساء وسواهم.

رابعا: لم يسبق ان سجِّل في تاريخ لبنان ورقة إحضار بحق رئيس الحكومة اللبنانية على صورة الإحضار الذي خطه المحقق العدلي بجريمة تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار.

هذه السابقة خطيرة بكل الأبعاد السياسية والوطنية والدستورية، وتنم عن إجراء غير بريء يتسلق القانون وغضب اهالي الضحايا بالجريمة المدوية، لينال من موقع رئاسة الحكومة دون سواها من المواقع العليا في الدولة اللبنانية التي يشار اليها نهارا جهارا بمسؤولية وقوع هذه الجريمة.

ان هذا الإجراء محفوف بالشبهات السياسية، لأنه يتقاطع مع محاولات لم تتوقف من سنوات للانقلاب على اتفاق الطائف وكسر هيبة رئاسة الحكومة وتطويق مكانتها في النظام السياسي، وهي أفعال تشهد عليها الممارسات القائمة منذ عامين لتعطيل تشكيل الحكومات وتطويق الصلاحيات الدستورية للرؤساء المكلفين.

خامسا: في ضوء ما تقدم يرى الرؤساء السابقون للحكومة ان استمرار التجاهل لاقتراح القانون الرامي الى تطبيق العدالة الكاملة على الجميع دون تمييز او انتقائية يعتبر اعتداء موصوفا على العدالة وعلى الدستور اللبناني وعلى المؤسسات الدستورية. هذا فضلا عن كونه يشكل اهانة علنية لموقع رئاسة الحكومة، واستضعافا مرفوضا لرئيس الحكومة المستقيل، واعلانا مفضوحا عن ادارة ملف التحقيق العدلي من أروقة قصر بعبدا.

سادسا: هذا ما يجب ان يعلمه اللبنانيون وهو ما نضعه امامهم وبشكل واضح، وهو كذلك ما يجب ان يدركه وبالدرجة الاولى اهالي الضحايا، فلا تأخذهم العدالة المقنعة التي يبدو انها أصبحت تقتصر فقط على ما يتعلق بالتقصير الإداري وليس على كامل جوانب هذه القضية المريبة والخطيرة، وبالتالي الى ما يأخذ أهالي الضحايا الى المشاركة وعن غير قصد في دفن الحقيقة والاكتفاء بحلقات التشهير السياسي.

لا للعدالة الانتقائية، لا للقضاء المسيس، لا للتعرض لرئاسة الحكومة دون غيرها من الرئاسات والمراكز.

نعم للتحقيق القضائي الكامل والنزيه والشفاف والمحرر من التدخلات والقيود السياسية والطائفية”.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى