د. الناظر: كلنا معاك… ياريس

كتب الدكتور هاني عمر الناظر

سيتوقف التاريخ كثيرا أمام الموقف البطولي للقائد الشجاع الرئيس عبدالفتاح السيسي تجاه تصفية القضية الفلسطينية، والذي كان بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها الأحلام الصهيونية الأمريكية بتهجير الفلسطينيين من أرضهم لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى والتي تمتد حدودها من النيل إلى الفرات.

الرئيس السيسي تعامل بكل شرف في زمن عز فيه الشرف، ولم ينتظر طويلا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مخططه للاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، فيما يشبه “وعد بلفور” القرن الجديد، ليعطي من لا يملك من لا يستحق، وأعلن الرئيس السيسي رفضه القاطع لهذا المخطط، مؤكدا أن أرض مصر للمصريين وأن هذا المخطط ظلم لا يمكن أن تشارك فيه مصر التي كانت وستظل قلب العروبة النابض، والتي ضحت وما زالت تضحي من أجل الحفاظ على القضية الفلسطينية التي لم تغب يوما عن دعمها، وتعتبرها جزءا من الأمن القومي المصري.

والحقيقة أن هذا ليس بجديد على مصر وليس بجديد على قائدها الرئيس السيسي، الذي بذل جهودا مضنية من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على الأشقاء في غزة. ففي أكثر من محفل أكد الرئيس أن ما قامت به إسرائيل عقب العملية العسكرية “طوفان الأقصى” من قتل وحصار وتهجير قسري وسياسات العقاب الجماعي من تجويع واستهداف الأبرياء جرائم غير مقبولة بأي حال. وحذر دول العالم من توسع رقعة الحرب في حال انزلاق أطراف إقليمية ودولية أخرى، وهو ما تحذر منه مصر مرارا وتكرارا، وهو الموقف الذى يعبر عن إرادة الشعب المصري بأكمله تجاه القضية الفلسطينية.

الرئيس السيسي تبنى موقفا شجاعا ولم يهب أحدا وأعلنها صراحة، حتى يدرك الجميع القاصي والداني والكبير والصغير إن مصر لا تقبل بالإملاءات الخارجية، وهي دولة ذات سيادة قرارها مستقل ونابع من قيادتها الوطنية التي لا تفكر سوى في الحفاظ على أمنها القومي، وتتعامل مع كل الدول بمبدأ الاحترام المتبادل، مع التمسك بمبادئ القانون الدولي واحترام العهود والمواثيق ودعم دور المنظمات الدولية، مع الحرص على الحفاظ على توازن يربط أهداف مصر ومصالحها الاستراتيجية في إطار استقلالية القرار المصري.

وأكد الرئيس بما لا يدع مجالاً للتفاوض أن إعادة الإعمار هي السبيل الوحيد لاستقرار غزة وضمان بقائها في قلب المعادلة الفلسطينية، وليس تفريغها من سكانها لصالح الهيمنة الإسرائيلية، وعلى كل من لا يعلم قيمة هذا القرار وهذا الموقف الشجاع والبطولي للرئيس السيسي، أن يتابع تصريحات مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق مارك كيميت والذي قال: “إن الرئيس السيسي ربما قام بإهانة الولايات المتحدة الأميركية عبر التعبير عن عدم رغبته في تلبية دعوة ترامب، وهذا أمر سينعكس سلبا عليه”، وهي عبارة تكشف كم الغضب الأميركي تجاه موقف مصر التي قادت جهوداً كبيرة لتوحيد الموقف العربي والعالمي لرفض خطة الرئيس الأميركي، والتأكيد على أن إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية يمثل الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم.

أخيرا تبقى أن أؤكد أنني وجموع الشعب المصري خلف القائد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل ما يتخذه من قرارات، وندعم موقفه الشجاع بل ونفتخر أنه قائد مصر فى هذه الفترة العصيبة، ونثق في أنه قادر دائماً على قيادتها بما يمتلكه من سياسات حكيمة.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى