نعم للعودة إلى فلسطين… لا للتهجير إلى أي مكان خارجها ..

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

عندما أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكذوبته المثيرة بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة ريثما تقوم أمريكا بإعادة بناءها وتحويلها إلى ريفيرا الشرق الأوسط الجديد، تلقف الفكرة الإرهابي الدولي النتن ياهو وراح يروجها باعتبارها الحل الأمثل لمشكلة قطاع غزة، بل بالغ في تبنيها كي يغطي على فشله في تحقيق أي من أهداف عدوانه على القطاع رغم الإرهاب والمجازر والهدم والتشريد الذي فرضه على أهل غزة طوال 15 شهراً من الرعب والعدوان، لكن أبناء الشعب الفلسطيني الذين صمدو في وجه آلة الحرب الصهيوأميركية سرعان ما عادوا إلى أراضيهم بعد توقف العدوان ليثبتوا للعالم بأنهم باقون ما بقي الزعتر والزيتون.

وعبثاً يحاول النتن ياهو أحياء الفكرة التي ولدت ميته، ويضخ فيها من روحه الشيطانية متهماً مصر العربية الأبية بأنها السبب وراء عمليات القتل والتدمير التي مارسها جيشه الإرهابي، لأنها منعت الفلسطينيين من الهجرة خارج القطاع، مدعياً بأنهم جميعاً كانوا سيختارون الرحيل الطوعي لو فتحت لهم المعابر، ومبرراً همجية جيشه وعدوانيته العنصرية التي قادت إلى إرتكاب الإبادة الجماعية بسبب “انتشار مقاتلي كتائب القسام والفصائل الفلسطينية بين البيوت” ، ولهذا السبب فإنه يدعم خطة المجنون ترامب بفتح المعابر والأبواب لتهجير الفلسطينيين خارج غزة، ريثما يتم إعادة إعمارها، ومن ثم يعود من يرغب منهم شريطة الالتزام بنبذ الإرهاب.

عجباً لهذا المنطق الاستعماري الاستيطاني العنصري الإرهابي، وهل هناك من يرتكب المذابح والمجازر والارهاب سوى الجيش الصهيوني الذي يقوده الإرهابي نتنياهو وحكومته العنصرية، التي أدانتها المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بالارهاب والابادة الجاعية، بل وحكمت عليه وعلى وزير دفاعه السابق بصفتهما مجرمي حرب مطلوبين للعدالة، لكنها سياسة قلب الحقائق التي يمارسها الكيان الصهيوني وداعميه الأوروبيون وعلى رأسهم أميركا راعية الإرهاب الدولي الأولى في العالم، وإذا كانت فكرة ترامب تستحق أي نوع من البحث فإن الأَولى هو أن يستعيد أهل غزة حقوقهم التاريخية التي أغتصبت من قبل الجيش الصهيوني بعد حرب 1967.

يعلم الجميع أن مساحة قطاع غزة كانت لا تقل عن 555 كم مربع، وأن الجيش الصهيوني قد قضم حوالي 200 كم2 من هذه الأراضي بين حربي 48 – 67 ، وإقام عليها ما يطلق عليه الآن “مستوطنات غلاف غزة” فإذا كان قلب ترامب قد رق للفلسطينيين الذين دمر بيوتهم وممتلكاتهم حليفه النتن ياهو وجيشه الإرهابي، فليمارس ضغطه باتجاه إعادة الأراضي المغتصبة من قطاع غزة لأهلها، وليسمح للفلسطينيين بالانتقال لهذة المستوطنات التي أقيمت على أراضيهم، كنوع من التعويض البسيط لما اقترفته “اسرائيل” من إجرام ودمار طوال أيام العدوان والاحتلال.

فاذا إستقر أهل غزة في أراضيهم المحتلة والبيوت والمجموعات السكنية التي تم تشيدها في غلاف غزة، أمكن إعادة إعمار ما دمره الكيان الصهيوني داخل القطاع بالقصف والتفجير، وعندها يخير الفلسطينيون بين العودة الى داخل القطاع، أو البقاء في مدن الغلاف التي أعيدت لهم، خاصة وأن الجيش الصهيوني قد فشل في الاحتفاظ بهذه المستوطنات التي سقطت في ظرف ساعات معدودة وعادت لأهلها يوم السابع من اكتوبر 2023 المجيد، حين إستطاعت ثلة من المقاومين من رجال الله المؤمنين بأن فلسطين كلها (وليس ما اغتصب من قطاع غزة فقط) هي ملك للفلسطينيين وأنهم عائدون إليها مهما طال الزمن أو قصر.

ولا شك ولاريب بأن هذا الحل هو الحل الأمثل والأقل كلفة من أجل تنفيذ برنامج دولي لإعادة إعمار قطاع غزة المدمر كلياً على أيدي الغزاة، فإذا أخذ بهذا الخيار لن يضطر ترامب إلى التفتيش عن دول عربية وغير عربية للقبول باستقبال الشعب الغزي الفلسطيني الذي لم ولن يقبل الهجرة طوعاً أو كراهية لأي مكان سوى أرضه، خاصة إذا عرفنا أن معظم أهل القطاع هم أصلاً لاجئون طردوا من المدن والقرى المحتلة التي احتلها ويقيم فيها المستوطنين الآن دون وجه حق، إنها دعوة لعودة أهل غزة إلى داخل فلسطين فقط، سواء فيما يسمى مستوطنات غلاف غزة، أو في قراهم ومدنهم الأصلية التي هجروا منها منذ 1948 وحتى الآن، وهم على استعداد للعودة بمجرد فتح المعابر لهم، أما فيما يخص تكاليف إعادة الأعمار فإن الفلسطينيين وأشقائهم العرب والمسلمين قادرين على إعادة إعمار بلادهم دون الحاجة إلى ترامب فلا يشغل باله وتفكيره بذلك، ويستطيع أن يوفر جهوده وأفكاره وأمواله وبرامج وخططه لإعادة إعمار ما دمره الطوفان الطبيعي في الولايات الأميركية أخيراً.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى