ترامب… غطرسة لن تدوم – 4

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

استيقظ العالم على سيل من التصريحات العنصرية الصبيانية التي أطلقها الرئيس الأرعن ترامب وهو يستقبل المجرم المدان بالإبادة الجماعية من قبل أعلى محكمة دولية النتن ياهو، متوعداً بوضع اليد على قطاع غزة وتملكه من قبل أميركا (عشم ابليس في الجنة)، بعد تفريغه من أهله الفلسطينيين بهدف تحويله إلى منتجعات وشواطئ سياحية على شاكلة الريفيرا الفرنسية، فمن قال لهذا العجوز المتغطرس إن شعب غزة الفلسطيني الأبي يبحث عن مكان غير قطاع العزة والشرف يلجأ إليه، أو يقبل بالهجرة خارج أرضه طوعاً أو كرهاً، لقد قاتل هذا الشعب وصمد وقدم آلافاً من الشهداء وآلافاً من الجرحى وآلافاً من المعتقلين دفاعاً عن أرضه ووطنه وعرضه ولم يتزحزح قيد أنملة خارجها رغم شلالات الدماء والمذابح والمجازر التي تعرض لها على يد الجيش الأقذر والأبشع والأكثر دموية في العالم، و المزود بأعتى وابشع أنواع الأسلحة والقنابل الأميركية القاتلة.

ثم من هو الذي أعطى ترامب الخرف حق التصرف فيما ليس له علاقة به من قريب أو بعيد، فراح يقسم ويوزع الأراضي الفلسطينية ويقرر منح الكيان الصهيوني 30 % من أراضي الضفة الغربية، ويفكر في الاستيلاء على غزة كاملة بأسم أميركا التي يحكمها هذا المجنون، الذي راح يضغط على مصر العربية والأردن الهاشمية لاستقبال أكثر من مليوني فلسطيني ينوي تهجيرهم من غزة والضفة ليفتح للصهاينة المجال بالتمدد والعيش بهدوء وسلام على أرض ليست لهم، أرض تآمروا عليها واحتلوها بالتعاون مع المستعمر الإنكليزي – السبب الأول لتقسيم الوطن العربي الكبير إلى دويلات صغيرة تتقاتل فيما بينها وتخشى بعضها بعضاً.

إنه الزمان المنكوس الذي يتخيل فيه الرئيس المتعوس نفسه زعيماً أوحداً للعالم، “يعز من يشاء ويذل من يشاء” وكأنه الإله الخالق الذي يوزع الأرزاق على العباد والبلاد ويقرر الموت والحياة، فبعد أن لفظه الناخبون الأمريكيون بسبب مقدار الهوس والجنون الذي عاشه وعيشهم فيه خلال فترة حكمه الأولى، والآن يعود من جديد في غفلة من الزمن ليمارس دور الحاوي الذي ترقص على كلماته الكلاب الصهيونية وتطرب له القرود والخنازير من الخونة والعملاء فتترنح متهاوية وهي ثملة سكرانة من كثرة ما شربته من الخمر المعتق في جماجم الشعوب المغلوبة على أمرها من مختلف دول العالم، متناسياً بأن المُلك لايدوم وأن الامبراطورية الأميركية ستنتهي وتتلاشى كما ذهبت من قبلها أمم وإمبراطوريات كثيرة كانت اكثر قوة منها في زمانها.

وكما فشلت دعوات التهجير السابقة التي انطلقت منذ احتلال غزة في الخامس من يونيو/حزيران 1967، ثم إنسحبت من القطاع باكمله تحت ضربات المقاومة الباسلة في سبتمبر/أيلول 2005، ومنذ ذلك الوقت وهي تكرر محاولات احتلاله حتى الآن، وكما فشلت “إسرائيل” في عنوانها طيلة 15 شهراً من القصف والابادة، ستفشل هذه الدعوات العنصرية التي يروجها الرئيس الأمريكي المتصهين دونالد ترامب، حى لو أعتقد بأن قراراته قد باتت قدراً مقضياً، فهو لا يعرف بأن شعب الجبارين الذي صمد على مدى 77 عاماً أمام كل هذه الهمجية والإرهاب الصهيوني، وقدم القرابين والشهداء على طريق التحرير، قادر ومستمر في العطاء والوفاء لهذه الأرض المقدسة، أمانة الأجيال المتعاقبة على حب فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، وقريباً ستسقط خرافات وأوهام ترامب ومن يقف إلى جانبه من العنصريين والواهمين، ويبقى الفلسطيني متجذرا في أرضه، شاء من شاء وأبى من أبى.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى