ألف مبروك للبحرين .. ومعاً ليكون خليجنا واحد وشعبنا واحد؟
#عراديات – 334
بقلم محمد حسن العرادي – البحرين
الأثنين 6 يناير 2025
فوز مستحق بجدارة حققه منتخب البحرين الوطني وعاد بكأس الخليج للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه الاول في خليجي 24 بالدوحة 2019، هذه المرة تغلبنا منتخبات السعودية، العراق، الكويت وختاماً على المنتخب الوطني لسلطنة عمان الشقيقة في مباراة اتسمت بالندية والروح الرياضية، فهنيئاً لنا هذه الفوز الذي أفرح قلوبنا جميعاً واثبت تألق أبنائنا، لقد نجحت دولة الكويت الشقيقة في إضفاء لمسات من الفرح والتآلف والإنسجام المميز بين الجماهير الخليجية التي حضرت لمتابعة ومشاهدة مباريات خليجي زين 26، وقد حظيت هذه النسخة من دورات كأس الخليج بروح رياضية غير مسبوقة تجسدت في التفاعل الكبير بين هذه الجماهير الخليجية التي تعاملت مع بعضها البعض بمحبة وروح عالية ومرحة أضفت على الدورة طابع خاص، ساهم في تكريس فكرة الخليج الواحد والشعب الواحد التي طالما تغني بها أبناء الخليج باعتبارها حلماً وطموحاً وهدفاً غالياً على قلوبنا جميعا.
والسؤال الذي باتت تردده الجماهير الخليجية بالحاح وشغف، متى وكيف سيتحقق هذا الحلم الذي كبرت عليه أجيال من أبناء هذه المنطقة، ومتى نخرج من منطق الشعار إلى منطق المصير والخيار، فنرى ونلمس هذا الحلم وقد تجسد واقعاً حقيقياً يساهم في تعزيز الروابط وكسر الحواجز الم بين أبناء هذه المنطقة، حتى يتحقق التكامل والاندماج الشامل بين أبناء الخليج على كافة المستويات، لقد مضى على تأسيس منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 25 مايو 1981 قرابة 45 عاماً، فيما أكملت دورة كأس الخليج 55 عاماً بنجاح تام ووئام، بعد أن إنطلقت من أرض المحبة البحرين في العام1971، وقد آن أن تترسخ فكرة الوطن الخليجي العربي الواحد، ليكون ركناً أساسياً في حلم الوحدة العربية التي تتطلع اليها شعوبنا العربية بشغف وشوق كبيرين.
وإذا كانت دورة كأس الخليج قد نجحت في تجاوز بعض العقبات التي كانت تحول دون إشتراك اليمن والعراق في هذه الدورات الرياضية، فإننا واثقين بأن قيادة منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية قادرة على تذليل الصعاب التي تعترض طريق إنظمام الأشقاء في كل من العراق واليمن إلى هذه المنظومة، الأمر الذي سيعزز من قوتها ويوسع من قدراتها البشرية والجغرافية والسياسية والاقتصادية لتكون مدماكاً رئيسياً في مشروع الوحدة العربية التي نحلم بها جميعاً، فنحن لا نزال نحلم بأن يتم التوصل بين دولنا الحبيبة إلى تأسيس سوق خليجية مشتركة، وجواز سفر خليجي موحد، واقتصاد اقليمي موحد وقوي، يتحرك من خلاله المواطنين الخليجيين بكل حرية من وإلى هذه الأقطار بسلاسة ويسر وفاعليه، وتنتقل فيه الأموال والعمالة الفنية، وتشيد فيه المشاريع الصناعية والزراعية والاقتصادية التي تساهم في تنمية المنطقة بكل حرية، الأمر الذي سيقوي من تماسكاها وترابط أهلها وتعاضدهم في السراء والضراء حتى لا يعود لطامع في أرضنا وثرواتنا مكان.
ولنا أن نتصور منظومة خليجية واحدة يتجاوز عدد سكانها 150 مليون إنسان وتمتد مساحتها الجغرافية إلى ما يقارب 3.5 مليون كم2، مع إطلالة على ثلاثة أبحر رئيسية، وتمتعها بكميات وافرة من المياه العذبة من أنهار وعيون وينابيع طبيعية، وخطوط إمداد وشبكات مواصلات والنقل البرية والبحرية والجوية، وثروات معدنية، طبيعية ونفطية هائلة، وموقع جغرافي إستراتيجي متميز قادر على ضبط إيقاع العلاقات الدولية وتعزيز فرص السلام والتعايش الإجتماعي العالمي.
إننا لعلى ثقة كاملة بأن هذه المنظومة العربية المسلمة المتنوعة قادرة على أن تصنع وتحمي مستقبلاً واعداً لشعوبها، وتكامل فيما بينها على جميع المستويات والأصعدة، كما نحن واثقين بقدرة أنظمتنا وقياداتنا السياسية على إيجاد صيغ وهيئات ومؤسسات تعزز هذه الوحدة وترسي التكامل فيما بينها، فهذا الزمن هو زمن التكلات السياسية والاقتصادية الكبرى، القائمة على وحدة المصالح، وخفض الصراعات والتوترات والخلافات والحروب والتنافس السلبي، فهل تجد هذه الدعوات آذاناً صاغية تشرع في دراستها، وتخطط لتحقيقها، حتي نُؤمِن مستقبل أجيالنا القادمة في هذه المنطقة ويتماهى واقعنا مع شعارنا ” خليجنا واحد وشعبنا واحد، يعيش، يعيش، فليعيش، الله وأكبر ياخليج ضمنا الله وأكبر”، تلك والله أعز أحلامنا وأمانينا فهل يكتب الله لنا عمراً ونراها تتحقق.