لا تجعلوا اليأس يتسلل إلى نفوسكم

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

لست خبيراً عسكرياً كي أدعي أنني مطلع على ظروف وموازين المعارك الدائرة بين الجيش العربي السوري وحلفاءه من محور المقاومة وبين التنظيمات الإرهابية المتطرفة صنيعة الاستخبارات الأميركية والصهيوتركية والحلفاء الأوروبيون، لكنني من المؤمنين بأن هذه التنظيمات الأجيرة والمرتزقة العاملة لدى المشغلين المعادين للآمال والطموحات العربية ستندحر حتماً مثلما اندحرت وانكسرت مثيلاتها من العصابات والمؤامرات على أبواب دمشق التي استعصت على السقوط في حقبة الربيعي الأميركي المسمى زوراً وعداونا بالربيع العربي.

واثق بأن خطط وخطوط العصابات الإرهابية ستنهار على يد الجيش السوري العربي، الذي صمد في وجه المؤامرات الأمريكية والصهيوتركية طوال أكثر من 14 سنة حتى الآن، واثق بأن مالم يستطيع الإرهابيين وحلفائهم تحقيقه في تلك الأيام السوداء لن يستطيعوا تحقيقه الآن، مهما بدى المشهد قاتماً ومؤلماً، ومهما دُبجت المقالات التي تبشر بالعصر الصهيوني والدخول إلى بيت الطاعة الأميركي تحت القصف المستمر بالنار والدمار والمؤامرات التي لا تنتهي.

مؤمن بأن زمان الهيمنة الصهيوأميركية في طريقه للاندحار والإنحدار للدرك الاسفل من الهزيمة والتراجع، وأن قطار التطبيع البائس الذي فرضته ظروف الخذلان العربية، أبان الحقبة الأولى من حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد بدأت عرباته في التفكك، وبدأت مسارات سككها الحديدية تتلوى تحت واقع صمود الشعوب العربية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، مؤمن بأن زمان المذلة والانصياع الذي فرضته القوى العظمى الوحيدة في العالم يوشك على الزوال، وأن زمانا جديداً أكثر دفئاً وإنصافاً بدأ يتشكل رغم أنف أمريكا وحلفائها وعبيدها أيضاً، عالم أصبح يُطل برأسه من بوابة الدب الروسي ونافذة التنين الصيني الذي يشعل النار بهدوء تحت أقدام الإمبراطورية الأمريكية حتى تتبخر.

متيقن بأن الصحوة العربية والإسلامية المعتدلة ستتنامى وتبني قواعد أكثر صلابة ورسوخاً على الأرض انطلاقاً من قاعدة المصالحة الايرانية السعودية التي تشكل ركيزة الأمن والسلام والتعايش في المنطقة، متيقن بأن ساحة الخليج العربي ستكون أكثر أماناً وأقل إنخراطاً في الحروب، وأكثر حرصاً على دعم الاستقرار والتنمية، وأن دولنا لن تقع فريسة الخداع الأمريكي والأكاذيب الصهيونية والنفاق الأوربي الغربي في الفترة القادمة، متيقن بأنها ستلتفت لحقيقة المخاطر وتلتف حول سوريا ولبنان وفلسطين من أجل احتضانها وحمايتها واعادة إعمارها أجمل مما كانت من قبل.

متفائل بأن اليأس الذي بدأ يتسلل إلى نفوس بعض المثقفين العرب، والخوف الذي يسكنهم سينقشع قريباً حين يستعيدون ثقتهم في صحة مواقفهم وتحليلاتهم، متفائل بأن الغشاوة التي تغطي بعض أبصار المواطنين العرب المنخدعين بما تكتبه الصحافة الصهيونية وأقوال العملاء والمرتزقة الإرهابيين ستزول حتماً وفي مستقبل قريب، متفائل بأن لغة اليأس التي تتردد على ألسنة المذهولين من هول المصاب وحجم الخسائر في فلسطين ولبنان وسوريا ستنتهي، وسيستعيدون ثقتهم وإيمانهم بحتمية النصر ، فما بعد الصبر والصمود إلا الانتصار وإندحار الصهاينة وحلفائهم من العصابات الاجرامية الإرهابية، فمتى يستعيد المثقفون العرب زمام المبادرة ويقفون في وجه المثبطين والمحبطين المهزومين من الداخل.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى